في ظل التصعيد المتزايد في سوريا والسودان، يثار السؤال حول إمكانية عودة جماعات الإسلام السياسي والجماعات المتطرفة إلى الساحة العربية.

"رادار" ناقش هذه القضية الحساسة بمشاركة كل من الكاتب والباحث السياسي الدكتور طالب إبراهيم، ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عماد جاد، الكاتب الصحفي محمد قواص.

عودة الجماعات المتطرفة
افتتح النقاش بالحديث عن الظهور المتجدد للجماعات المتطرفة في مناطق النزاع مثل سوريا والسودان، وسلط الضوء على تصريحات عبد الحي يوسف، أحد قيادات تنظيم الإخوان في السودان، التي كشف فيها عن تدريب آلاف الشباب تحت مسمى "المقاومة الشعبية"، مما يعيد النقاش حول دور هذه التنظيمات في إشعال الأزمات واستغلال الفوضى لتحقيق أهدافها.

سوريا.. ساحة مفتوحة للتطرف
أوضح الدكتور طالب إبراهيم أن مناطق النزاع والفراغ الأمني تعتبر بيئة خصبة لنشاط التنظيمات المتطرفة.

وأشار إلى أن "الجماعات المسلحة في سوريا، مثل داعش وجبهة النصرة، استغلت غياب الدولة المركزية لتحويل مناطق واسعة إلى ساحات نفوذ".

وأضاف أن عودة هذه الجماعات ترتبط بعوامل مثل الأزمات الاقتصادية، الحروب الإقليمية، وفشل بناء نظام أمني قومي عربي مشترك.

ودعا إلى تعزيز التعاون العربي لمواجهة هذه التحديات.

السودان.. الإخوان وتجديد النشاط
تناول النقاش الوضع في السودان، حيث أشار الدكتور عماد جاد إلى أن تنظيم الإخوان يحاول استغلال الانقسامات الداخلية لاستعادة نفوذه.

وأوضح أن "البيئة السياسية المضطربة في السودان توفر مساحة لهذه الجماعات للتجنيد والتدريب".

وأكد أن الإسلام السياسي، سواء المعتدل أو المتطرف، يظل وفياً لأيديولوجياته التي لا تعترف بالدولة الوطنية، مشيراً إلى تجربة الإخوان في مصر وكيف تحولوا إلى جماعة عنف مسلحة بمجرد وصولهم إلى السلطة.

هل انتهى عهد الإسلام السياسي؟
ناقش محمد قواص فكرة أفول نجم الإسلام السياسي، مشيراً إلى أن هذه الجماعات تمر بمرحلة انحسار نتيجة الضغوط العسكرية والسياسية عليها، لكنه حذر من استغلال القوى الإقليمية والدولية لهذه الجماعات لتحقيق أجنداتها الخاصة.

وقال: "الجماعات المتطرفة لا تزال قادرة على الظهور في أي وقت إذا استمرت حالة الفوضى في المنطقة.. الأجندات الخارجية التي تستخدم هذه الجماعات تضيف تعقيدات جديدة للوضع".

استغلال الفراغات
ركز النقاش على تأثير القوى الإقليمية في تعزيز أو كبح نشاط الجماعات المتطرفة، وأوضح الدكتور إبراهيم أن ضعف الفكر القومي العربي وغياب الأيديولوجيات الجامعة أدى إلى فراغ أيديولوجي تستغله هذه الجماعات.

وأشار إلى أن "التنافس بين القوى الإقليمية مثل تركيا وإيران يساهم في استمرار هذه الأزمات، حيث يسعى كل طرف لاستغلال الجماعات المسلحة لتعزيز نفوذه في المنطقة".

مقترحات للحل.. الأمن القومي العربي
اختتم البرنامج بتقديم اقتراحات لمواجهة هذه التحديات، إذ دعا الدكتور عماد جاد إلى التركيز على بناء نظم سياسية مستقرة تحقق العدل وتلبي الاحتياجات الأساسية للمواطنين، مما يحد من تجنيد الشباب في هذه الجماعات.

وأكد محمد قواص أن الحل يكمن في تعزيز التعاون الإقليمي لمكافحة التطرف والتصدي للأجندات الخارجية التي تستغل هذه التنظيمات.