كتبها  Oliver 
 
هذا الموت الذى نطلبه هو موت الأبرار .برغم فساد بلعام لكنه صلى قائلاً: لتمت نفسي موت الأبرار و لتكن آخرتي كآخرتهم عد23: 10.
 
-السيد المسيح هو من أسس موت الأبرار بموته. و كما أن المسيح غلب الموت فهو أيضا غلب أوجاع الموت.أع2: 24 .و لم يمكن أن يتعرض المسيح لتلك الأوجاع على الصليب لأنه سلم روحه الإنسانية بإرادته فى يد الآب مباشرة .لو23: 46.نقصد بالأوجاع هنا أوجاع مفارقة الروح للجسد و ليس أوجاع الصليب الجسدية.
 
الموت مرحلتين للروح.فراقها للجسد أولاً ثم مسيرتها نحو مستقرها المؤقت.مفارقة الروح من الجسد هى أصعب ما في الحياة للكثيرين. هذه ما يسميها الكتاب(شوكة الموت) أو (أوجاع الموت) هى أوجاع يشعرها الجسد كما تشعرها الروح فى لحظات الموت .هى أحد نتائج الخطية.و لأن المسيح لم يخطئ فإن أوجاع الموت لم تكن لها عليه سلطان البتة.لأن لسيدنا المسيح سلطان على شوكة الموت.1كو15: 55 - 57
 
- من أجل أوجاع الموت علمتنا الكنيسة أن نطلب قائلين (أعنا يا رب على سكرات الموت و ما قبل الموت و ما بعد الموت ) فى تحليل نصف الليل (للكهنة) كذلك فى صلاة الغروب (القطعة الثالثة)  نطلب شفاعة العذراء مسبقاً قدام إبنها الوحيد ربنا يسوع لكى تحضر مفارقة الروح من الجسد لماذا؟ كما نعرف أن بعض رتب الشياطين لا يقدر عليها أحياناً (الملاك العادى) بل تتطلب تدخلاً من رتبة ملائكية أقوى مثل رؤساء الملائكة دا10: 10-13 .أما العذراء  فبقدر ما هي حنونة مع البشر لكنها أيضاً مرعبة للشياطين و أقوى من جميعهم.فمهما حضرت الشياطين بجميع رتبها فى هذه اللحظات  تفر هاربة بمجرد أن  ترى العذراء. .
 
ليس هذا معناه تجاهل سلطان رب المجد و عونه عند الموت.لكن المسيح خصص الأرواح البارة لتحارب لأجلنا ضد الأرواح الشريرة فهذا تكليف من الله لها عب 1: 14 عب12: 1  أما العذراء فشفاعتها أعظم حتى من رؤساء الملائكة بالتالى فى حضورها لا تقدر الشياطين أن تضايق الروح عند خروجها أو تدعى سلطاناً عليها .
 
الملائكة و القديسين تحضر مفارقة الروح البارة ليس فقط لتزفها إلى الفردوس بل أيضا لتحميها و ترافقها حتى تصير هناك.و قد يقول قائل كيف للعذراء أن تحضر من أجل كل النفوس.فتكون الإجابة أن العذراء تحضر إذا صدر لها من المسيح أمراً بالحضور و ليست كل روح تحتاج حضور العذراء عند فراقها للجسد فالرب يعرف الحرب التى ستواجهها الروح فى خروجها و يعلم الحماية المطلوبة لنجاة هذه الروح من الحرب و يرسل المستوى الكافي من الملائكة و القديسين لينجيها.
 
- موت البار قد يبدو فى ملامح جسده الميت و لكن هذا ليس شرطاً ,إستفانوس الشهيد  قبل رجمه صار وجهه كملاك.إمتلأ من الروح القدس و رأى السماوات مفتوحة لإستقباله و رأى مجد المسيح أع7: 55 لكن ليس الجميع إستفانوس.فالبعض يموت و آثار التعذيب تشكل ملامحه كما فى وجوه كثير من الشهداء.
 
شهداء ليبيا القديسين رغم أنهم كانوا في نفس الموقف لكن تعبيرات الوجوه متنوعة.أغلب الحالات تكون ملامح جسد المنتقل إنعكاسا على سبب الوفاة الطبي.حالات الوفاة بعد إنخفاض ضغط الدم تصاحبها ملامح هادئة بينما الذين أنتقلوا لأسباب أمراض ترفع ضغط الدم قد تبدوا علي ملامحهم علامات الألم أكثر.
 
و كلها هى على أية حال ملامح تنتهي بتحلل الجسد. ملامح الجسد الميت لا تعكس المصير الأبدي بل فقط حالة الموت.
 
- متى فارقت الروح الجسد تعود مباشرة بلا تلكؤ إلى خالقها.لا مكان آخر تذهب إليه أو تسكن فيه إلا الفردوس للأبرارأو الجحيم للأشرار.الروح الإنسانية لا تتجول قبل وصولها إلى مستقرها.و لا تحتاج من يصرفها أو يعاونها من البشر كى تصل إلى هناك.بل يحكمها قانون الأرواح و لا يد لسكان الأرض فى مصيرها.الصلاة و الطلبة من أجلها قدام الله هى العون الوحيد الذى نملكه للمنتقلين. كل الحكايات التى تحكى  عن تجوال الروح حتى من قبل بعض الوعاظ خرافات.
 
ليس فى الإنجيل ما يؤيدها..أغلب حكايات العائدين من الموت وهمية و النادر منها حالة غيبوبة تصاحبها رؤى روحية للسماء و لا يعني هذا أن صاحبها مات أو فارقته روحه بالخطأ ثم عادت إليه.هذا التفسير خاطئ إذ ينسب الخطأ لعمل الله و حاشا له.و لا يعني هذا أنه  لا توجد معجزات إقامة للموتي لكن لو نلاحظ فى الكتاب المقدس أن جميع حالات إقامة الموتى لم يحكي فيها أي واحد عما رآه أو حصل له عند موته أو بعد موته.لقد ختم الله على عقولهم و ألسنتهم فلم ينطقوا كلمة عن ذلك لا فى العهد القديم و لا في الجديد.كان لعازر حبيب المسيح و كان بالأولى الشخص المؤهل ليحكي عن أربعة أيام كاملة بعد الموت كيف كانت و ماذا فيها لكن هذا لم يحدث.
 
- موت الأبرار هو ترقية.حالة جديدة مفرحة للروح تعيشها حتى تعود للجسد.رحلة متشبعة بالرجاء.موت الأبرار خطوة تمهيدية نحو ملكوت الله.لتمت نفسي موت الأبرار طلبة قديمة .صارت ترجمتها بتعليم المسيح هى : أطلبوا ملكوت الله و بره . كلما إنشغلنا بملكوت الله و طلبنا البر الذى يليق بأبناء الملكوت كلما تهيأت الروح لموت الأبرار.و صارت آخرتنا كآخرتهم.
 
- موت الأبرار هو موت المشتاق في أشواقه.إنتقال المحبوب من نفسه إلى حضن حبيبه. موت للجسد لكنه حالة عناق حارة للروح. موت بلا حسرة و دخول فى النور الأبدي.إندماج فورى فى عالم بلا تعب بلا نقص.موت الأبرار معجزة المعجزات إذ تتحول فوراً إلى عالم الكمال الإلهى.تتغذى لا أعرف كيف.تتنعم لا أعرف كيف.تتعلم بطرق جديدة.تتعرف و تظل تتعرف على عظمة الثالوث القدوس.
 
- موت الأبرار نتعلمه و نحن أحياء.إذ أن بذل الذات هو موت الأبرار.إنكار الذات  من أجل المسيح هو إنضمام إختيارى لأبناء الملكوت.التغذى الدائم على كلمة الله تدريب تأهيلي لموت الأبرار.مات المسيح و هو يغفر للخطاة لهذا كلما نغفر للمسيئين نموت موت الأبرار.مات المسيح مصالحاً لنا و كل من يعيش المصالحة و يعمل المصالحة يعيش موت الأبرار قبل الموت الجسدى.