إعداد / ماجد كامل
أهتم الأنبا غريغوروس منذ فجر شبابه بالمشاركة في العمل المسكوني ؛ وهذا الاهتمام جاء نتيجة إيمان نيافته بأهمية الانفتاح علي العمل المسكوني ؛ فلا يوجد في حياتنا ما يجعلنا نخاف شيئا ؛ كما لا يوجد من يفرض علينا شيء لا يتفق مع عقائدنا أو تقاليدنا الكنسية . وهو في ذلك يقول " لقد دعينا الي المؤتمرات المسيسحية العالمية ؛ ورأينا أن نلبي هذه الدعوات ؛ بعد أن تبين لنا أن حضورنا فيها ؛ لا يقيدنا بشيء ولا يلزمنا بأمر يتعارض مع إيماننا وعقائدنا وتقاليدنا ؛ وإنما علي العكس يعطينا فرصة مناسبة ؛ لنؤكد وجود كنيستنا العريقة ذات التاريخ المجيد ؛ والإيمان الأرثوذكسي القويم ؛ هذه الكنيسة التي كادت أن تنسي بسبب طول عزلتها عن المجالات الدينية خارج حدود بلادنا . وفي كل مرة إشتركنا في هذه المؤتمرات العالمية ؛ كسبنا لكنيستنا وبلادنا ولم نخسر ؛ لأننا دائما عبرنا عن أرائنا بصراحة وجراءة ؛ في شتي المسائل التي عرضت لها المؤتمرات ؛وأستطعنا أن ننقل بأمانة تامة آراء كنيستنا ونظرتها الروحية العميقة ؛ وأن نبرهن علي سمو تعاليمها وأصالة عقائدها ؛ بل وأمكننا فضلا عن هذا كله ؛ أن ننقد آراء الغربيين ونظراتهم ؛ بإيجابيبة بناءة ؛ كما أمكننا أن نصحح الأخطاء التي وقع فيها كثيرون من مؤرخي الغرب عن كنيستها وإيمانها ( موسوعة الأنبا غريغوروس :- السيرة الذاتية للأنبا غريغوريوس ؛ الجزء الثالث ؛ صفحة 537 ) .
ولعل أول مؤتمر رسمي شارك فيه نيافته – في حدود معلوماتي - كان في مدينة القدس في المؤتمر الذي عقد بمدينة القدس القديمة خلال الفترة من ( 12- 15 أبريل 1959 ) ؛ حيث شارك فيه بورقة بحثية بعنوان " تعاليم كنيسة الإسكندرية فيما يختص بطبيعة السيد المسيح " وصدرت هذه الورقة في كتيب خلال شهر يونيو 1961 .
2- شارك نيافته في مؤتمر " العقائد الغير مسيحية " الذي عقد في يوليو 1960 بواسطة مجلس الكنائس العالمي .
4-مؤتمر " وحدة ورسالة الكنيسة في العالم " الذي عقد في لبنان في نوفمبر 1962 ؛ ونظمه المجلس المسيحي للشرق الأوسط .
5-مؤتمر " الكنائس المسيحية والأفريقية " الذي عقد في كمبالا بأوغندا في شهر أبريل 1963 .
6-مؤتمر " الإيمان والنظام " الذي عقد في مونتريال بكندا في شهر يوليو 1963 .
7-مؤتمر " الشباب " الذي عقد في روشتر بالولايات المتحدة الأمريكية في أغسطس 1963 ؛ ونظمه مجلس الكنائس العالمي .
8-مؤتمر مجمع الفاتيكان الثاني الذي عقد بالفاتيكان في روما في سبتمبر 1963 ؛ وتفصيل ذلك أن البابا كيرلس السادس شكل وفدا من القمص باخوم المحرقي ( الأنبا غريغوريوس فيما بعد ) والمستشار فريد الفرعوني وكيل مجلس الإسكندرية ؛ لتوضيح موقف اليهود من صلب السيد المسيح له المجد ؛ وطالب نيافته في ذلك بإسقاط الفصل الخاص باليهود ؛ نظرا لما يترتب عليه من تأويلات سياسية تستغلها الدعاية الصهيونية ؛ ونحن في كنيستنا الأرثوذكسية ؛ توجد أدلة عديدة علي إلزام اليهود بمسئولية الجريمة التي أرتكبوها ؛ ولا زالت كتب الكنيسة حافلة بالنصوص التي توقع اللوم علي اليهود الذين أرتكبوا هذه الجريمة الشنعاء . وطبعا من الناحية الدينية لا يمكن أبدا ان نعفي اليهود من تبعة صلبهم وقتلهم السيد المسيح له المجد ( موسوعة الأنبا غريغوروس :- الدراسات التاريخية ؛ الجزء الثالث ؛ القدس وفلسطين ودور الكنيسة من أجل تحريرها ؛ المجلد رقم 26 ؛ الصفحات من 53-86 ) . ولقد شهد المستشار فريد الفرعوني له عندما أعترض البعض علي ترشيح نيافته للبابوية بعد نياحة البابا كيرلس ؛ وذلك لعدم وجود شرط 15 سنة له ؛ فرد عليهم " القانون يجب أن يطبق بروحه لا بلفظه ؛ لا يمكن المشرع قد قصد أن يحرم الكنيسة من الكفاءات ؛ أن الأنبا غريغوريوس غير وجهة نظري في كل رجال الدين ؛ في الفترة التي قضيناها في روما أثناء انعقاد مجمع الفاتيكاني ؛ إن الأنبا غريغوريوس أثبت أنه حجة كبيرة في التعليم الكنسي ؛ وكان موضوع التفاف الناس حوله في روما ؛ وموضع تقدير جميع الأوساط الدينية ؛ وكان شرفا كبيرا لكنيستنا ؛ فكيف تحرم الكنيسة من الكفاءات ؟ ( السيرة الذاتية للانبا غريغوريوس ؛ الجزء الثاني ؛ الأنبا غريغوريوس والاكليركية بعد رسامته أسقفا ؛ المجلد رقم 39 ؛ صفحة 177 ) .
9-مؤتمر اللجنة التنفيذية لجمعية " التعليم اللاهوتي في الشرق الأدني " الذي عقد في لبنان عام 1967 .
10-شارك ضمن و فد من الآباء المطارنة والأساقفة لاستلام رفات القديس مرقس الرسول ؛ وهو الأسقف الذي القي كلمة الكنيسة باللغة الإنجليزية يوم 22 يونية 1968 ( راجع نص الخطاب في :- موسوعة الأ نبا غريغوريوس ؛ الدراسات التاريخية ؛ الجزء الأول ؛ المجلد رقم 24 ؛ الصفحات من 373- 374 ) .
11- سافر نيابة عن البابا كيرلس السادس ؛ لتقديم واجب العزاء للامبراطور هيلاسلاسي ؛ في انتقال ووفاة الأنبا باسيليوس بطريرك جاثليق أثيوبيا ؛ وكان ذلك في خلال شهر أكتوبر 1970 .
12- كان نيافته ضمن الوفد المرافق لقداسة البابا شنودة الثالث خلال رحلته إلي روسيا ورمانيا وتركيا ورسيا وسوريا ولبنان خلال الفترة من ( 3 أكتوبر 1972- 30 اكتوبر 1972 ) .
13-مثل الكنيسة القبطية في مؤتمر رابطة الدراسات اللاهوتية في الشرق الأوسط ؛ وذلك خلال شهر يناير 1973 ؛ وذلك من خلال مؤتمر عقد بعنوان " التكوين العام عن التعليم اللاهوتي في الشرق الأدني " .
14-شارك في مؤتمر بين الكنائس الشرقية الأرثوذكسية القديمة الغير الخلقدونية والكنائس الشرقية الخلقدونية في أثنينا عام 1973 .
15-كان ضمن الوفد المرافق لقداسة البابا شنودة الثالث في لقاء قداسته بالبابا بولس السادس في 10 مايو 1973 ؛ وكان من ضمن أعضاء الوفد :-
1-نيافة الانبا مرقس مطران أبو تيج .
2-نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط .
3-نيافة الأنبا ابرآم أسقف الفيوم .
4-نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف .
5-نيافة الانبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والاجتماعية .
6-نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي .
7-نيافة الأنبا يؤانس أسقف الغربية .
8-نيافة الانبا باسيليوس مطران القدس .
9-نيافة الانبا باخومويس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية .
والجدير بالذكر أن الأنبا غريغوريوس هو الذي قام بوضع الصيغة اللاهوتية للبيان المشترك ؛ وبعد أن قرأه البابا شنودة الثالث ؛ قال له " أشكرك علي المجهود الجبار الذي قمت به في إعداد البيان المشترك " فرد عليه نيافته " الشكر لله " فقال جميع أعضاء الوفد الحاضرين " إن الصيغة اللاهوتية التي أعدت في روما وجاء بها الأب دوبريه والأب Long ... توفر علي إعدادها 15 رجلا من اللاهوتييين ؛ وأنت قمت بجهد أفضل من هؤلاء الخمسة عشر مجتعمين " وقال له أحد الحاضرون " إن هذا البيان أفضل ألفب مرة من البيان الذي جاء من روما " ( السيرة الذاتية للأنبا غريغوريوس ؛ الأنبا غريغورويوس و الإكليركية بعد رسامته أسقفا ؛ الجزء الثاني ؛ المجلد منشورات جمعية الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي ؛ المجلد رقم 39 ؛ صفحة 224 ) .
16- شارك نيافته في مؤتمر السلام العالمي في بلغاريا خلال شهر فبراير 1974 .
17-شارك في مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية في فنلندا في أكتوبر 1977 .
18-شارك في مؤتمر كنائس الشرق الأوسط في بيروت في نوفمبر 1977 .
19-شارك في مؤتمر كنائس الشرق الأوسط للدراسات اللاهوتية في لبنان في مايو 1978 .
20-شارك في مؤتمر " لجنة الإيمان والطقس " في الهند ضمن مؤتمر مجلس الكنائس العالمي في أغسطس 1978 .
21- كان ضمن وفد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمقابلة البابوين " يوحنا بولس الأول " و" يوحنا بولس الثاني ( توجد صور هامة لنيافته وهو يصاقح البابوين الروميين ) .
22-زار نيافته مدينة ترير Trier ؛ وهي المدينة التي نفي إليها القديس أثناسيوس الرسولي ؛ حيث زار متحف الدولة بناء علي دعوة من مدير المتحف ووزير الثقافة ؛ وشاهد المجموعة القبطية من النسيج التي ترجع الي القرن الثاني والثالث الميلادين ؛ وكان ذلك خلال شهر مارس 1979 .
23- اشترك مع قداسة البابا شنودة الثالث ؛ في صلوات تدشين كنيسة مارمرقس بلندن في 27 يناير 1979 .
24-سافر الي هامبورج وأقام قداسا هناك وقابل عددا من الشخصيات والهيئات ؛ وكان ذلك خلال شهر مارس 1979 .
25- حضر الاحتفال بتتنويج البطريرك أغناطيوس الرابع ( اغناطيوس ساويرس زكا عيواص سابقا ) وكان ذلك في يوم 8 سبتمبر 1979 ( الجدير بالذكر انهما أرتبطا بصداقة حميمية حيث كان كلاهما ضمن الوفد المشارك في مجمع الفاتيكان الثاني في روما عام 1963 ؛ و الجدير بالذكر أيضا أن قداسته عندما زار مصر حوالي عام 1994 للقاء قد\اسة البابا شنودة الثالث ؛ كان نيافته قد أصيب بجلطة أفقدته جزء من الذاكرة ؛ فأصر قداسته علي زيارته في سكنه الخاص ؛ وصاحبه في هذه الزيارة الحبر الجليل الأنبا موسي أسقف الشباب – أطال الله حياته ومتعه بالصحة والعافية – ونشرت صور اللقاء في مجلة رسالة الشباب الكنسي ؛ وأذكر جيدا أني حرصت علي إهداء نسخة من المجلة لنيافته ؛ فأخذ يتمعن في الصور وقال بتأثر " الراجل ده له ذكريات جميلة ومعزة خاصة في قلبي ) .
26 - شارك نيافته في دعوة لمؤتمر لدرا سة " وثيقة العلماء الخاصة بنزع التسليح النووي " التي صدرت في سبتمبر 1982 ؛ ولقد عقد المؤتر بناء عللي دعوة وجهها كل من الكاردينال النمساوي فرانز كوينج والقس تيودور هسورو رئيس جامعة نوتردام الأمريكية لثلاثين شخصا يمثلون بعض القيادات الدينية في مختلف أنحاء العالم . ولقد ألقي نيافته بيانا باللغة الإنجليزية في المؤتمر الذي عقد في فيينا بتاريخ 14 يناير 1983 ؛ وننقل اليكم بعض فقرات مختصرة مما جاء في البيان :-
" نؤيد كل ما جاء في هذه الوثيقة ؛ نؤيد الدعوة الي وقف حظر الأسلحة النووية ؛ وأنها مدمرة لكل البشر ؛ بحيث أنها لو أستخدمت بغرض التوسع في النفوذ أو التهديد فأنها ستدمر الجميع ؛ ولن يكون هناك غالب أو مغلوب ؛ لأنها بكل بساطة تمحق وتبيد وتفني الكل . نؤيد الدعوة الي وقف التسلح النووي الذي يستهدف الحضارة الإنسانية بأسرها . فلو أستخدمت الأسلحة النووية لن تبقي في الوجود حضارة ... إنما يعود الإنسان ؛إذا كان له بعد ذلك ثمة وجود ؛إلي الهمجية بل الي الجنون المطبق ... وسيفقد الإنسان خصائصه الإنسانية ويتحول الباقي من الناس الي كائنات أخري بفضل ما تحدثه الأسلحة النووية من تغييرات بيولوجية في الجينات بحيث تفني خصائصه ويتحول إلي شيء آخر غير الإنسان الحاضر .
نؤيد الدعوة الي وقف التسلح النووي من أجل الأطفال الذين يضارون ويتأذون ويشقون ؛ وهم لا ذنب لهم ؛ من أجل مطامع الكبار ؛ وإرضاء لغرورهم ولروح التسلط والسيادة والاستعلاء فيهم .
( لمن يريد قراءة النص الكامل للمحاضرة :- يمكن الرجوع الي :- موسوعة الأنبا غريغيوريوس ؛ موضوعات عامة ؛ المجلد رقم 30 ؛ الصفحات من 22- 24 ) .