كتب - محرر الاقباط متحدون 
التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك لبنان ،  النائب سليم الصايغ الذي أشار الى:" انتظار الاتفاق، الشبح، الذي يتنقّل بين بيروت وتل أبيب بواسطة الأميركيين، ونقول أن اللبناني هو الذي يدفع الثمن ويتحمل تبعات حرب لا يعرف كيف بدأت ولا كيف ستنتهي بانتظار الحل السياسي في لبنان، في الوقت الذي يمكننا إنقاذ لبنان من خلال انتخاب رئيس للجمهورية يتحدث بإسم لبنان، ويطمئن المواطنين، ويجمعهم حول مؤسسات الدولة والجيش اللبناني".
 
 
وتابع الصايغ : "لا يمكننا أن نبقى منتظرين الحلول الخارجية للمنطقة من غزة الى طهران، فقد لا يبقى لبنان موجوداً، ومن هنا أريد أن أكون واضحاً مع غبطته الذي يوجه نداء تلو الآخر، كي نسحب لبنان من هذه اللعبة الكبيرة التي فُرضت عليه، ونحن نستطيع أن نحمي لبنان من خلال وحدتنا الداخلية ومؤسساتنا الشرعية المترنّحة، ومن خلال دولتنا التي تعاني اليوم".
 
 
ثم استقبل غبطته النائب ملحم رياشي وكان عرض لآخر التطورات على الساحة اللبنانية ولفت رياشي بعد اللقاء الى ان"الزيارة كانت بمناسبة ذكرى الإستقلال الذي يعيش اليوم في العناية الفائقة ويعاني ما يعانيه. وتطرقنا الى منطقة المتن الشمالي ووضع النازحين فيها وكيفية لإهتمام بهم كذلك تحدثنا عن ملف رئاسة الجمهورية وحياد لبنان الفاعل والناشط واهميته لا سيما وان غبطته كان قد ذكره اليوم في كلمته بمناسبة الإستقلال لخلاص لبنان."
 
 
وأضاف رياشي:" وبحثنا في القرارات الدولية وجميع مندرجاتها واهمية تطبيقها لخلاص لبنان من اية حروب مستقبلية وتحييده بالكامل عن أي حرب واراحة شعبه من مقيم ومغترب يريد العودة والإستقرار لان الأمان والإستقرار يؤديان الى الإزدهار، وهذا ما اكد عليه صاحب الغبطة أيضا."
وفي رده على ما اعلنه وليد جنبلاط امس من فصل الساحات اكد رياشي على موافقته بالكامل على هذا التصريح لافتا الى "ان وحدة الساحات أدت الى تهديم لبنان وفصل الساحات سيؤدي الى حياد لبنان عن أي مشكلة خارجية وسيساهم مباشرة براحة الشعب اللبناني وحل مشاكله الداخلية، ومن زوار الصرح الوزير السابق ابراهيم الضاهر.
 
 
وألقى غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم 22 تشرين الثاني 2024 في الصرح البطريركي في بكركي، كلمة بمناسبة الذكرى ال81 للإستقلال قال فيها:نحن في عيد الاستقلال وفي القلب غصّة على ما يصيب لبنان من ويلات الحرب والطغيان يوازيها غصّة أخرى على غياب رأس الدولة للسنة الثالثة والامعانِ في استغيابه واستمرارِ الفوضى في ممارسة السلطة وعمل المؤسسات.
إنّنا نسأل الله الرجاء والسلام للبنان، وتوحيد إرادة اللبنانيين الوطنية وايمانهم بوطنهم. فتوحيد إرادتهم وسيلة فعّالة لمواجهة المأساة الوطنية التي نعيشها، مأساة القتل، والحرب والتدمير والتشرّد والنزوح.
 
بالرجاء نواجه أسباب اليأس والضيق، وبالتشجيع نكمل مسيرتنا معاً، وبتوحيد الارادة نجدّد ميثاقنا الوطني، وعيشنا الواحد، ونقوى على كل التحديات. ان لبنان لا يقوم الا بهذه الارادة الواحدة المشتركة، والاستقلال هو ثمرة هذه الارادة، ولا ديمومة له اذا ما تراخت أو انحلّت.
 
ان لبنان المستقل هو لبنان الواحد الموحّد على رسالة حضارية انسانية، تؤكد أنه مختبر لقاء الثقافات والاديان، ومكان الحوار الانساني الواسع، بفضل حياده الإيجابيّ الناشط. لم يكن لبنان يوماً الا كذلك، وعلى اللبنانيين جميعاً التمسك بهذه الخصوصية، التي ميّزتهم وميّزت وطنهم على مستوى المنطقة والعالم. انهم مدعوّون، في مناسبة عيد الاستقلال المصبوغ أكثر بدماء الشهادة هذه السنة، الى تجديد ثقتهم بهذا الوطن الفريد، وببعضهم البعض مهما اختلفت الآراء والتباينات السياسية والطائفية، انهم لبعضهم وكلّهم للبنان الذي يحتاجهم.
 
ان مناسبة الاستقلال هي محطة للتأكيد أن اللبنانيين أقوى من كل الحروب، وأنهم أكثر تجذراً بأرضهم وأكثر رسوخاً وتعلّقاً بوطنهم، وأكثر تمسكاً بوحدتهم ضمانة مستقبلهم. اننا نصلّي كي تزهر دماء الشهداء استقلالاً حقيقياً ناجزاً تحصّنه دولة القانون والمؤسسات، على رأسها رئيس للجمهورية يعمل على تعميق الوحدة واعادة البناء والاعمارواستعادة الثقة الداخلية والخارجية واطلاق ورشة الاصلاح والنهوض. ونسأل الله أن يزرع في نفوس جميع اللبنانيين روح الرجاء والامل وارادة التضامن والوحدة.