ياسر أيوب
فى مدينة بيسينج ستوك التى تبعد ٧٧ كيلومترًا جنوب غرب لندن.. يدير روفوس هاك فريقًا من ألف شخص فى شركة هوك آى إنوفيشينز، مهمته الأساسية هى إجادة استخدام التكنولوجيا وتوظيفها لتغيير شكل الرياضة فى العالم.. وغير نجاحات كثيرة حققها هذا الفريق مع ألعاب كثيرة مثل: التنس والكريكيت وكرة القدم الأمريكية والكرة الطائرة.
جاء وقت الالتفات بشكل أعمق ومختلف لكرة القدم.. فعلى الرغم من تعاون هذه الشركة مع الفيفا منذ ٢٠١٧ وتطبيقات كثيرة قدمها مهندسو الشركة وخبراؤها استعانت به واستفادت منها كرة القدم.. سواء فى الفرجة على مبارياتها بشكل مختلف وأكثر إمتاعا وواقعية.
أو تحكيم مبارياتها بأقصى حد ممكن من العدالة بعيدا عن أى أخطاء بشرية إن كانت غير متعمدة أو أخطاء مع سبق إصرار وترصد، إلا أن ما تم الإعلان عنه منذ يومين فقط كان مشروعا جديدا بمشاركة الشركة والفيفا بقصد الاعتماد أكثر على التكنولوجيا.. وأصبحت قاعدة التسلل واحتسابه أو عدم احتسابه هى الخطوة الأولى فى هذا المشروع.
ووفقا لهذه التكنولوجيا الجديدة، سيقوم الكمبيوتر عن طريق كاميرات خاصة برصد الكرة وأجسام اللاعبين بشكل منفصل ووضع الصور على أرض الملعب ليتحدد تلقائيا وفى ثوان قليلة من الذى يسبق الآخر دون حاجة لأى خطوط أو أى إعادة مراجعة وإبلاغ الحكم فورا هل هى حالة تسلل أم لا.
وأظن أنه سيمكن مستقبلا تطبيق نفس هذه التكنولوجيا فيما يخص ضربات الجزاء وهل كانت هناك بالفعل عرقلة للمهاجم أو لمس للكرة باليد أو حدوث أى احتكاك جسدى بين اللاعبين داخل منطقة الجزاء أم ان هناك من يتظاهر بذلك ويجيد تمثيل السقوط وإدعاء العرقلة أو الدفع.
وخطوات أخرى غير ذلك من المؤكد سيتناقص معها الدور البشرى فى التحكيم الكروى لتصبح الكلمة العليا للتكنولوجيا والكاميرا وشاشة كمبيوتر لا يعرفون الأندية وألوانها ونجومها ولا يتعاطفون أويتسامحون مع مهزوم أو يسعدهم انتصار فريق فى الملعب.. فلم يعد العالم الكروى مقتنعا بأن أخطاء التحكيم جزء من متعة كرة القدم.. أو يرضيه أن يدفع الجميع ثمن أخطاء الجميع ويستفيدون منها أيضا.
فطالما بات من الممكن الاحتكام للتكنولوجيا فى اتخاذ القرارات الحاسمة فما الذى يمنع ذلك.. وكان هذا أحد أهم أسباب اختيار روفوس هاك فى يونيو ٢٠٢١ لإدارة شركة هوك آى إنوفيشينز احتراما لدعوته وقناعاته بأن التكنولوجيا هى المستقبل والحل الأمثل لكثير من أزمات كرة القدم والرياضة كلها.
ومن الواضح أن الاتحادات الرياضية الدولية بدأت أيضًا تقتنع بذلك.. ولم تعد تعارض الاعتماد شبه الكامل على التكنولوجيا ليس انتقاصًا من قدر ونزاهة التحكيم وأصحابه لكن ضمانا لعدم ارتكاب أى أخطاء.
نقلا عن المصرى اليوم