د. أمير فهمى زخاري المنيا
يروى ابن السباع (وهو من علماء القرن 13) هذا الخبر فيقول [أحد البحارة عبر ليلًا إلى كنيسة القديس مرقس الإنجيلي التي على ساحل البحر المالح المعروفة بالمغارة. فنزل إليها فوجد تابوت القديس مرقس، فتوهم أن فيه ذهبا، فوضع يده في التابوت، فوقعت على الرأس فأخذها في الليل وأخفاها في خن المركب] .

 عندما عزم عمرو بن العاص على المسير، تقدمت المراكب كلها وخرجت من الميناء، ما عدا المركب التي كان يوجد بها الرأس المقدس مخبأ فيها. فإن هذه المركب لم تستطيع مغادرة الميناء إطلاقًا.

على الرغم من كل محاولات البحارين في بذل جهدهم لإخراجها! عند ذلك علموا أن في الأمر سرًا.

ويتابع ابن السباع روايته فيقول: [فأمر عمر بن العاص بتفتيشها، فوجدوا الرأس في تلك المركب مخبأ. فأخرجوه، فخرجت المركب حالًا وحدها. ففهم عمرو بن العاص بتفتيشها، فوجدوا الرأس في تلك المركب مخبأ. فأخرجوه، فخرجت المركب حالا وحدها. ففهم عمرو بن العاص وكل من معه. وللوقت استحضر من كان سببا في تخبئة هذه الرأس، فأعترف بعد وقت بسرقته، فضربه وأهانه" .

ثم سأل عمرو بن العاص عن بابا الأقباط -وكان في حالة هروبه إلى الصعيد، فكتب له عمرو خطابا بخط يده يطمئنه.. فحضر البابا واستلم منه الرأس بعد ما قص عليه ما حصل من الآية المعجزة. ويجله عمرو وعظمه، وأعطاه عشرة آلاف دينار برسم بناء كنيسة عظيمة على صاحب هذه الرأس.

فبنى هذه الكنيسة في الإسكندرية، المعروفة بالمعلقة، الكائنة في الشارع المسلة بالثغر إلى يوميا هذا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). واستقر الرأس فيها، ودفن فيها إلى الآن (إلى القرن 13) .
د. أمير فهمى زخاري المنيا
________________

-Patrologia Orientalis:La Synaxaire Arab-Jacobite.
- أبوالسباع: الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة: ص 140 و141 (الباب 87)0
- في راوية السنكسار cuna[arion أن هذا السارق خاف فأعترف قبل عملية التفتيش.
- هو البابا بنيامين (38)، وكان هاربا من اضطهاد الملكين، وظل 13 سنة بعيدا عن كرسيه قبل الفت العربي.