ياسر أيوب
لم تكن الـ«بى بى سى» وحدها التى أطالت الحديث عن محمد صلاح بعد تألقه المعتاد والمتوقع منه فى مباراة ليفربول وساوثهامبتون الأحد الماضى.. وقالت الـ«بى بى سى» إن ليفربول ليس من حقه وليس باستطاعته الاستغناء عن الملك المصرى.. ومثلها كان كثيرون فى العالم أعادوا تذكير الجميع بما يملكه صلاح من موهبة وما يستحقه من تقدير واحترام.
ووسط ذلك كله تداول إعلام العالم وشبكات تواصله الاجتماعى صورة صلاح بعدما خلع قميصه عقب فرحته بإحراز هدف فاز به ليفربول وانفرد بالقمة بفارق ثمانى نقاط عن مانشستر سيتى.. وهو ما أدى لأن ينال صلاح تاسع كارت أصفر خلال رحلته مع الدورى الإنجليزى، منهم خمسة إنذارات فقط لخلع القميص بعد إحراز الأهداف.
ويشبه صلاح فى ذلك نجوما ولاعبين آخرين كثيرين حين يحتفلون بأهدافهم يتجاهلون قرار الفيفا منذ ٢٠٠٤ بإنذار أى لاعب يخلع قميصه فى الملعب.. وكان اللاعبون قد اعتادوا ذلك قبل قرار الفيفا بوقت طويل بعد بدء النقل التليفزيونى للمباريات، وبدأ اللاعبون يبتكرون مظاهر مختلفة للتعبير عن فرحة الأهداف، ومنها خلع القمصان.. وزاد الانتباه لتلك الظاهرة بعد خلع المكسيكى هوجو سانشيز قميصه فى مونديال ١٩٨٦.
وتكرر الأمر كثيرا ليقرر الفيفا أنه من الممنوعات الكروية.. وتعددت الكتابات والتفاسير لرفض الفيفا خلع القمصان.. وقيل إن تعرية الصدر فى التراث الإنسانى تعنى التحفز للقتال وبدء المعارك الشخصية.. وإن خلع القميص وارتداءه مرة أخرى يطيل فترة توقف اللعب.. وكان اللاعبون اللاتينيون يلقون بقمصانهم للمدرجات فيتصارع عليها المشجعون ومات كثيرون منهم بالفعل نتيجة ذلك.
وضاق ورفض الرعاة هذا السلوك، حيث خلع القمصان يعنى إخفاء دعاياتهم وأسمائهم المكتوبة على صدر القمصان فى أهم لحظات المباراة.. وهناك لاعبون يكتبون على صدورهم شعارات سياسية ودينية غير مسموح بها تظهر عند رفع قمصانهم مع تركيز الكاميرات على اللاعب صاحب الهدف.. وبسبب كل ذلك لم يعد الفيفا يسمح بخلع القمصان ليتم إنذار كل من يقومون بذلك.. وأيضا إنذار من يرفع قميصه للأعلى حتى إن لم يخلعه حسب الرؤية الشخصية للحكم.
وبعد اعتماد الفار كوسيلة مساعدة للحكم عاد الفيفا وأكد إنذار اللاعب الذى يقوم بذلك حتى لو ألغى الفار الهدف.. ويلجأ الحكم للكارت الأحمر إذا خلع اللاعب قميصه ثم قفز فوق سور الملعب حيث كل وقعة منهما تستحق إنذارا.. وأغرب احتجاج على قرار الفيفا كان العام الماضى حين قرر لاعبو سوكول فى دولة التشيك التضامن مع زميلهم مارتين بليزيل وإنذاره بعد إحرازه هدفا فخلع كل لاعبى الفريق قمصانهم وانضم إليهم خمسة لاعبين احتياطيين ليقرر الحكم إنذار ١٦ لاعبا مرة واحدة.
نقلا عن المصرى اليوم