كتب - محرر الاقباط متحدون
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك لبنان، سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري الذي نقل لغبطته تحيات المملكة العربية السعودية مستذكرا الزيارة التاريخية لصاحب الغبطة الى المملكة التي كانت بادرة خير لا تزال نتائجها فاعلة حتى اليوم.
 
 وأكد وقوف المملكة الى جانب لبنان وحرصها على استقراره، مشدداً على ضرورة الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية الذي يُعتبر مدخلاً لكل الحلول.
 
 كما أشاد بمواقف غبطته ودوره على الصعيد الداخلي وسعيه لتحقيق التقارب والوحدة الداخلية، وأشاد بنتائج القمة الروحية التي عُقدت مؤخراً في بكركي معتبراً إياها مبادرة مميزة على الصعيد الوطني، كما وضع غبطته في أجواء الجهود التي ما زالت تقوم بها اللجنة الخماسية.
 
كما اسقبل البطريرك النائب نعمة افرام الذي بعد اللقاء "بعرض مسودّة ورقة التفاوض أمام مجلس النواب،  ليتمكّن المجلس من الاطّلاع على محتواها وإبداء الملاحظات اللازمة. فإذا كانت البنود إيجابيّة، سنباركها ونحتفل بها، أما إذا تبيّن وجود أيّ شوائب، فسنطالب بالإجراءات التصحيحيّة اللازمة لضمان تحقيق مصلحة كلّ لبنان دون استثناء".
 
أضاف:" لا يزال محتوى هذه الورقة غير معلوم، وهو أمر يستوجب معرفته بشكل عاجل وشفّاف. ونحن كنوّاب، نحمل أمانة تمثيل الشّعب اللبنانيّ وواجبنا أن نجيب على تساؤلات المواطنين الذين انتخبونا. لهذا، نطالب باسم الشعب اللبنانيّ بمعرفة تفاصيل ورقة التفاوض".
 
تابع افرام:" نأمل ونصلّي أن يتمّ التوصّل إلى وقفٍ لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن، وأن يكون هذا الاتّفاق ركيزة خير للبنان. نريده اتّفاقاً طويل الأمد ينهي الحرب الحاليّة ويحصّن لبنان من أيّ حروب مستقبليّة".
 
وكشف انّ "النقاش مع البطريرك تناول أيضاً أوضاع النازحين، الذين نعتبرهم مسؤوليّة مشتركة بين جميع اللبنانيين. وقد أثبت اللبنانيون تعاضدهم في الأزمات، لكن علينا بذل المزيد لتخفيف معاناتهم وتأمين استمراريّتهم في هذه الظروف الصعبة، خاصة إذا طال أمد الحرب وكلّ هذا مع الحفاظ على السلم الأهليّ. ومع تزايد الأعباء، يجب أن نتحلّى بالصبر والحكمة لتفادي الوقوع في أوضاع خطرة".
 
افرام أشار أنّ الموضوع الثالث الذي طرح "تطرّق إلى مرحلة ما بعد الحرب وإعادة الإعمار، حين يعود جميع اللبنانيين إلى كنف الدولة وتحت مظلّة "خيمة الدولة اللبنانيّة"، حيث حينها يمكن للدولة أن تباشر عبر موازنتها، عمليّة إعادة الإعمار ومساعدة المتضرّرين. لذلك، الالتزام بالدولة ومؤسّساتها يجب أن يكون الشرط الأساسيّ والضامن لإعادة الإعمار. أمّا بالنسبة إلى الموازنة المقبلة، فيجب أن تكون قائمة على ركائز النهوض الاقتصاديّ، والعدالة في الإنفاق، ومرتبطة مباشرة بقدرة لبنان على التعافي الاقتصاديّ. يجب أن نضع مصلحة الوطن فوق أيّ اعتبار، وأن نبني موازنة توازن بين حاجات الناس والقدرة على تحقيق استدامة ماليّة".
 
كما التقى غبطته لجنة متابعة توصيات القمة الروحية التي تضم مفتي صور الشيخ حسن عبدالله، مفتي زحلة والبقاع الشيخ  علي غزاوي، قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم،مدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسينيور عبدو ابو كسم، المحامي وليد غياض، الزميل جورج عرب،ورئيس مركز الدراسات اللبنانية المهندس عبدالله ريشا. وقد أطلعت اللجنة البطريرك الراعي على نتائج اجتماعنا الذي عقدته في إحدى قاعات بكركي لاقرار مس ودة برنامج ورشة العمل، التي ستنظمها قريبا تحت عنوان"النازحون قضية الوحدة الوطنية " لترفع إلى أركان القمة الروحية التي ستنعقد لإعلان موقف وطني جامع في قضية النزوح والنازحين استنادا الى هذه التوصيات، وقد اقرت اللجنة محاور البحث في ورشة العمل، ووزعت الملفات المطروحة على عدد من الخبراء المختصين لإعداد ابحاثهم وعرضها خلال ورشة العمل ، التي قررت اللجنة تنظيمها في المركز الكاثوليكي للإعلام قريبا.
 
وكان نقاش في عدد من ملفات الورشة المطروحة وتشديد من غبطته على أهمية مقاربة موضوع النزوح والنازحين بمعايير تعزيز الوحدة الوطنية وتمسك اللبنانيين بارضهم وعلى ضرورة إبراز الموقف اللبناني الموحد الذي تجلى في القمة الروحية أمام الرأي العام العربي والدولة من خلال آلية متابعة.
 
على صعيد آخر أجرى البطريرك الراعي اتصالا هاتفيا بنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب اطمأن خلاله إلى أوضاع المجلس بعد الأضرار التي الحقها به العدوان الإسرائيلي، شاجبا ما اصابه، مجددا الدعوة إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإخراج لبنان من دوامة الحرب.