صونيا زعمط – كاليفورنيا
ولدتُ في يافا، ونشأت وكبرت في لبنان وكنيستي هي الروم الكاثوليك، نشأت وأنا اسمع والدتي تتكلم بفخر عن إيمان الأقباط القوي، مما ترك عندي إنطباع جميل عن الكنيسة القبطية، وكنت مولعة بسماع قصص رهبان زمان مثل أنطونيوس الكبير وغيره الذين عاشوا في صحارى مصر وكم تدين لهم كنيسة المسيح بالكثير، كما سمعت عن الراهب متى المسكين من كاهن أمريكي قال لي حرفياً (بالإنجليزية) "لديكم راهب قديس من مصر لا يقل عن آباء الكنيسة الأولين"، لكن – للأسف – منع بطريرك الكنيسة أبنائه من قراءة كتب الراهب متي المسكين، الغريب أنني أصبحت أتابع أخبار البابا شنوده بإعجاب من خلال قراءة كتبه أو مشاهدة مقاطع فيديوهات له، ومن هنا كانت بداية معرفتي بما لم أكن أعلمه من تعاليم كانت غريبة عليُ منها ما يتعلق بمفاهيم الخطية الجِدية، والخلاص، والافخاريستيا و جسد المسيح و التأله، مفاهيم لم تعرفها الكنيسة الاولى، كما كنت أتابع كتابات المتنيح الدكتور جورج حبيب بيباوي وكان هدفها التوعية والعودة للتعليم المستقيم.
وترك إضطهاد السادات وأحكامه المتعسفة في حق البابا وبعض الأساقفة والكهنة تداعيات خطيرة تركت تأثيراً على شخصية البابا شنودة وغيرت مجري أحداث كثيرة، حيث كانت علاقته جيدة مع القديس متى المسكين قبل إضطهاد السادات له، وبعدها أعلن البابا شنوده حرباً لاهوتية علي الراهب متي المسكين، وظل البابا شنوده معبوداً لجيلين قرابة إربعين سنة، فمن كانوا أطفالا في اول أيامه و تتلمذوا على تعاليمه تزوجوا وأنجبوا أولاداً هم ايضاً تتلمذوا على تعاليمه وكتبه، لكنهم حرموا من قراءة كتب الراهب متى المسكين أوغيره.
وعلي الرغم من تواجد الإنترنت وإنتشار الكثير من المعلومات ، لكن تمسك جيلين من تلاميذ البابا شنوده ما زال يتمسك بتعاليمه، علي الرغم من ظهور ما يعرف بحماة الإيمان الذين تحزبوا مع أشخاص ضد أشخاص، وأنتجوا تحزبات متضاربة داخل الكنيسة الأرثوذكسية.
وختاماً يجب القول إنه ليس صحيحاً أن كنيسة المسيح منشقة إلى طوائف أو منقسمة على بعضها، بل هي واحدة و جامعة و مقدسة لأن الانشقاق لا يقوى عليها. القول الأكثر دقة هوأن أعضاء الكنيسة المتواجدين في أرجاء العالم هم المنقسمون على بعضهم و منشقون عن بعضهم، حمي الله الكنيسة من كل إنشقاق إلي أن يأتي ويأخذنا علي السحاب.