د. ممدوح حليم
لقد جاء في الوصايا العشرة في التوراة / العهد القديم:
٨ اذكر يوم السبت لتقدسه. ٩ ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك، ١٠ وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك. لا تصنع عملا ما (الخروج ٢٠: ٨-١٠)

 ولكن كان المسيح يعلم:
«السبت إنما جعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت.(مرقس ٢: ٢٧).

لقد قدم مفهوما أعمق وجديدا لهذه الوصية.....

إن غاية الوصية هي الإنسان، سعادة الإنسان وحياته الأبدية وشفاؤه. لقد أدركت الحضارة الأوروبية هذا الهدف لذا جعلت شعارها:
" الإنسان هو الهدف. الإنسان هو الوسيلة"

انظر الى رد فعل الناس تجاه شفاء المرأة المنحنية يوم السبت، التي ذكرناها سابقاً:
" فرح كل الجمع بجميع الأعمال الكائنة منه" لوقا ١٣ : ١٧

لقد صدرت أعمالاً مجيدة من المسيح يوم السبت لأجل شفاء المرضى وإسعاد الجموع ، وليس هذا كسرا للوصية ، بل لأجل الإنسان.
لقد صنع المسيح معجزته يوم السبت لكي تشفى المرأة وتفرح الجموع، وهذا غاية الوصية أية وصية

إن الإنسان هو اغلى ما في الوجود، علينا أن ندرك ذلك ، ولقد وضعت الوصايا الإلهية لأجله. في هذه الوصية مثلا أثبتت الدراسات الطبية أن الإنسان بحاجة لراحة ليوم أو يومين اسبوعيا حتى يستعيد حالته الفسيولوجية الطبيعية من حيث الهرمونات والانزيمات وغيرها. وكذلك لكي يستعيد نشاطه الذهني والنفسي.

   الإنسان ليس عبدا للوصية، بل إن الوصية هي لخدمته

أيها الإنسان ، إن كل شيء هو لسعادتك وتقدمك، لحريتك لا لكي يوضع قيد عليك لإذلالك.

الإنسان ليس لأجل السبت، بل السبت لأجل الإنسان...