القمص اثناسيوس فهمي جورج
للمسيحية دور مركزى في تقوية وصيانة ضمير العصر من الأنسياقات العدمية والمادية والأصولية . بالتطلع إلى شخص ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح محب البشر ، الذى يفتح ذراعيه لكل من يقبل إليه ولا يخرجه خارجاً.... فهو الذى من أجلنا صار إنساناً ومات على الصليب لاجل تدبير خلاصنا .
لذا رسالتنا المسيحية بليغة وسامية المعنى فى الذين يكرسون اوقاتاً للصلاة والقدوة الحية في عمل الخير وفي خدمة الرحمة والمحبة وفي افتقاد الارامل والايتام ومساندة المظلومين والتعساء ، لان الذين يقدمون حياتهم على مذبح الخدمة فى بساطة وتواضع .. يبذلون كل ما فى وسعهم ليقدموا للجميع إنعكاساً لطيبة اللـه وجماله وإحسانه ورأفاته التى لا تفرغ .. متبعين نموذج الحياة المسيحية كما علمنا هو إياها .. وكما رأيناها في السامري الصالح الحقيقي ، وتسلمناها من رسله وتلاميذه الأطهار ، وايضا من الخدام الذين كرسوا اوقاتا لخدمة اعضاء الرب المجروحة والبعيدة والمشتتة والمقهورة .
لن يصان ضمير العالم إلا بخدمة الصلاة والدعاء والطلبة وذبيحة الافخارستيا والشركة والاغابي والتكريس والرحمة والانقاذ بلا حدود .. فالدروس اللاهوتية لن تكون منفصلة عن تقوي الحياة الروحية المعاشة ، ولن تكون بمعزل عن خلاص النفس واحتضانها وعيشها بكرامة تليق بالحياة الادامية ..... ووجود الأكاديميات والمعاهد اللاهوتية والتعليم الكنسى يؤكد إقتران الإيمان بالفكر، وإقتران المعرفة بالحياة . لان هدف كل عمل لاهوتي هو الغاية الرعوية للبنيان ولخلاص النفوس . فلن تنفع المعرفة النرجسية المزيفة التي تهبط بصاحبها لادانة وتحقير الاخرين ، والطعن في الاخوة الذي يسفر عنه خراب الانقسام وكل تحزب وذاتية .
لذلك الخدمة والتطوع الباذل هى قبل كل شئ طريقة حياة ووجود تنطلق من القلب .. أنها ليست مبادرة لسد الفجوات أو لإداء اي انشطة حركية او دعائية .. لكنه حضور للـه فى العالم . لذلك قيل أنتم لست مسيحين فقط بل مسحاء ، أنت لست مسيحى فقط لكنك مسيح آخر ( نور وملح وسفير وخميرة ) تصون ضمير العصر بالأمانة وسط الجشع، تصون ضمير العالم بالحشمة والعفة والطهارة وسط أجواء الخلاعة والدنس، تصون العالم بالعطاء وأعمال التوزيع وسط مادية العالم وغروره، تصون العالم بالمحبة والتسامح وسط عالم يغلى بالأحقاد والحروب .. عالم يحتاج إلى إعادة تأهيل روحية وسيكولوجية وإجتماعية . لتقوية الضمير الطاهر الذي بلا عثرة نحو الله والناس ..
بهذه فقط يكون حضورنا المسيحى مفرحاً وفاعلاً وآخاذاً ..وبهذا تكون كنيستنا معلمة وشاهدة للنعمة التى نحن فيها مقيمون كنيسة تجعل آرثها الألفى سنة حاضراً اليوم .