د. ممدوح حليم
١٠ الجلوس في الظلمة وظلال الموت، موثقين بالذل والحديد. ١١ لأنهم عصوا كلام الله، وأهانوا مشورة العلي. ١٢ فأذل قلوبهم بتعب. عثروا ولا معين. ١٣ ثم صرخوا إلى الرب في ضيقهم، فخلصهم من شدائدهم. ١٤ أخرجهم من الظلمة وظلال الموت، وقطع قيودهم. ١٥ فليحمدوا الرب على رحمته وعجائبه لبني آدم. ١٦ لأنه كسر مصاريع نحاس، وقطع عوارض حديد. (المزامير ١٠٧: ١٠-١٦)

تعكس الكلمات السابقة مأساة إنسانية بامتياز، فالإنسان معرض لأن يقيد فيفقد حريته وهي شيء ثمين في إنسانيته. إن قيد العبودية مر ومؤلم فهو يحرم الإنسان من سعادته وتنفيذ إرادته. قد يكون القيد خارجياً. أما القيد الداخلي فهو أشد وأقسى. قد يقيد الإنسان الإدمان الذي يجعل الإنسان أسير مواد معينة تدمره، كم من أشخاص مقيدين بأحزان واكتئاب وأفكار مزعجة و ذكريات مؤلمة تعوق سعادتهم وتقيد انطلاقهم في مسيرة الحياة فيتحول نورها إلى ظلام، وسعادتها إلى تعاسة، وحلاوتها إلى مرارة وشقاء.

لكن ما هو مفرح ما جاء في الكتاب المقدس:
الرب يطلق الأسرى. (المزامير ١٤٦: ٧)

لقد اختبر المرنم تحرير الرب له، لذا قال:
١٦ آه يا رب، لأني عبدك! أنا عبدك ابن أمتك. حللت قيودي. ١٧ فلك أذبح ذبيحة حمد، وباسم الرب أدعو. (المزامير ١١٦: ١٦، ١٧)

لقد تنبأ اشعياء أن تحرير المقيدين والأسرى وذوي الأغلال سيتم من خلال المسيح. لقد أكد المسيح ذلك حين قرأ هذه النبوة في مجمع يهودي:
١٦ وجاء ( يسوع) إلى الناصرة حيث كان قد تربى. ودخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ، ١٧ فدفع إليه سفر إشعياء النبي. ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه: ١٨ «روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي منكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين إلى الحرية، ١٩ وأكرز بسنة الرب المقبولة». ٢٠ ثم طوى السفر وسلمه إلى الخادم، وجلس. وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه. ٢١ فابتدأ يقول لهم: «إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم». (لوقا ٤: ١٦-٢١)

أيا كانت القيود التي تعاني منها، تعال إلى المسيح، وستنال الحرية والشفاء