حمدي رزق
من دعاء النبى: «واجعل الحياة زيادة لى فى كل خير، واجعل الموت راحة لى من كل شر»، عليه صلوات الله، يقدم الحياة (زيادة) على الموت (راحة)، والمعتقد الراسخ إيمانيًّا «ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون» (الأعراف/ ٣٤).
أعلاه احتراز مستوجب على تاليه، بعد جدل محتدم، وافق المشرعون البريطانيون بصورة (مبدئية) على مشروع قانون يسمح للبالغين المصابين بأمراض مميتة لا شفاء منها بإنهاء حياتهم فى إنجلترا وويلز.
حصل مشروع قانون (نهاية الحياة) المقترح على دعم ٣٣٠ عضوًا فى المجلس الأدنى، بينما صوت ٢٧٥ ضده.
موافقة النواب من حيث المبدأ على مشروع القانون، وإحالته لمزيد من التدقيق فى البرلمان، أثارتا غضبًا عارمًا رفضًا للقانون، ويُذكر أن تشريعًا مماثلًا لم يتجاوز هذا الاختبار البرلمانى الأول فى ٢٠١٥، لكن طلاب الموت يلحون إلحاحًا مرضيًّا على مفارقة الحياة.
وإذا تمت الموافقة النهائية على مشروع القانون، فسيظل دخوله حيز التنفيذ فى غضون السنتين أو السنوات الثلاث المقبلة أمرًا بعيدا المنال، القانون يلمس قضايا الأخلاقيات والحزن والقانون والإيمان والجريمة والمال، وصدى القانون سيتجاوز لندن إلى عواصم أوروبية.
وزيرة العدل البريطانية، «شابانا محمود»، هاجمت مشروع القانون، محذرة من أنه قد يقود البلاد إلى «منحدر خطير نحو الموت عند الطلب».. وزيادة (من عندياتنا) هذا قانون يقود البشرية إلى الهاوية.
الموت الرحيم (بالإنجليزية: Euthanasia) هى كلمة مشتقة من اللغة اليونانية، وتعنى باختصار إنهاء حياة الإنسان عن قصد.
وتتعدد سبل الموت الرحيم بحسب الطلب، قد يحدث ذلك عن طريق حقن الطبيب المريض بعقار مميت بهدف تخفيف ألمه ومعاناته، إذا كان مصابًا بمرض لا يرجى شفاؤه، ويعانى باستمرار، ولا يوجد ما يخفف هذه المعاناة، وإذا استمر المريض فى طلب ذلك من الطبيب، ويسمى فى تلك الحالة الموت الرحيم، أو قد يزود الطبيب المريض بالأدوية التى تساعده على الانتحار، وتُعرف تلك الحالة بالمساعدة على الانتحار (بالإنجليزية: Assisted Suicide).
قيد الإجازة الطبية فى سويسرا كبسولة «ساركو» التى توفر موتًا هادئًا. فى عام ٢٠٢٠، اختار حوالى ١٣٠٠ شخص إنهاء حياتهم بشكل إرادى فى سويسرا، من خلال اللجوء إلى خدمات أكبر مُنظَمَتين متخصصتين فى الانتحار بمساعدة الغير أو ما يسمى القتل الرحيم، بمعنى إكزيت «Exit».
القانون المصرى يصنف «الموت الرحيم» جريمة قتل يعاقب مرتكبها بعقوبات رادعة، منها الإعدام أو السجن المؤبد أو المشدد، كما تنص المادة ٣٦ من لائحة آداب مهنة الطب الصادرة من النقابة العامة لأطباء مصر الصادرة بقرار من وزير الصحة على أنه: (يُحظر على الطبيب إهدار الحياة بدعوى الشفقة أو الرحمة).
طلاب الموت تنهشهم أفكار سوداء، منها حرية المريض فى اتخاذ القرارات المتعلقة به وبصحته، بما فيها حق قرار إنهاء حياته، وفى التبرير، المرضى وحدهم مَن يشعرون بالألم والآثار الجسدية للمرض، وبقاؤهم على قيد الحياة يؤثر سلبيًّا على نوعية حياتهم، فيتنادون إلى الموت بكرامة.
وببراجماتية وقحة، يؤدى هذا الموت إلى توجيه الموارد الطبية، مثل المُعَدات الطبية وأَسِرّة المستشفيات والطاقم الطبى، إلى الأشخاص المحتاجين لهم، والذين من الممكن أن يستفيدوا منهم فعلًا بدلًا من استنزافهم على آخرين لا أمل من شفائهم.
وفى الأخير، عنْ أَبى هُريرة، «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: لا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ، إِمَّا مُحسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدادُ، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ» متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ البخارى.
نقلا عن المصرى اليوم