إعداد/ ماجد كامل
من بين المواهب الكثيرة  التي لاحظتها في قداسة البابا تواضروس الثاني – من بين العديد  من المواهب -  هي عشقه الشديد للثقافة والمثقفبن ؛ ولقد ظهر هذا العشق عندما صرح في أحدي  أحاديثه الصحفية أنه منذ طفولته وصباه ؛ كان يواظب علي قراءة المقالات الأسبوعية التي يكتبها المفكر الكبير الدكتور زكي نجيب محمود ( 1905- 1993     )  في جريدة الأهرام  ؛ كذلك ذكر لي في أحدي الجلسات الخاصة أنه يعشق قراءة كتب عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين (   1889- 1973   ) خصوصا كتاب  " الأيام " وكتاب " مستقبل الثقافة  في مصر " ولقد  سبق لكاتب هذه السطور عرض بعض  المواقف والأحداث التي تثبت رعاية قداسته للثقافة ؛ ولكني في هذه  المقالة سوف أتناول بعض الكتابات  التي تثبت  أهمية بعد الثقافة في فكر قداسته .

ففي الكتيب الصغير بعنوان " التعليم الكنسي "  تناول قداسته  أهمية  ( المعلم – المنهج – المتعلم – المساعدات – التاريخ – المكتبة – الاستنارة ) .  فعن المعلم ذكر قداسته أنه يجب أن يكون :-

1-قارئا :- وهو الإنسان الذي يثقف نفسه في  كافة أنواع القراءات سواء الدينية  أو العامة ؛ ويحرص  علي  أن يكون له مكتبة صغيرة في منزله ؛ ويجب أن ينوع في قراءته ما بين الصحف والكتب وشبكة النت التي تقدم المعرفة المفيدة .

2-المدرس :- يجب  أن تكون له صلاحية التدريس ونقل المعرفة إلي الآخرين  ؛ لذا يجب ان يكون دارسا ومطلعا جيدا .
3-الباحث :- وهو الذي يتعمق في بحث معين ؛ بغرض الحصول علي درجاتى علمية معينة ؛ وذلك النوع يتميز بالدقة والأمانة العلمية والتعمق .
4-الكاتب ::- وهو الذي يصيغ معارفه وقراءاته في صورة مكتوبة بأسلوب رصين واضح  .

 أما عن المنهج فيجب أن يشمل ( الكتاب المقدس بعهديه – القراءات  والكتب الكنسية – مناهج إعداد الخدام -   المناهج الكرازية التي تعرف القاري ء بالكنيسة ورسالتها وإيمانها باللغات العربية والأجنبية ) .

أما عن  المتعلم ؛ فيجب أن يشمل ( فصول مدارس الأحد- الأجتماعات النوعية مثل اجتماعات الشباب والخدام والاسرة والمرأة ..... الخ-  الصلوات الييتورجية – النهضات في المناسبات المختلفة – المهرجانات – الاحتفالات العامة   ....... الخ ) .

ولقد خص قداسته في هذا الكتيب  التاريخ وأهمية دراسته ؛ فالتاريخ هو أقوي معلم في حياة البشر ؛  وتسجيل التاريخ يعتبر من  الواجبات الأنسانية التي  يقوم بها كل جيل نحو الأجيال التالية  . والتاريخ يعني الجذور ؛ كما يعني الخبرة المستمدة من الأجيال السابقة ؛ كل جيل يسلم جيل ؛  وبذلك تنشأ الحضارة والثقافة والعادات والتقاليد والفنون الشعبية والأدبية ؛ كقول الشاعر :-

من وعي التاريخ في صدره             أضاف  أعمارا إلي عمره .
والتاريخ  كعلم يدخل في دراسة كافة الفنون والآداب واللغات والأديان ؛ وهو بداية المعرفة لأي مجال من مجالات الحياة . وعلي المستوي الكنسي – يذكر قداسته – نحتاج  إلي معرفة :-
-تاريخ العالم والحضارة الإنسانية .
- تاريخ وانتشار المسيحية في العالم .
- تاريخ مصر الوطن والأرض والإنسان .
- تاريخ الكنيسة القبطية عقيدة وتراث .
- تاريخ الكتاب المقدس  وأزمانه وأسفاره .
-تاريخ الكنيسة المحلية مكانا وبشرا بكل  أشكالها .

ومن المجالات الهامة التي طالب قداسته الاهتمام بها :-
أولا :- المذكرات الشخصية  مثل "اعترافات أوغسطينوس " و" مذكرات الأنبا غريغوريوس " و" مذكرات القمص صليب سوريال " وغيرها الكثير .

ثانيا :- السنكسار :- وهو كتاب كنسي يقرأ في كل قداس خلال السنة ؛ وهو يسرد  يوميا سير القديسيين مع بعض الأحداث الكنسية الهامة ؛ ودائما ما يتم إضافة كل ما هو جديد مثل ( عودة  رفات مارمرقس- افتتاح الكادرائية المرقسية  عام 1968 – عودة رفات القديس أثناسيوس الرسولي عام  1973 – واقعة شهداء ليبيا وعودة رفاتهم  بعد ثلاث سنوات من الحادث ( 2015- 2018 ) – تدشين الكاتدرائية المرقسية  في عيد تأسيسها الخمسين  ..... الخ ) .

3-ثالثا :- غرف الأرشيف :- يجب أن يوجد في كل كنيسة أو مؤسسة كنسية  غرفة للأرشيف ؛  بهدف حفظ الأوراق الهامة والمستندات وعقود الملكيات والعقارات – ألبوم للصور التذكارية لبعض الأحداث الهامة عند كل كنييسة  ؛ ويجب أن  تحفظ في غرف جيدة الأضاءة والتهوية بعيدا عن الأتربة والحشرات  . ويجب أن تكون مفاتيحها في يد شخص  أمين جدا وموثوق فيه من المسئول عن الكنيسة أو المؤسسة .

4-المتحف القبطي :- وقد أنشيء علي أرض  ملك الكنيسة ؛ وافتتحه البابا كيرلس الخامس عام 1910  ؛ وأنضم إلي متاحف الدولة عام 1933 ؛ ومؤسسه هو مرقس باشا سميكة ( 1864- 1944      ) وفكرة المتحف فكرة متعلقة  بحفظ التاريخ ؛ ونحن نري  بعض الأيبارشيات والأديرة بها متاحف محلية ؛ ومنها مثلا متحف ترعاه سيدة قبطية في كاتدرائيةو مارمرقس  بتورنتو بكندا ؛ ومتحف آخر في  دير الأنبا انطونيوس بالنمسا  تحت رعاية نيافة الأنبا جبريل ؛ ونماذج أخري في معظم الأديرة المصرية .

5-جمعية الآثار القبطية  :- وقد تأسست عام 1934 بهمة مريت بك بطرس غالي (    1908- 1992  ) ؛ ولقد اهتمت الجمعية  بنشر اكثر من خمسين كتابا في التاريخ والتراث القبطي والفن والفهارس والمخطوطات والحفريات ؛ وتشتهر الجمعية في الأوساط العالمية بالاسم المختصر S A C  ؛ ومن  خلالها تأسست  الجمعية الدولية للدراسات القبطية ؛ ويصدر   عنها مجلة علمية سنوية  . كما تمتلك الجمعية  مكتبة  بها أكثر من 2000  كتاب .

6-معهد الدراسات القبطية :- وقد تأسس عام 1954 في حبرية البابا يوساب الثاني  ؛ ويحوي أقساما عديدة ؛ من أقدمها قسم التاريخ الذي يهتم بالدراسات التاريخية المتعددة ؛كما أنه يتكامل  في العمل مع جمعية الآثار القبطية ومع المتحف القبطي .

7-مؤسسة سان مارك لدراسة التاريخ القبطي :-
وقد تأسست علي يد  المتنيح الدكتور فوزي أسطفانوس   (س 1937-  2021   )  مع كوكبة من كبار علماء القبطيات  والمهتمين بدرسات التاريخ القبطي ؛ وهي تقيم مؤتمرا  دراسيا كل عامين يشترك فيه أكثر من مائة عالم  ودارس من مصر والخارج ؛ كما أصدرت عدة كتب مرجعية  للمناطق الجغرافية  المختلفة علي  أرض مصر ؛  كما قامت بتصوير المواقع الأثرية الديرية بأحدث طرق التصوير ؛ وهي حاليا تقوم بنشاط واسع في مراجعة وترجمة دائرة المعارف القبطية .

وفي إطار  إهتمام قداسته بالتاريخ ؛ أصدر قرارا بتشكيل لجنة التاريخ القبطي بالقرار البابوي رقم 7 سنة  2021 ؛ والتي تعتبر امتدادا لأول لجنة للتاريخ القبطي تأسست عام 1917 ( من دواعي فخري وسروري أن يكون كاتب هذه السطور واحدا من أعضاء  تلك اللجنة ) .

أما عن المكتبة  ؛  المعرفة فضيلة كتابية " هلك شعبي  من عدم المعرفة " ( هو 4 : 6 )  والبيت بلا مكتبة ؛ جسد بلا روح  ؛ ومن  هنا أعتبرت المكتبة – أي  مكتبة -  وفي هذا الإطار أفتتح قداسته المكتبة البابوية  المركزية في المقر  البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون ؛ وفي هذا الإطار كتب قداسته  مقالا هاما  بعنوان " المعرفة والمكتبة "  بتاريخ يوم الجمعة 29 نوفمبر 2019 ؛ جاء فيه :-
1-المكتبة تمثل أحد أركان  المنظومة التعليمية   في كنيستنا .

2-سميت المكتبة ب" البابوية "  لأنها ستحظي بالإشراف المباشر من البابا البطريرك ؛ لتكون بمثا بة مركز البحث والدراسة والتفكير .

3-قام  بتصميم  وتنفيذ المكتبة أحد المهندسين المعمارين الشباب ؛ أستخدم فيه الطراز المعماري اليوناني الذي كان سائدا وقت تجسد السيد المسيح .
 4-قامت المكتبة  علي تبرعات الكنائس والأديرة والأيبارشيات في مصر وخارج مصر ؛ وبأموال الأقباط المحبين للمعرفة .

5-قام كثير  من الاقباط بتقديم كتب كثيرة قيمة  وبلغات  متعددة .

6-قام أحد الأحبار الأجلاء بإهداء أجهزة تساعد في أعمال المكتبة  مثل smart video – laptops – scanners –projectors   وغيرها  .
7-تم الإستعانة بخبرات الأديرة في إدارة المكتبات مثل ( دير البراموس – دير أبو مقار – دير مارمينا العجايبي بمريوط ) .
8-سوف يتم تكوين مجلس أمناء ومجلس  إدارة للمكتبة  تحت رئاسة قداسة البابا شخصيا  .

وسوف تعمل المكتبة  علي رفع الوعي المجتمعي  بالحقبة  القبطية كونها جزءا أصيلا من مكونات مصرنا الحبيبة  ؛  كما ستكون مركزا للتعاون  مع جامعات مصرية وغير مصرية وهيئات أكاديمية تساعد في دعم الباحثين محليا وعالميا علي غرار مكتبة معهد الآباء الدومنيكان للدراسات  الشرقية بالقاهرة .

ومازالت الوصية قائمة في آخر أسفار الكتاب المقدس "طوبي للذي يقرأ ...... لأن الوقت قريب (رؤيا 1 :- 3 ) .

وفي تصريح خاص لقداسته  مع المذيع الأستاذ ايهاب صبحي  حول المكتبة البابوية " في المكتبة توجد كل كتابات قداسة البابا شنودة الثالث – نيافة الأنبا غريغوريوس – الأب  متي المسكين –  القمص تادرس يعقوب ملطي – نيافة الأ نبا يؤانس " ومن الكتاب والأدباء ذكر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل ؛ وهو الذي أهدي المكتبة  معظم كتبه شخصيا ؛ وبوجد رف خاص لكل الأدباء الكبار ؛ ثم أضاف " في المكتبة ؛ كل شيء موجود ؛ لا يوجد شيء محظور ؛ في المعرفة المعرفة للجميع ؛ كل مدارس تفاسير  الكتاب  المقدس موجودة سواء شرقية  أو غربية ؛ قديمة  أو حديثة ؛ والذي يأتي ليبحث هو الذي عليه عملية  الافراز ؛ وعليه  أن يأخذ ما يناسبه ( حوار خاص علي اليوتيوب بتاريخ  6 سبتمبر  2021 ) .

وفي نفس الكتاب ؛ قدم لنا قداسته كلمة عن " الاستنارة " حيث أكد قداسته أن الاستنارة تحتاج إلي :-
1-العقل الدارس الفاهم ؛ المتطور ؛ المستنير .
2-النفس البارة المستقيمة ؛ذات الطريق الواضح .
3-حياة التقوي ؛ أي حياة السلوك النقي حسب وصايا الله  .

وطريق الاستنارة يقوم علي :-
1-انفتاح الذهن :- فالمفروض أن  يفهم الإنسان الكلام ويعيشه .

2- الاستنارة ومضة في ذهن  وقلب الإنسان عندما سنحت الفرصة   لأن يكون  في حضور السيد المسيح ؛ ومن هنا تأتي أهمية فترات الصمت والخلوة  والهدوء .

3-الفرح :- وهو حصاد  طريق الاستنارة الحقيقة
4-اليقين :-  بسبب الاستنارة التي حدثت للذهن .

والاستنارة لا تعني قبول أي شيء  بدون فحص ؛ لكن يجب أن نعطي أنفسنا الفرصة لكي نفهم ؛ "لا يعرفون ولا يفهمون لأنه قد طمست عيونهم عن الإبصار وقلوبهم  عن التعقل " ( إش :- 44 : 18 ) .

كما أن إنفتاح الذهن يتطلب دراسة وتعمقا ووقتا وانتظارا لصوت  الله . و هذا يتطلب صلوات مرفوعة وركب منحنية وإنجيل مفتوح لكي تنفتح بصيرتنا .
وأخيرا  فأن إنفتاح الذهن يجعلان حضور  السيد المسيح واضحا ؛ ومعية الله محسوسة  وملموسة .

والخلاصة التي يختتم بها قداسة البابا مقالته القيمة " نتعقل ونتكلم ونفتح أذهاننا ...... نفهم الكتب " .

ولقد طالب  قداسته بضرورة إنشاء مراكز ثقافية  في كل مكان ؛ وهو في ذلك كتب يقول " أكتب ذلك متذكرا المتنيح القديس البابا كيرلس السادس ؛ وكيف أنشأ أسقفية البحث العلمي ؛ وسام لها أسقفا جليلا هو المتنيح الأنبا غريغوريوس ... وجاء بعده مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث ؛ وأقام المركز الثقافي القبطي  الارثوذكسي ؛ ليكون منارة  ثقافية حقيقية في خدمة الثقافة بمفهومها الواسع  ... كما بدأت بعض الإيبارشيات في إنشاء مراكز ثقافية ؛ مثل إيبارشية الفيوم  التي  أقامت متحفا ومكتبة الكترونية وأخري  سمعية وبصرية وثالثة ورقية ؛ بجوار قاعات للمحاضرات وفصول تعليمية ومكاتب الإدارة ؛ بجوار غرف الإقامة ؛ وأنا أري أن هناك مسئولية مهمة  علي كل إيبارشية ؛ وهي ضرورة إنشاء " مركز ثقافي قبطي " يحوي بالإضافة الي كل ما سبق  معاهد تعليمية ؛ وقاعة عروض ؛ ومسرح  صغير ؛  مما يمكن أن  يقوم مثل هذا المركز بدور ثقافي قوي بكل مكوناته الدينية والتاريخية واللغوية ؛ ويحفظ التراث .... وسيكون الأمر أكثر  نفعا وتاثيرا في الإيبارشيات  خارج مصر ؛ هذه دعوة لجميع الإيبارشيات  للاهتمام بهذا البعد الثقافي ( البابا تواضروس الثاني :- المقالات الافتتاحية ؛ كنيسة العذراء بالزيتون ؛ نوفمبر 2017 ؛  صفحتي 124 – 125 ) .

كما كتب قداسته سلسلة متصلة  علي حلقات بعنوان " مختارات من حلو  الكلام " حيث يقتبس  مجموعة من صفوة عظماء الفكر والثقافة   في العالم  نذكر بعضا منها علي سبيل المثال لا الحصر :-
1-لم أطمئن قط إلا وأنا في حجر أمي ( سقراط ) .
2-أنا امشي ببطء ؛ لكن لم يحدث أبدا أنني مشيت خطوة واحدة للوراء ( إبراهام لنكولن ) ( مجلة الكرازة   :- 21 مايو 2021) .
3-الإبداع   هو قدرة العقل  علي تكوين علاقات جديدة من  أجل تغيير الوضع القائم ( مراد وهبة ) ( مجلة الكرازة :-  21 مايو 2021 ) .
4-لا شيء يعادل النية الطيبة ؛  أفعل  ما تشاء وأتركهم يفهونك كما يشاءون ( نجيب محفوظ ) ( مجلة الكرازة :- 8 ابريل 2022 ) .
5-للسعاددة رافدان أزليان : البساطة والطيبة ( كونفشيوس ) ( مجلة الكرازة :- 8 ابريل 2022 ) .
6-العبقرية عبارة  عن 1 %  الهام  و 99 % عرق ( توماس أديسون ) ( مجلة الكرازة :- 8 أبريل 2022 ) .
7-كثرة حسادك شهادة  لك علي نجاحك ( فيثاغورس ) ( مجلة الكرازة :- 21 مايو   2021 ) .
. 8-نقترب من العظمة  بقدر ما نقترب من التواضع ( مجلة الكرازة :- 21 مايو 2021 ) .
9-لا تهتم  بمن يكون رائعا   في البداية ؛ أهتم بمن يبقي رائعا  الي ما لانهاية ( وليم شكشبير ) ( مجلة الكرازة :-  21 ديسمبر   2018 ) .
10-  ويل لطالب العلم إذا رضي عن نفسه ( طه حسين ) ( المقالات الافتتاحية ؛ كنيسة العذراء بالزيتون ؛ صفحة 85 ) .

وفي  العدد الصادر عن مجلة الكرازة بتاريخ 21 اكتوبر 2022 ؛ كتب قداسته ثلاث قصص قصيرة منها قصة للروائي التشيكي العالمي " فرانز كافكا " (  1833- 1924  ) بعنوان " رحلات الدمية باربي "  حيث يروي كافكا  أنه قابل ذات يوم طفلة تبكي ؛ وعندما سألها عن سبب بكائها  ؛  قالت بسبب فقدان دميتها ؛ فعرض عليها أن يساعدها في البحث عنها ؛ وفي اليوم التالي  قرر كافكا ان يكتب لها رسالة علي لسان  الدمية ؛ يخبرها فيها أنه قرر أن يسافر لرؤية العالم  لتعلم أشياء جديدة ؛ وسوف يخبرها كل يوم بما شاهده ؛ وظل كافكا يكتب رسائل علي لسان الدمية للطلفة ؛ وفي نهاية الرسائل أهدي كافكا الطفلة دمية جديدة ؛ ومكتوب عليها " الأسفار غيرتني ؛ لكن هذه أنا " وكبرت الفتاة وظلت محتفظة بالدمية ؛ إلي أن جاء يوما وأكتشفت رسالة  ثانية مختبئة في معصم الدمية   جاء فيها " الأشياء التي تحب معرضة للفقدان  دوما لكن الحب سيعود يوما بشكل مختلف  ! " وفي نهاية القصة يقول قداسة البابا "كن علي يقين  أن الحب الذي أهديته بقلب مخلص لن يضيع ؛ سيعود إليك حتما .لكن  ليس بالضرورة أن تنتظره علي ذات الأعتاب الذي بذلته عندها  . فلا تنشغل بالبكاء عليه ؛ ليتسلل  إلي قلبك من نافذة أخري  أجمل " ( البابا تواضروس الثاني  :- مختارات قصصية قصيرة ؛ المقال الأفتتاحي لمجلة الكرازة ؛ 21 اكتوبر 2022 م ) .

 وفي  مساء يوم الأحد الموافق 2 اكتوبر  2022 ؛ أقام قداسته حفل تأبين لعالم الآبائيات الراحل الدكتور " نصحي عبد الشهيد " مؤسس مؤسسة القديس انطونيوس ومدير  المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية ؛   وفي الكلمة التي ألقاها قداسة البابا تواضروس الثاني :  تكلم عن أهمية تكريم الشخصيات التي أثرت الخدمة الكنسية من غير رجال  الكهنوت ؛ وذكر  من بينهم ( حبيب جرجس – إيزاك فانوس – راغب مفتاح –  الدكتور عزيز سوريال عطية – إيريس حبيب المصري – يسي عبد المسيح ..... الخ )  ( راجع نص الكلمة   علي صفحة المتحدث  باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ؛ الأحد 2 اكتوبر  2022 .... 22 توت 1737 ش ) .

وإذا أجيز لي أن أذكر خبرة  شخصية ،  فلا أنسى أبدا رعاية قداسته لكتابي " مائة شخصية قبطية على  أرض مصر ، فهو صاحب الفضل  الأول والاخير فيه ، بل هو صاحب الفكرة أصلا ، وهذا موضوع يستحق أن يوثق كاملا أرجو أن تتاح لي الفرصة لتوثيقه في الوقت  المناسب .

بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-البابا تواضروس الثاني :- اتعليم  الكنسي  بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالقاهرة ؛ مطبعة دير الشهيد العظيم مارمينا العجايبي بمريوط ؛ 2020 .
2-البابا تواضروس الثاني :- المقالات الافتتاحية ؛ كنيسة العذراء بالزيتون ؛ نوفمبر ؛ 2017 ؛ صفحات متفرقة من الكتاب .

2-  أعداد متفرقة  من مجلة  الكرازة .

3-صفحة المتحدث  باسم الكنيسة  القبطية الأرثوذكسية ؛  2 اكتوبر  2022 م ..... 22 توت 1727 ش .
4-حوار خاص علي اليوتيوب مع المذيع إيهاب صبحي بتاريخ 6 سبتمبر  2021 .