Oliver كتبها
رأيتُ ملاكك .فتحتُ أذنى . سمعتَ بشارتك و قبِلتها..فتحتُ فمى.بل قلبي .بل أحشائي بل كل ما لي إنفتح لك. ألبسْتَني النعمة من داخل و من خارج تظللت بقوة ليست قوتي.تمنطقت بإسم لم أدرك أسراره بعد.الأرض لا تحملني و من السماء و إليها صار ما بباطني.كأن الكون قد ضاق جداً فى عيني أريد أن أتحرر من كل الأماكن كي أتفرغ لك.أخذت مريم الرداء و خرجت .نحو إليصابات أسرعت.كأنها تطير فوق الجبال.إلى بيت زكريا .
التى أخذت ملء النعمة أخفت نفسها فى فضيلة الخدمة.ذهبت تخدم نسيبتها كعادتها كأن شيء لم يستجد عليها.تدارى فضائلها بفضيلة التواضع.ذهبت تدارى النعمة بخدمة أليصابات. الثواني تمر مشحونة بكل ما هو عجيب.النخل يزهو لأن العذراء مرقت بجواره.فى العذراء أفكار لا يمكن تصورها.
رغم أن الحديث مع الملاك المبشر كان مختصراً لكن الكلمات تتفتح فى قلبي.البشارة سكنتني.أبعاد تنبثق من كل صوب.كيف ألملم كل هذه المعانى كيف يستوعب عقل فتاة الناصرة كل الأعماق بعدما تكشفت كل الأختام.أنا أشعر بأننى حبلى بالقدوس الآن.فكل ما في باطني يتكلم إليه و يسمع منه.
صرت حبلي فى إبن قال لي ما إسمه قبل أن يجئ فى رحمي.سألد القدوس و أنا فقط أمة الرب.أنا أتنفس منه و هو يتنفس داخلى.أنا أقتات عليه و هو يرتشف غذاءه فى الرحم.شكراً لأنك أعطيتني ضمن النعمة لغة خاصة تسود بيننا .أنظر كيف أصبحت أجمع بيني و بينك في حديثي.يا إلهي و إبني نعم أؤمن أننا توحدنا. بدون لغة منك لا أدرك كيف أصير أمك.لا أعرف كيف أخاطبك.لا يمكن من غيرك أن أفهمك.أعظم نعمة لى هى أنت يا جنيناً في أحشائي و أعظم مسئولية في الوجود هى أن أصير أمك.
لحظة أن سمعت الملاك يقول الروح القدس يحل عليك وجدتني ممتلئة بالروح و فى حشاى جنين.كل الأمهات لا تشعرن بالجنين حين يبتدأ إلا جنيني الذى لحظة حلول الروح تجسد .صرت أماً فى إندفاع القوة التى من الآب ظللتني كقول المبشر.قلت لله قدام الملاك ليكن لي كقولك .بصوت قريب من قلبي خاطبني عمانوئيل داخلى يقول ها أنا معك و أحفظك.ليس للظل وزنٌ لكنى تثقلت جداً حين ظللني ظِل الآب. لم تحملني ركبتاي .خررت ساجدة و إغتربت عن الدنيا..
خرجت أسير و لا أبصر الطرقات.كل الجبال إختفت.كل الهضاب تساوت و التلال.تلاشى حصى الطرقات و وعورة المسالك تبددت.السحاب كأنه نزل على الأرض يمشي.الهيكل يسير كمن يتابعنى.الزمن مختزلٌ فى اللازمن.ذاهبة إلى بيت زكريا و إختطاف العقل يلازمنى.النسيم يأخذ مشاعر القلب في دوامات متصاعدة.أنا العذراء التي عليها تحنن الثالوث القدوس و قدسنى.حل فى بطنى الجنين بلاهوته فكيف سأجد لهذا تفسير.
هات حواء يا آدم أبونا تحضر تلك البشارة لتتعزى.أين ذهبت يا أخنوخ و أين أنت يا إيليا .هلموا أبصروا عجب العجاب.ليتك هنا يا أبي إبراهيم لتفرح.تهلل يا يعقوب لأن الذى تنبأت عنه قبل أن ترقد على فراشك هو الآن يسكنني.إشهد يا أرز لبنان أن جنيني قدوس.أصرخى يا أيائل الوعرلإستقبال الربيع.إفرحى يا نجوم السماء لأنني لا أحتمل الفرح وحدي. بوشاحات الزفاف توشح يا جبل صهيون.قولوا للمغارات بعد قليل يسكنك ساكن .لتترفق الكهوف, أعلموا الناصرة أن العريس على الأبواب.أخبروا بيت لحم أنني قادمة.
العذراء تكاد تصل بيت زكريا.أليصابات من غير أن يخبرها أحد خرجت تلاقيها.هتفت كأنها تكمل أفكار مريم.صاحت الشيخة قدام الفتاة.من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلى.أليصابات المباركة لا تسعها الأفراح.هل تحتضنها و المسيح فيها؟ هل تقبلها كإبنة و هى التي فاقت الجميع مقداراً.لم تفتح العذراء فمها لكن قلبها لا يتوقف عن الصلاة و الأفكار السمائية القلبية تحاصرها.لم تذذكر لها أنها تعرف ما صار لأليصابات من بشارة مختلفة.لأنها جاءت تخدم و لا تتباهى.أرادت أن تبصر من هو السابق الذى يسبق الإبن و يعد لله شعباً مستعداً.
هؤلاء الروحانيون لهم لغة خاصة تجمعهم.يفهمون بعضهم بعضاً بغير أسئلة .يتكاملون كخيوط المغزل و العذراء تنسج للطفل أقمطة.إذا بدأ الحديث إنهمرت النعمة.و كل واحد يكمل جملة يقولها الآخر في قلبه.كأنه نسيج لنوايا مشتركة تتألق كصلاة بمحبة نارية.