أيمن زكى

في مثل هذا اليوم تذكار استشهاد القديسة كاترين الاسكندرانية ولدت القديسة كاترين فى أواخر القرن الثالث الميلادى فى مدينة الإسكندرية باسم : " ذروثيا " من أبوين وثنين من سلالة الملوك يتمتعان بثروة وشهرة واسعة، وفى الخمسة عشر من عمرها فقدت والدها " كمونستاس "، الذى كان حاكماَ لمدينة الإسكندرية، فتولت أمها " سابينلا " تربيتها وتعليمها . ودرست كاترين مؤلفات كبار الفلاسفة والشعراء، وعلم البلاغة والمنطق، وأيضاَ علوم الطب كما أجادت الكثير من اللغات فى مدينة الإسكندرية تلك المدينة المحبوبة، التى كانت فى عهد الرسل هى المدينة الثانية فى الأمبراطورية الرومانية بعد روما، وكانت تعتبر عاصمة العالم الثقافية. 

وجاء كثيرون من الأغنياء والنبلاء يطلبون الزواج من كاترين لما تتمتع به من مواهب وعلم وجمال جسدى، إلى جانب فضائلها، ولكنها رفضتهم جميعاَ، لأنها أرادت أن ترتبط بشاب يماثلها فى الحكمة والموهبة والعلم، وليس بمن يتفوق عليها فى أشياء أخرى كالغنى والمركز. 

فاصطحبت الأم سابينلا ابنتها كاترين إلى ناسك مسيحيا لاستشارته فيما يخص زواج ابنتها، ويقال أن الأم قد آمنت بالمسيحية سراَ بسبب اًضطهادات التى كنت تمارس ضد المسيحيين. فرأى هذا الناسك القديس بأن تصير كاترين عروساَ للمسيح، فهو أفضل من جميع العرسان الذين تقدموا لخطبتها، وهو أهلاَ لها عن كل هؤلاء، وقد وصف لها جمال السيد لمسيح عريسها السمائى . 

وقد تراءت القديسة البتول مريم بعد ذلك لكاترين فى رؤيا وهى حاملة على ساعدها طفلها يسوع وتقول له : انظر إلى ابنتى كاترين ، لكن الرب يسوع أدار رأسه ولم يلتفت إليها، وتكرر هذا الفعل ثلاث مرات، وقال لأمه :إنها ليست جميلة لأنها لم تعمد بعد ". 

فأفاقت كاترين وعلمت أنها رؤيا، واستقر رأى الجميع أن يخضعوا لمشيئة الرب وقدموها للعماد باسم كاترين. تعنى كاترين فى اللغة السريانية : " ذات التيجان الكثيرة " ، وفى الغة اليونانية : " النقية " 

ولما أصدر الإمبراطور الأمبراطور الرومانى الوثنى مكيسمانيوس منشوراَ بأن يقدم الجميع بما فيهم المسيحيون ذبائح لللآلهة ، وفى حفل هائل للأصنام ، ولكن الشابة كاترين اخترقت الصفوف فى شجاعة فى يوم الآحتفال ، ورفعت طالبها إلى الأمبراطور بواسطة الحراس تعلن رغبتها فى أن تقابله، وأتت الموافقة. بدأت كاترين تتحدث إليه فى إتزان وهدوء وقالت له: هناك ملكاَ فى السماء هو خالق السموات والأرض ، وهو الذى الذى يجب الخضوع له " . فأجابها بأنه غير ملم بعلوم الفلسفة ليرد على كلامها ، وأنه سيرسل إلى علماء الفلسفة ليسمعوا حديثها ويهدموا أفكارها وعقيدتها.

فقبلت كاترين وقبل أن يأتى اليوم المعهود ، قضت كاترين أيامها فى صلاه وصوم متضرعة أن يؤازرها الرب بروحه القدوس، وأن يتكلم على فمها فى تلك المناظرة. 

فظهر لها ملاك الرب بعد ذلك ليقويها ويعدها بالمساعدة والمعونة 

فجمع الإمبراطور خمسين من أكابر الفلاسفة من أنحاء الأمبراطورية ليناظروا القديسة كاترين فى اجتماع حضرته الأمبراطورة " فاوستينا " زوجة الأمبراطور مكيسمانيوس، وعقب لقائها بهم فى حوار هادىء ، أفادوا الفلاسفة الإمبراطور بأن الفتاه لم تقل إلا الصواب، وأن إيمانها بالله هو الحقيقى، وأنهم لن يعبدوا الأوثان مرة أخرى ، فانقلب الإمبراطور عليهم وتحولوا فى عينيه إلى أعداء، بعد أن كانوا أقرب الناس إليه، رافضاَ فى كبرياء أن يحاورهم فى إيمانهم الجديد بالمسيح وأمر بحرقهم. 

وأما بالنسبة لكاترين فقد أمر بأن تجلد بالسياط ووضعها فى السجن وتعذيبها ثم أمر بعد ذلك بأن تعذب كاترين بواسطة عجلات غرزت بدوائرها الخارجية مسامير تنهش فى لحم جسمها عندما تدار ذات اليمين واليسار. طالبت كاترين المعونة من السيد المسيح لإنقاذها فلم تصب بأذى فعند إدارة العجلات حدثت هزة عنيفة ونزلت الملائكة ورفعت القديسة من بين العجلات، وفوجىء الجميع بأنها تقف على رجليها سالمة وانفصلت العجلات عن بعضها البعض عند دورانها وقطعت الجنود إرباَ إرباَ . 

فأحتار الأمبراطور فى أمر القديسة كاترين فأمر بقطع رأسها بحد السيف وقد نالت أكليل الشهادة وكان عمرها فى ذلك الوقت ١٩ عاماَ. وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد إستشهادها فى ٢٩ هاتور، أما الكنيسة الكاثوليكة فتعيد بعيد استشهادها فى ٢٥ نوفمبر . 

بركه صلواتها تكون معنا آمين... 

 

ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين...