ماجد سوس
في انتخابات 2020 وقف غالبية المتدينين في العالم يصلون من أجل الرئيس ترامب وقد حضرت اجتماع صلاة عميق جدا للصلاة من أجله وكان الكل يطلب من الله أن يمنع عن أمريكا أفكار الديموقراط خاصة الخاصة بالانحلال الأخلاقي وتشجيع المثلية وخلافه. لكن بعد إعلان النتيجة وفوز الرئيس الحالي بايدن أصبت كغيري بإحباط شديد.
كنت أتساءل هل الله لا يستجيب لطلب مشروع من أولاده الذين يرون أن المجتمع الأمريكي واتجاهه نحو المثلية والانحلال الأخلاقي خطر داهم يساهم في تدمير المجتمع وأخلاقياته. هل الله لا يستجيب لصراخ المؤمنين وهو الذي كتب في كتابه "قلب الملك في يد الرب كجداول مياه، حيثما شاء يميله." (أم 21: 1) لأنه ليس سلطان إلا من الله (رو١٣- ١). أم أن الصلاة – كما يقول – السياسيون لا شأن لها بالسياسة.
الحقيقة، كما أراها، أن هناك فرق بين مشيئة الله وسماحه فهو يسمح بكل شيء في الكون لأنه ضابطه، ولكن ليس كل ما يحدث فيه حسب مشيئته. فمشيئة الله أن تذاكر لتنجح، فإن رسبت بسبب تقصيرك فلا تقل إنها مشيئة الله. مثلها من يعبر الشارع في غير المكان المخصص لعبور المشاة فتأتي سيارة وتقتله فلا تقل مشيئة الله، بل الله سمح بهذا لأنك لم تؤدي دورك فطبق عليك قانون الطبيعة. هكذا إن قام المصريون بتلويث النيل فلا يحملون الله إصابتهم بالفشل الكلوي. مشيئة الله صالحة كل حين.
نعود للانتخابات الأمريكية، كنت – كما قلت – حزينا لخسارة الجمهوريين والرئيس ترامب في الانتخابات الماضية وكنت أتعجب من عدم استجابة الله، حينها أجابني عن طريق شخص قال لي أنت لا ترى ما يرى الله فلربما ربما يريد للشعب الأمريكي أن يتذوق مرارة الانحراف عن الله وسيعود ترامب وحزبه لثماني سنوات أخرى، حينها تصورت إنها كلمات للتهدئة ليس أكثر.
في ذاك الوقت كانت الصورة مظلمة. العمر يجري بالرجل والاتهامات تتساقط عنه من كل مكان في ذات الوقت. فالديموقراط يعلمون مدى قوة الرجل ويجب إيقافه بأي ثمن. الحرب شديدة جدا وتجد كالجبل الذي يقف شامخا أمام الأمطار والسيول، الرجل لم ييأس، بل استطاع أن يكتسح منافسته وأن يقنع رجل الشارع أن القادم على يده سيكون أفضل.
وهنا لا أستطيع أن أمر مرور الكرام على تحدي هذا الرجل لعمره. فتجد منا من يقول، أنا في الخمسينات او الستينات او حتى سبعينات فالرجل يرسل لنا رسالة مفادها أن العمر مجرد رقم، تستطيع ان تتحداه ولا تستسلم لأعراض الشيخوخة وانه يمكنك أن تبدأ من جديد في أي لحظة في عمرك.
دونالد ترامب هذا الرجل الذي استطاع أن يحتوي زعيم كوريا الشمالية ويروّده وأن يتحدى الصين ويهددهم بفرض جمارك على منتجتهم التي أغرقت السوق الأمريكي ويواجه النيتو بأنه لن يتحمل بمفرده مصاريف الحلف، كما فعل أسلافه، فأجبر الأوربيين أن يدفعوا حصصهم المتأخرة. الرجل الذي قال للكنديين، إلى متى سنضع جيشنا لحمايتكم باتفاقية بالية. إن دفعتم أكملنا حمايتكم. ثم ذهب إلى المملكة العربية السعودية وقال لهم وضعنا الأسطول السادس لحمايتكم وحماية الأسرة المالكة لسنوات سابقة، إن دفعتم نكمل الحماية. وهكذا ادخل خزينة دولته أموال شعبه أولى بها.
ترامب الذي وعد بعشرات القرارات التي سيصدرها في يومه الأول أهمها تهديده بقطع التمويل الفيدرالي للمدارس التي تسمح بإجراء مناقشات حول العرق أو الجنس أو التوجه الجنسي الذي يعترض عليه.. كما تعهد بإطلاق العنان للقدرات الأميركية في التنقيب عن النفط. وبتسوية النزاع بين روسيا وأوكرانيا، مرجحا بدء المفاوضات لحل هذه الأزمة، ترافقها مشاورات مع حلفاء واشنطن في أوروبا.
الآمال معقودة أن يكون القادم أفضل وهذا يتطلب منا أن نستمر في الصلاة