( ١١ / ١١ / ١٩٦٣ م )    ٦١ سنة اليوم علي رقاده

القمص اثناسيوس فهمي  جورج  
أنبا بنيامين الكبير أسقف المنوفية صاحب الصوت الشجي ... الذي أشتهر بتقواه ونسكه وصوته الروحاني الرخيم ،  لقبوه  بقيثارة وكروان الكنيسة ... عرفنا عنه حبه للسيرة الرهبانية وأنتمائه بفخر لدير السيدة العذراء الشهير بالبراموس ، وله أيادي بيضاء في عمرانه وبنائه ... كذلك جدير بالذكر انه هو الذي سام أبينا المتنيح القمص بيشوي كامل كاهنآ علي مذبح كنيسة مارجرجس بأسبورتنج بالإسكندرية .وقد خصه بعناية أبوية وبحس روحاني ، شهد له  أبينا بيشوي في مذكراته الخاصة .

 لن تنسي له السماء أبوته وشهامته وفروسيته النبيلة  ، ولن ينسي له التاريخ عندما ذهب الي نساك الريان  ، ساعيا للمصالحه والوحدانية ورباط الصلح الكامل  ،  وكم كان متأثرآ لحالهم باكيآ عليهم مانحآ لهم الحل مصليآ عليهم ولاجلهم في وقت عصيب متحملآ الكثير لأجلهم  ، حيث محبة المسيح لاتفرح بالسوء ... وقد حاللهم بإسم الثالوث الأقدس وبارك خروجهم لجبل وادي الريان ، وبارك أيضًا رهبانية الساكنين هناك وسياماتهم ، معطيا لهم كل ما في جيبه من مال ،وقيل انه اعطاهم اواني مذبح للتقديس ، دلالة الرحمة والضم والقبول والصفح ، اضافة للحل وللبركة من فمة لأناس عباد تائهين ولاماوي لهم ، رحمهم الله جميعا وسهل طريقنا وجعل اواخرنا افضل من اوائلنا . .كذلك  كان رجل مواقف في  مساندة انبا يوساب الثاني  اثناء اوقات عصيبة  حتي يوم تجنيزه .

لقد مر اكثر من خمسين عامًا علي نياحته وسيرته لازالت حيه ولازال يتكلم بعد، ضمن سلسله أبائية لا تنقطع من الأباء ، تميز فيها بترنمه وأداء تسبيحه العذب الذي لم يكن يعطي صوتآ بل أصداء سماوية يسكبها معبرآ عن مالا يعبر عنه ، ونافذة مفتوحة يطل منها علي الفردوس ومطارح الفرح والغلبة الأبدية ( الغريغورية ) حيث مجد إلهنا وحيث لا تقف أمامه خليقة صامتة ، في صيرورة الصمت الإلهي وسيمفونية الكون وملء الكيان الأبدي .

لينيح الله نفسه الطاهرة ولينفع الكنيسة بصلواته وسيرته الحسنه  ، انه مثال رجال الكنيسة القبطية الذين يجمعون ويوحدون ويألفون بين اعضاء وطغمات الكنيسة ؛ انه مثال للخدام الذين يحملون احشاء الرحمة والرأفات تجاه اخوتهم وهو ايقونة قل وجودها في الترفق والفرار من الحكم والهروب من المعاقبة والاقتصاص   ، فلن ينسي له التاريخ ماصنعه برجولة الفارس عند نياحة البابا يوساب كي يحفظ للكهنوت وللبابوية  مكانتها  وصونها     ، حتي لايشمت بها العدو  دفعة اخري ، وحتي تؤدي دورها المرجو منها  وسط انحرافات وشطحات زمان متقلب ومتخاصم  . نترجي الله الهنا كي يرسل لكنيستنا القبطية اباء نبلاء نظيره يحملون الشهامة والزهو الروحي ليحملوا كنيستهم واولادهم ويعبروا بهم الي النجاة وسط امواج الذاتية والتحزب والانقسامات وافتراق فساد البدع .