اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار تكريس كنيسة العذراء مريم الاثرية بدير المحرق العامر بجبل قسقام بيد ملك الملوك سيدى يسوع المسيح (٦ هاتور) ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤
في مثل هذا اليوم نحتفل بتذكار تكريس كنيسة السيدة العذراء مريم والدة الاله ام النور - ام المخلص بدير المحرق بجبل قسقام. بيد ربنا والهنا ومخلصنا وملكنا كلنا سيدى يسوع المسيح ابن الله الحي

وتتمتع كنيسة العذراء الأثرية بميزة فريدة، فهى الكنيسة الوحيدة في مصر، بل في العالم كله، التي دشنها المخلص بنفسه، ورش في اركانها الماء المبارك بيديه الطاهرتين،

وكان رئيسا الملائكة ميخائيل وغبريال يحملان الوعاء الذي يحتوى الماء الذي قَدَّسهُ الرب بذاته،

وكلما سكب الماء كان له المجد يقول:
"اليدان اللتان خلقتا آدم ونسله وسمرتا على خشبة الصليب، تقدسان وتباركان هذا البيت العظيم".

وكما تقول سيدتنا العذراء مريم في حديثها إلى قداسة البابا ثيؤفيلس البطريرك الـ٢٣، إن هذا التدشين تم بعد قيامة الرب من بين الأموات، وأنه ظهر لامه العذراء وبعض رسله الأطهار ومعهم مريم المجدلية وسالومي حيث كانوا مجتمعين في بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس (بيت مار مرقس الرسول) وأحد الإنجيليين الأربعة، وكانوا يتذاكرون معًا أحداث الصلب والقيامة واضطهاد اليهود القائم وقتئذ للعذراء مريم وللرسل الأطهار،

فظهر لهم رب المجد بنور عظيم وعلى يمينه الملاك ميخائيل وعلى يساره الملاك غبريال، وقال: السلام لكم، فسجدوا له، ووجه الحديث إلى مريم أمه، وأراد أن يعزيها عما أصابها من متاعب تحملتها من أجله، فأنبأها أنه إكراما لها سيمضى بنفسه ليدشن بيديه البرية الخربة، برية قسقام التي عاشت فيها معه فترة من الزمن، ويقدس البيعة التي تحمل اسمها كل الأيام. ثم حملتهم جميعًا سحابة نورانية أوصلتهم إلى جبل قسقام حيث الغرفة الطاهرة التي أقامت فيها العائلة المقدسة، فدشنها في الساعة الثالثة من نهار اليوم الموافق السادس من هاتور، وأقام مذبحها وكل أنيته وأمر الرسل أن يرفعوا ذبيحة القداس، وكان هو أول قداس يقام في هذه الكنيسة، وان بعض الرسل الذين كانوا رقدوا وبعض القديسين حضروا بأمر الرب وبسلطان لاهوته، وتناولوا من الأسرار المقدسة..

وذلك كما أخبر قداسة البابا ثاؤفيلس البطريرك الثالث والعشرون من باباوات الكرازة المرقسية؛ إذ قال أنه لما ذهب إلى البيعة المذكورة بدير المحرق ومكث بها أيامًا، أراد أن يبني كاتدرائية على اسم السيدة العذراء وقد كان مفكرًا في ذلك من قبل. فقصد وقت المساء إلى المقصورة حيث كانت السيدة العذراء ساكنه مع ابنها حين هروبها من أمام وجه هيرودس الطاغية فشاهد نورًا عظيمًا أسطع من نور الشمس، فتعجب لذلك المنظر الغريب! وإذ بامرأة ملتحفة بثياب بيضاء كالثلج وقالت له يا ثاؤفيلس لماذا أنت قلق بأفكارك؟ فقال لها من أنت يا سيدتي؟ فقالت له أنا أم الرحمة مريم الذي هذا المكان على اسمها. فسجد على الأرض قائلًا وأنا اسجد للذي تجسد منك وهو يسوع رب كل البريّة.

فأقامت السيدة العذراء البابا ثاؤفيلس وباركت عليه بيدها الطاهرة، وأخبرته بأن هذه البيعة وهذا المذبح كرسّها السيد المسيح بيده الإلهية وتلاميذه الأطهار. وذلك أنه لما كانت السيدة العذراء في بعض الأيام جالسة في بيت مريم أم يوحنا المدعو مرقس والتلاميذ مجتمعون يتحدثون بالآم السيد المسيح له المجد وقيامته، تألمت السيدة العذراء ألما عظيمًا، فإذا بالسيد المسيح له المجد آتيًا على سحابة نورانية فسجدوا له جميعًا وكانت تتبعه ملائكته النورانيون. فقال لهم السلام لكم، ثم التفت إلى أمه العذراء وعزّاها ووعدها بأن المكان الذي مكثت فيه معها سيكرسه بيده الإلهية قبل تكريس كل بيعة على الأرض وسيدعى اسمها على هذا المكان وللوقت حملتهم جميعًا سحابة نورانية ووضعتهم في هذه البيعة وكان ذلك في ثالث ساعة من هذا اليوم الذي هو السادس من شهر هاتور.

وكان نهارًا عظيما حيث دشن الرب هذه البيعة بيمينه العالية. وأمر بإقامة القداس وتذكار الذين رقدوا، فلما ذكروا أجتمعوا للوقت بالجسد، وتناول الجميع من الأسرار المقدسة. وقال الرب لتلاميذه:

" أن هذا اليوم تذكارًا لهذه البيعة إلى ابد الآبدين"

وأمرهم أن يذكروا جماعة المسيحيون في الأمانة في كل قداس وصلاة،عند ذلك سجد التلاميذ للمخلص وصعد عنهم إلى السماء بمجد عظيم.

وقد أخبرت السيدة العذراء البابا ثاؤفيلس بأنه لا يمكن لأحد أن يتعرض أو يُغّير هذا المذبح فانه موضوع من ابنها الحبيب بيده، وهو يدوم إلى الأبد. وقالت له:

"أهتم بهذ اليوم تذكار لذلك التكريس وأنني اسأل ابني الحبيب للذين يحضرون إليه الثبات على الإيمان إلى النفس الأخير."

وعند ذلك أختفت السيدة العذراء عن البابا ثاؤفيلس فنزل حينئذ من المقصورة وأخبر جماعة الرهبان بذلك. وكان عددهم في ذلك الوقت ثلثمائة راهب يعيشون في المحبة المسيحية وفى حياة الشركة الباخومية.

فيجب علينا أن نعيّيد هذا اليوم عيدًا روحيًا، ونصعد الشكر والمجد والوقار لربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح. الذي ينبغي لعظمته المجد والإكرام والسجود إلى الأبد آمين...

بركه شفعات امنا العذراء مريم اولا واخر و بركه شفاعات رؤساء الملائكه الاطهار ميخائيل وجبرائيل وبركه صلاوات ابائنا الرسل الاطهار تكون معنا كلنا امين...
ولربنا المجد دائما ابديا امين...