اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة القديس أنبا تيموثاوس أسقف أنصنا (١٣ هاتور) ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤
في مثل هذا اليوم تنيح القديس الأنبا تيموثاؤس أسقف انصنا، وقد نشا منذ حداثته بارا تقيا، وترهب وهو لا يزال صغيرا، فسلك في حياة الفضيلة، ونظرا لما كان عليه من الخصال الحميدة والفضائل والعلم اختير أسقفا علي مدينة انصنا، فداوم علي وعظ المؤمنين وإرشاد الناس إلى الإيمان بالمسيح، فقبض عليه الوالي وعذبه بأنواع العذاب داخل السجن وخارجه مده ثلاث سنوات متوالية، وكان معه في السجن كثيرون قبض عليهم من اجل الإيمان، ولم يزل هذا العاتي يخرج منهم ويسفك دمهم بعد تعذيبهم، إلى إن بقي في الحبس جماعة قليلة كان منهم هذا الاب،

ولما أهلك الرب دقلديانوس، وملك المحب للمسيح قسطنطين الملك، وأمر بإطلاق المحبوسين في سبيل الإيمان بالمسيح بجميع الأقطار الخاضعة لسلطانه، فخرج هذا القديس من بينهم ومضي إلى كرسيه وجمع الكهنة الذين في إبروشيته، ورفع صلاة إلى الله تعالي دامت ليلة كاملة، وكان يطلب من اجل خلاص نفس الوالي الذي عذبه قائلا " لان هذا يا رب هو الذي سبب لي الخير العظيم باتصالي بك، فاحسن إليه ليتصل بك"، فتعجب المجتمعون من طهارة قلب هذا الآب العامل بقول سيده " احبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم"،

ولما اتصل خبر ذلك بالوالي تعجب قائلا " لقد كنت أظن انه يذمني علي ما لحقه مني، فقد أسأت إليه كثيرا ولكنه قابل إساءتي له بالدعاء لي، حقا إن مذهب هؤلاء القوم مذهب الهي وليس أرضي"، ثم أرسل فاستحضره واستعلم عن حقائق الدين المسيحي، فعرفه الآب سبب تجسد الابن، وما تكلم به الأنبياء عنه قبل ذلك بسنين كثيرة، وبعد ما بين له إتمام أقوالهم واثبت ذلك من نصوص الإنجيل، آمن الوالي بالمسيح فعمده الآب الأسقف وترك الولاية وترهب، أما القديس فظل مداوما علي تعليم رعيته، حارسا لها، إلى إن تنيح بسلام،
|
بركه صلاته تكون معنا آمين...
و لآلهنا المجد دائما أبديا آمين...