اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار استشهاد القديستين ادروسيس ويؤنا (١٨ هاتور) ٢٧ نوفمبر ٢٠٢٤
في مثل هذا اليوم استشهدت القديستان ادروسيس ويوانا. كانت ادروسيس ابنة ادريانوس الملك الوثني، الذي لشدة محبته لها صنع لها مقصورة خاصة بها، تحتجب فيها عن أعين الناس.
أما هي فكانت تفكر في زوال الدنيا. وانتهاء الحياة، وتطلب ليلا ونهارا الهداية إلى الطريق الصحيح. فرأت في رؤيا الليل من يقول لها استحضري يوانا العذراء ابنة فيلوسوفرون وهي تعلمك طريق الرب. فلما استيقظت ادروسيس من نومها شعرت بابتهاج في نفسها، وأرسلت إلى يوانا فأسرعت بالحضور إليها. فقابلتها الأميرة وسجدت أمامها وعانقتها.
وشرعت يوانا تقص عليها سبب تجسد ابن الله، مبتدئة من خلقة آدم، وكيفية خروجه من الفردوس، ونزول الطوفان وتجديد الخليقة مرة أخرى، وسبب عبادة الأصنام، وتجلي الله لإبراهيم، وخروج بني إسرائيل من مصر، وظهور الأنبياء ونزول ابن الله وتجسده من العذراء، وخلاص العالم من يد إبليس، وأوضحت لها ما يناله الصالحون من النعم السمائية في الملكوت الأبدية. فابتهجت نفس الأميرة العذراء كثيرا. وكان كلام يوانا عندها احلي من الشهد. فآمنت بالسيد المسيح،
وكانت القديستين تتعبدان ليلا ونهارا بأصوام وصلوات. وفي إحدى الليالي رأتا في حلم السيد المسيح والسيدة العذراء مريم والدته وقد وضع يده علي رأسيهما وباركهما.
وفي هذه الأثناء كان والدها الملك قد مضي إلى الحرب، ولما عاد خطبت ابنته للزواج. وقبل إتمام المراسيم قال لها أبوها "هلمي يا ابنتي وبخري للإله ابللون قبل زفافك إلى عريسك". فقالت له: كيف يا أبي تترك اله السماء والأرض وتعبد الأوثان النجسة، فارجع يا أبى إلى الإله الذي خلقك، ذلك الذي حياتك وموتك في يده.
فلما سمع هذا الكلام الذي لم يسبق له سماعه منها، سال عن الذي علمها إياه فاخبروه إن يوانا ابنة فيلوسفرون هي التي أفسدت عقلها، فأمر بإحراق الاثنتين. فأخرجوهما إلى خارج المدينة بالحلي والحلل، وكان المماليك والعبيد يبكون. وكان أهل المدينة جميعا يأسفون علي شباب هاتين القديستين ويطلبون منهما إن توافقا الملك علي التبخير للأوثان، فلم ينثنيا عن رأيهما.
ولما حفروا الحفرة وأوقدوا النار أمسكت الواحدة بيد الأخرى، وانطرحتا في النار حيث وقفتا في الوسط وأدارتا وجهيهما إلى الشرق وصليتا، وقد أبصرهما جماعة كثيرة، وبعد إن خمدت النار تقدم بعض المؤمنين الحاضرين لأخذ الجسدين فوجدهما ملتصقين ببعضهما، ولم يتغير لباسهما ولا حليهما، فوضعوهما في مكان أمين حتى انقضي زمن الاضطهاد ثم بنوا لهما كنيسة عظيمة.
بركه صلاة هاتين القديستين تكون معنا كلنا آمين...
و لآلهنا المجد دائما أبديا آمين...