د. أمير فهمي زخارى
"وأقول لكم أيضاً: إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله" (مت 24:19)
يقول الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ" الأعراف/ 40
هل الجمل فى الآية الحبل الغليظ أم الحيوان البعير؟
أولًا: ماذا يقول القرآن:
يقول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ الأعراف/ 40.
اتفق العلماء أن "السَّم" هو "ثقب الإبرة"، لكنهم اختلفوا في "الجمل" على أقوال:
1- فمن قرأ "الجَمَل" ذكر أن المراد به "الجمل المعروف"، أي: الحيوان ذا القوائم الأربعة، وهو "ذكر الناقة".
2- ومن قرأ بضم "الجِيم" وتشديد "الميم"، ذكر أن المراد به: حبل السفينة الغليظ، أو الحبل الذي يُصعد به إلى النخل.
انظر: "تفسير الطبري" (10/ 188 - 196)، و"الهداية" لمكي: (4/ 2365).
قال "ابن كثير": " وَقَوْلُهُ: وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ هَكَذَا قَرَأَهُ الْجُمْهُورُ، وَفَسَّرُوهُ بِأَنَّهُ الْبَعِيرُ.
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: هُوَ الْجَمَلُ ابْنُ النَّاقَةِ. وَفِي رِوَايَةٍ: زَوْجُ النَّاقَةِ. وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: حَتَّى يُدْخَلَ الْبَعِيرُ فِي خُرْق الْإِبْرَةِ. وَكَذَا قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ، وَالضَّحَّاكُ. وَكَذَا رَوَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، والعَوْفي عَنِ ابْنِ عباس.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ، وَعِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا: " حَتَّى يَلِجَ الجُمَّل فِي سَمِّ الْخِيَاطِ" بِضَمِّ الْجِيمِ، وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ، يَعْنِي: الْحَبْلُ الْغَلِيظُ فِي خُرْمِ الْإِبْرَةِ.
وَهَذَا اخْتِيَارُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ. وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ قَرَأَ: "حَتَّى يَلِجَ الجُمَّل" يَعْنِي: قُلُوس السُّفُنِ، وَهِيَ الْحِبَالُ الْغِلَاظُ "، انتهى من "تفسير القرآن العظيم" (3/ 414 - 415).
ومفهوم الآية: أن أرواح المؤمنين المنقادين لأمر الله، المصدقين بآياته، تفتح لها أبواب السماء، حتى تعرج إلى الله، وقوله عن أهل النار "وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ" أي من باب تعليق الشيء بالمحال، أي: فكما أنه محال دخول الجمل أو الحبل الغليظ في خُرْمِ الْإِبْرَةِ، فكذلك المكذبون بآيات الله محال دخولهم الجنة"، انتهى.
ثانيا: ماذا يقول الانجيل:
"وأقول لكم أيضاً: إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله"
(مت 24:19)
ثقب إبرة هنا مش معناه الإبرة اللى بنخيط بيها، ثقب إبرة ده اسم بوابة من بوابات أورشليم...
البوابة دى كانت صغيرة أوووى وعشان جمل يعدى منها كان لازم ينزلوا الحمولة اللى على ضهره ويزحف وينزّل رقبته لغاية تحت ويتخلى عن شموخه علشان يعرف يدخل.
بكده معنى الآية بيختلف، لأن لو كانت الإبرة اللى بنخيط بيها كان هيبقى معناها إنه استحالة غنى يدخل السماء..
وده مش مظبوط لأن فيه شخصيات كتيرة تقية فى الكتاب المقدس كانوا أغنياء زى إبراهيم أبو الأنبياء وأيوب البار ويوسف الرامى..
وكده الآية معناها إن الغنى علشان يدخل السماء لازم يتّضع وقلبه ما يبقاش متعلق بالماديات...
بعض آراء المفسرين هو:
ثقب ابرة حسب الترجمة العربية ترجمة غير دقيقة. لان كلمة جمل ليست الكلمة الصحيحة بل هي كلمة تعني الحبل السميك الذي يستخدم في السفن. وهذا يعني مدى استحالة مرور الحبل في ثقب الإبرة وهذا يتفق مع المعنى العام.
وردى هو:
تأكدنا لغويا انها جمل وليس حبل غليظ من المصادر في أسفل المقال ....
امر اخر وخلفية بيئية وهي ثقب الابرة وهو ليس المقصود بها ثقب الابرة الحقيقي التي تستخدم في الخياطة ولكن بعد هذا في تصميم بوابات المدينة كان الباب الكبير الذي يغلق بإحكام في الليل يصنع فيه باب صغير لمن يأتوا متأخرين ليستطيعوا الدخول الى المدينة لأنهم يستطيعوا العبور من هذا الباب الصغير ولكن جيش الأعداء لا يستطيع وصعب جدا فتح الباب الكبير. مثل الصورة التي امامكم ...
وهذه صعب جدا ان يعبر منها جمل لو اتى به صاحبه مساء فكانوا يطلقوا على هذه الأبواب الصغيرة ثقب الابرة
"صورة لبوابة ثقب الابرة في الجليل أيضا أسفل المقال"
أقول انه لغويا جمل فعلا ولهذا أني مؤيد الى التفسير ان جمل المقصود هنا هو الحيوان المعروف وليس بمعنى حبل غليظ ولهذا اميل الى ان المعنى المقصود هو جمل يمر من البوابة الصغيرة المسماة ثقب ابرة، ما قلته قدمه كثير من المفسرين...أمثال ابونا انطونيوس فكري وجيل ودكتور لايت فوت وكلارك "أنظر المصادر أسفل المقال"
يُذكر عن "ثقب إبره" في الكتاب المقدس ثلاث مرات في حديث الرب يسوع: " من أن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله " (مت 19: 24، مرقس 10: 25، لو 18: 25). ويجب أن يفهم هذا القول بنفس المعنى المذكور في (مت 23: 24) "أيها القادة العميان الذين يُصَفّونَ عن البعوضة ويَبلعُون الجَمل". فقد استخدم المسيح هاتين العبارتين المجازيتين ليبين لهم مدى سخافة أفكارهم واستحالتها.
واكتفي بهذا القدر... تحياتي
المصادر:
- قاموس سترونج: كلمة جمل التي ذكرت في الثلاث اعداد من الانجيل هي كاميلون καμηλον من كلمة كاميلوس κάμηλος التي تعني جمل (الحيوان) فقط وهي الكلمة اليوناني المساوية للكلمة العبري جامال גָּמָל "
G2574 κάμηλος kamēlos kam-ay-los Of Hebrew origin [H1581]; a �camel�: - camel. Total KJV occurrences: 6
- قاموس ثيور:
G2574 κάμηλος kamēlos Thayer Definition:
1) camel: Part of Speech: noun masculine or feminine
A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: of Hebrew origin H1581 Citing in TDNT: 3:592, 413
- قاموس كلمات الكتاب المقدس:
G2574 κάμηλος
kámēlos; gen. kamḗlou, masc.-fem. noun. A camel. John the Baptist had a rough garment made of camels hair, a kind of sackcloth (Mat_3:4; Mar_1:6). In Mat_19:24; Mar_10:25; Luk_18:25, the Lord says, proverbially, that it is easier for a camel to go through the eye of a needle than for a rich man to enter into the kingdom of heaven.
- ابونا انطونيوس فكري:
مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غنى إلى ملكوت الله = ثقب الإبرة هو باب صغير داخل باب سور أورشليم الكبير. فهم تعودوا على إغلاق أبواب أورشليم قبل الغروب، وحينما تأتى قافلة متأخرة لا يفتحون الباب الرئيسي، بل باب صغير في الباب الرئيسي. والجمل لا يستطيع أن يدخل من هذا الباب الصغير (ويسمى ثقب الإبرة) إلاّ بعد أن يناخ على ركبتيه (يركع على ركبتيه) وتُنْزَلْ كل حمولته ويُجَّرْ ويُدْفَعْ للداخل.وهكذا الغنى لا يدخل ملكوت السموات إلاّ لو تواضع وشعر أن كل أمواله هي بلا قيمة. وتدفعه النعمة دفعا، هذا معنى أنه عند الله كل شيء مستطاع = فالنعمة تفرغ قلب الغنى من حب أمواله وتلهب قلبه بحب الكنز السماوي. راجع (1تى 17:6-19). ومعنى الكلام أن الأغنياء يمكنهم أن يدخلوا الملكوت لو قبلوا الدخول من الباب
الضيق والنعمة تعين من يريد.
- جيل:
it is easier for a camel to go through the eye of a needle, than for a rich man to enter into the kingdom of God: thus, when the Jews would express anything that was rare and unusual, difficult and impossible, they used a like saying with this. So speaking of showing persons the interpretation of their dreams (g);
"Says Rabba, you know they do not show to a man a golden palm tree i.e. the interpretation of a dream about one, which, as the gloss says, is a thing he is not used to see, and of which he never thought, דעייל בקופא דמחטא ולא פילא, "nor an elephant going through the eye of a needle".
- دكتور لايت فوت:
Matthew 19:24
And again I say unto you, It is easier for a camel to go through the eye of a needle, than for a rich man to enter into the kingdom of God.
[A camel to go through the eye of a needle, etc.] a phrase used in the schools, intimating a thing very unusual and very difficult. There, where the discourse is concerning dreams and their interpretation, these words are added. They do not shew a man a palm tree of gold, nor an elephant going through the eye of a needle. The Gloss is, "A thing which he was not wont to see, nor concerning which he ever thought."
In like manner R. Sheshith answered R. Amram, disputing with him and asserting something that was incongruous, in these words; "Perhaps thou art one of those of Pombeditha, who can make an elephant pass through the eye of a needle": that is, as the Aruch interprets it, "who speak things that are impossible."
- كلارك:
Matthew 19:24
A camel - Instead of καμηλον, camel, six MSS. read καμιλον, cable, a mere gloss inserted by some who did not know that the other was a proverb common enough among the people of the east.
There is an expression similar to this in the Koran. “The impious, who in his arrogance shall accuse our doctrine of falsity, shall find the gates of heaven shut: nor shall he enter there till a camel shall pass through the eye of a needle. It is thus that we shall recompense the wicked.” Al Koran. Surat vii. ver. 37