ياسر أيوب
لم تكن مفاجأة أن يرفض سام مرسى، قائد فريق إيبسويتش، ارتداء شارة المثلية الجنسية أثناء مباراة فريقه أمام نوتنجهام فورست، السبت الماضى، فى الدورى الإنجليزى.. فسام لاعب كرة مسلم من مصر التى لاتزال بمسلميها ومسيحييها وعاداتها وقوانينها الأخلاقية والاجتماعية ترفض هذا الشذوذ.. لكن المفاجأة الحقيقية كانت موقف إدارة نادى إيبسويتش ومسؤولى الكرة الإنجليزية والإعلام الأوروبى والأمريكى أيضا.
فقد كان من المتوقع أن يتعرض سام مرسى لعقوبات وهجوم وانتقادات نتيجة هذا الموقف باعتباره الوحيد من قادة فرق الدورى الإنجليزى الممتاز الذى رفض وضع هذه الشارة فوق ذراعه.. إلا أن نادى إيبسويتش لم يكتف فقط بعدم معاقبة اللاعب المصرى أو حتى يعاتبه وينتقده، لكنه أعلن وأكد احترامه لسام الذى يرفض التضامن مع المثليين.
والأهم من ذلك كان تأكيد نادى إيبسويتش أنه يتضامن مع المثليين ويرى أنه من حقهم اختيار حياتهم وهويتهم الجنسية دون رفض أو خوف.. لكن يرى النادى فى نفس الوقت أن هناك من لا يقبلون هذه المثلية ولهم نفس الحق فى حرية التعبير عن أفكارهم وآرائهم دون تقييد أوعقاب.. وكان موقف نادى إيبسويتش مفاجئا وصادما أيضا لكثيرين جدا فى الغرب الذى يمنح حرية كاملة لمن يريد المثلية أو يقبلها ويتسامح معها لكنه أبدا لا يسمح لأى أحد برفض المثلية أو حتى انتقادها.
وأعلنت رابطة رينبو تراكتورز، المؤيدة للمثليين التابعة لنادى إيبسويتش، استياءها من موقف سام مرسى، لكنها أعلنت احترامها له ولمعتقداته الدينية والاجتماعية.. وإذا كان موقف نادى إيبسويتش مفاجئا.. فالمفاجأة الأكبر كانت تعامل الإعلام الإنجليزى والأمريكى الذى لم يتهم سام مرسى كما هو متوقع ومعتاد بالتطرف والإرهاب والتخلف والرجعية ومعاداة الحرية الشخصية.
لم تكن هناك سخرية أو مطالبة باتخاذ موقف متشدد مع هذا اللاعب الذى لا يتضامن أو يتعاطف مع المثليين ويرفضهم أيضا.. حتى الصحف الإنجليزية والأمريكية الكبرى التى سبق أن هاجمت وانتقدت وحاربت بقسوة كل من لا يتعاطف مع المثليين تغير فجأة سلوكها مع سام مرسى دون أن تكون هناك أسباب معلنة وواضحة لهذا التغيير.. فهل بدأ هذا الإعلام يقتنع أخيرا بأن الحرية التى طالب كثيرا بمنحها للمثليين هى أيضا من حق من يرفضون المثلية.
أم اكتشف هذا الإعلام أنه لايزال فى مجتمعاته من يرفضون هذه المثلية وهذا الإلحاح لفرض قبولها على الجميع.. وعلى الرغم من أن سام لم يكن أول من يرفض هذه الشارة منذ بدأ تطبيقها 2013.. لكنها كانت المرة الأولى التى لا يتعرض فيها لاعب يرفض المثلية لأى هجوم وعقاب وأن يدوم حديث الأيام الماضية عن احترام اللاعب وليس المثليين وحقوقهم.
نقلا عن المصرى اليوم