(HAPPY THANKSGIVING)
سر أسم الديك الرومى ( التركى) .............. بقلم : شفيق بطرس
فى يوم مطير عاصف شديد البرودة فى خريف 1621 ظهرت على شاطىء )بليموس( بولاية ماساتشوستس مركب شراعية ضخمة وما أن رست المركب على الشاطىء إلا ونزل من عليها روادها الأنجليز وهم فى حالة إعياء شديد وظهرت عليهم متاعب ومخاطر الرحلة وكانت هذه المركب هى ( ماي فلاور) أى زهرة مايو والتى حملت مجموعة من المهاجرين الأنجليز الذين تركوا أنجلترا ونزحوا لهولاندا ومنها قرروا أن يأتوا الى أرض الميعاد ليصنعوا حياة جديدة فى أرض جديدة (أمريكا) بعيدة عن تحكم قيادة الكنيسة الأنجليكانية وفساد الملك وقتها ،
ووقعت هذه المجموعة البروتوستانتية على معاهدة فيما بينهم بتوقيع 41 رجلاً على أن يكونوا أول مستعمرة على الأرض الأمريكية ويكون الحكم للأغلبية وأختاروا الحاكم لهم ( جون كرفر ) وكانت الأيام الأولى لهم عصيبة جداً ومات نصفهم من الجوع والبرد والأمراض وتم إنتخاب أحدهم ( وليم بريدفورد ) بعد أن مات جون كرفر ويقول التاريخ الأمريكى أن هذه المجموعة ال102 من النساء والرجال وكان بينهم 34 طفلاً بالأضافة الى 30 ملاحاً وكان من بينهم الرحالة ( جون هولاند ) الجد الأكبر لجورج بوش وكان معه ( هنرى سمسون ) الجد الأكبر لبربارا بوش وجدود الروؤساء نيكسون وجيرالد فورد ، وتشاء الأقدار أن يتقدم الشاب الهندى ( سكوانتو) لهم ويعرفهم بنفسه ويكلمهم بلغتهم الأنجليزية ثم عرفهم على قبيلته الجديدة وشاع بينهم السلام ليتعلم المهاجرون الجدد الزراعة والصيد وطرق فلاحة الأرض وأسرار الطقس والجو وأسرار وخبايا الأرض الجديدة وفى سنة 1621 نجحت الزراعة وإذدهرت المحاصيل وكان الخير وفيراً وتمت إقامة حفل عظيم بمناسبة الحصاد وذبح فيه المستوطنون الجدد ديوك الرومى ( الحبش ) أو( التركى ) كما أطلق عليه هذا الأسم الرئيس الأمريكى ( ترومان ) سنة 1946 عندما أرسل هدية للأتراك وهى عبارة عن ديك رومى كبير ومكتوب على الكارت هذه الكلمات ( تركى فور تيركى ) أى ديك تركى للأتراك بتركيا لأن السفير التركى أقنعه بالأثبات بأن الديك الرومى أو ( الحبش ) أصله من هضبة الأناضول بتركيا ومن هنا قد أطلقوا علي هذه الطيور إسم ( تركى ) وهى منتشرة بكثرة فى غابات أمريكا وخاصة المناطق الشمالية ،
وأصبح هذا اليوم عيداً للشكر تقدم فيه العائلات الشكر للرب على الحصاد وعلى النجاة والسلام ويجتمعون كل عام حول موائد الطعام حيث يقدم الجميع التركى أو الديك الرومى حتى إعتمد الرئيس ( إبراهام لينكولن) سنة 1863 هذا اليوم ليكون عيداً قومياً معتمداً فى كل الولايات المتحدة الأمريكية حيث تجتمع كل العائلات فى كل أمريكا فى الخميس الرابع من نوفمبر من كل عام لتقدم الشكر للرب على كل عطاياه وتكون هذه المناسبة فرصة لجمع الشمل وتجمع كل الأسر فى مكان واحد وحول مائدة واحدة ، ومن أهم ما يميز هذا العيد أنه عيد قومى وليس عيداً دينياً كما يعتقد الكثيرون ولذلك يشارك في فرحته وطقوسه كل الأمريكان بأختلاف مذاهبهم ودياناتهم فتجد المسيحى الكاثوليكى والبروتوستانتى والأرثوذوكس والهنود السيخ والمسلمون والصينيون وكل من يعتقد أو لا يعتقد بأى إله وهذا ما جعل عيد الشكر عيد لكل الأمريكان وعيد تجمع الأسر والعائلات على مائدة واحدة وفيه يشعر الجميع بإنتمائهم إلى بلد واحد وتاريخ واحد.... كل سنة وانتم بكل خير وسلام و (HAPPY THANKSGIVING) ....... بقلم : شفيق بطرس