اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة القديس انبا غريغوريوس العجايبى (٢١ هاتور) ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤
في مثل هذا اليوم من سنة 270 ميلادية تنيح القديس انبا غريغوريوس العجائبي، أسقف قيصرية الجديدة ببلاد الروم، كتب لنا عن حياته سميّه القديس إغريغوريوس أسقف نيصص، كما امتدحه القديس باسيليوس الكبير مشبهًا إيّاه في عجائبه بموسى النبي. إنه يمثل الإنسان الذي في أعماقه يشتاق للحق فلا يقبل الإيمان المسيحي فحسب، وإنما قبله بقوة في حياته ليحيا بروح إنجيلي رسولي، ومع قداسة حياته العجيبة عمل كارزًا بين الوثنيين بقوة فائقة.وتذكره الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مجمع القداس الإلهي.

ولد القديس اغريغوريوس بمدينه قيصريه الجديدة من أبوين غنيين وثنيين، وقد تعلم منذ صغره الحكمة والفلسفة حتى فاق كثيرين من أترابه، ثم رحل إلى بيروت فدرس العلوم اليونانية واللاتينية، ومن هناك مضي إلى قيصرية فلسطين حيث كان العلامة أوريجانوس، فدرس عليه الفلسفة المسيحية، ثم تعلم اللاهوت وتفسير الكتب المقدسة، وقصد مدينة الإسكندرية سنة 235 ميلادية حيث أكمل دراسة ما كان ينقصه من العلوم، وعاد إلى بلدته سنة 237 ميلادية، وفي سنة 239 اصطبغ بالمعمودية المقدسة وأصبح مسيحيًا، وإذ تيقن زوال هذا العالم ودوام مملكة السماء، وجه كل اهتمامه إلى العمل علي خلاص نفسه، ولما علم إن أسقف بلدته يجد في طلبه لمساعدته في أعمال الأسقفية، هرب إلى البرية وتفرغ للصلوات والعبادات الكثيرة لانصرافه عن العالم وأمجاده الباطلة،

ولما تنيح هذا الأسقف طلبوه لتعيينه خلفا له فلم يعرفوا له مكانًا، وحدث بينما كان الشعب مجتمعًا مع القديس غريغوريوس الثاؤلوغوس، إذ سمعوا صوتًا يقول اطلبوا غريغوريوس السائح وأقيموه عليكم أسقفًا، فأرسلوا من يبحث عنه في البراري والجبال، وإذ لم يعثروا عليه قر رأيهم إن يأخذوا إنجيلًا ويصلوا عليه صلاة التكريس، كأنه حاضر، ويدعونه غريغوريوس، لان اسمه السابق كان ثاؤدورس، ففعلوا هكذا وقام بهذه الصلاة القديس غريغوريوس الثاؤلوغوس، فظهر ملاك الرب لهذا القديس في القفار قائلًا له: "قم اذهب إلى بلدك، فقد كَرَّسوك أسقفًا عليها، ولا تستعف من ذلك لأنه من الله". فلم يتردد في الأمر وقام لوقته ونزل من الجبل وأتي إلى بلدته، فخرج الشعب للقائه بكرامة عظيمة وكملوا تكريسه سنة 244 ميلادية، وقد اظهر الله علي يديه آيات وعجائب كثيرة حتى سمي بالعجائبي، فمن ذلك انه كان لأخوين بحيرة يحصلان منها علي مقدار كبير من السمك، وقد وقع بينهما خلاف، إذ كان كل منهما يدعي ملكيتها له، ولما لم يتفقا ذهبا إلى هذا الآب ليفصل لهما في الأمر، فحكم إن يقسم محصولها مناصفة بينهما، وإذ لم يقبلا حكمه، طلب من الله فجف ماء البحيرة، وصارت أرضا صالحة للزراعة، وذاع صيت الآيات والعجائب التي كان يصنعها إلى جميع أقطار الأرض. ولما أكمل سعيه تنيح بسلام،

بركه صلاته تكون معنا آمين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...