الأب رفيق جريش
ليست زلة لسان ترامبية التى هدد فيها دول الشرق الأوسط، فالإشارات الآتية من الولايات المتحدة الأمريكية تشير إلى أن الإدارة الراحلة ستترك للإدارة الآتية مفاجآت فى الشرق الأوسط – مثالنا على ذلك فما إن تم الإعلان عن تهدئة الأوضاع العسكرية بين إسرائيل وحزب الله فى لبنان - والتى فعليًا لم تتم إلا بتهدئة بسيطة فمازال إلى هذه الساعة الطرفان يتبادلان إطلاق النار- فتحت فجأة جبهة جديدة فى إدلب وحلب فى سوريا رغم أنه قيل إن الاستعدادات كانت تتم منذ ستة أشهر.
وها هى داعش وأخواتها تطل برأسها بـ ٨٠ ألف مقاتل وتستحوذ على هاتين المدينتين وتجبر الجيش السورى على الانسحاب ولو مؤقتًا لإعادة التعبئة، ولكن ما يهمنا هنا ليست الأوضاع العسكرية فهذه لها متخصصون، ولكن الأهم هو ما يحصل فى واشنطن فيبدو أن الإدارة الحالية بقيادة بايدن ترضخ لجماعات الضغط الإيرانية والإخوان المسلمين والهدف هو فرض سياسة «الأمر الواقع» على الإدارة الجديدة ودونالد ترامب الرئيس المنتخب الجديد.
بحيث تقيد يدى الإدارة الجديدة مدة أربع سنوات قادمة ويتبنون سياسة تعليق كل شىء، أى خلق الأزمات ولا حل لها، مثال على ذلك وقف إطلاق النار فى غزة والذى سيؤدى إلى أن يضمن لحماس بقاءها بصورة أو أخرى، كذلك وقف إطلاق النار فى جنوب لبنان لن يقضى على حزب الله ولكن سيقوضه إلى حين، وإيران من ورائه، ثالثًا، فرض حكومة ذات توجه إسلامى متطرف فى ليبيا، رابعا تحييد المعارضة للحوثيين فى اليمن بحيث يبقى التهديد وتبقى حالة اللاسلم واللاحرب، خامسًا، دعم الحكومة المركزية العراقية الموالية لإيران وضد الأكراد والإسلام السنى والإسلام الشيعى المعتدل وغيرها من وسائل الضغط مع تهديد استقرار الدول العربية، خاصة دول الخليج والسعودية، كل هذه الأشياء يدفع ثمنها الناس وشعوب المنطقة وتدفعها من أرواحها وأرواح أبنائها فمنازلهم تهدم والجوع والعطش متفشٍ فيها وصراخ الإغاثات لم يعد يجدى نفعًا.
نتمنى أن تعى الإدارة الجديدة هذه الاستراتيجية (المفاجآت) التى يتركها له – بايدن – اوباما - والتى تريد بأى ثمن تمرير صفقة إيران النووى - وذلك تحقيقًا لمصالح مادية على حساب تلك الشعوب وانتقامًا من الفشل لمخططهم الذى سمى أيام أوباما بالربيع العربى والذى فشل فشلًا ذريعًا خاصة فى مصر بفضل التفاف الشعب حول جيشه.
نتمنى أن تتوحد الدول العربية حول استراتيجية واحدة لإفشال تلك المخططات الهدامة مع العمل على إعلاء المصالح العربية العليا وحياة وكرامة شعوبها، فكفانا تدخلات من هنا وهناك.
نقلا عن المصرى اليوم