( ؟ - 1924 )
إعداد/ ماجد كامل
ميلاده ونشأته :
ولد في قرية "بني خالد " إحدى قرى مديرية أسيوط ، ونشأ منذ طفولته على الآداب المسيحية .
رهبنته فى الدير المحرق ثم انتقاله إلى دير البراموس :
أشتاقت نفسه لحياة الرهبنة ، فتوجه إلى دير السيدة العذراء المحرق في عهد رئاسة القمص بولس غبريال الدلجاوي ( المتنيح القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة ) .باسم الراهب "إقلاديوس الخالدي " ، وعندما عزل من رئاسة الدير ،انتقل إلى دير البراموس بوادي النطرون ،وكان ذلك خلال عام 1871م ، رفض الراهب إقلاديوس أن يتخلى عنه ، فخرج معه وأقام في دير البراموس .
رسامته اسقفا على لمقاظعة شوا الأثيوبية :
وقع اختيار البابا كيرلس الخامس ليكون أسقفا على مقاظعة شوا الأثيوبية في 10 يوليو 1881 ، باسم الأنبا متاؤس ، على أن يكون تحت رئاسة الأنبا بطرس مطران اثيوبيا في ذلك الوقت ، ولا يخرج عن طاعته أبدا .
رسامته أسقفا على الحبشة 1891 :
حدثت بعض الحروب الأهلية في أثيوبيا ، ترتب عليها قيام منليك الثاني بثورة ، وطلب من الأنبا متاؤس أن يمسحه إمبراطورا حسب العادة المتبعة في تلك الفترة في البلاد ، فوافق الانبا متاؤس وتم مسحه وتتويجه بأسم الأسد الغالب من سبط يهوذا منليك الثاني ملك ملوك الحبشة وإمبراطور إثيوبيا ، وكان ذلك خلال عام 1890 . وعندما علم البابا كيرلس الخامس بهذا الأمر ، واعتمد المسحة التي قام بها الأنبا متاؤس ، ثم قام برسامة الأنبا متاؤس أسقفا للحبشة .
الزيارة الأولى لمصر عام 1902 :
قام نيافته بزيارة مصر في 6 فبراير 1902 ، وتوجه فور وصوله إلى سرايا عابدين حيث تقابل مع الخديوي "عباس حلمي الثاني " ( 1874- 1944 ) وكبار رجال الدولة ، وقدم لسموه باسم جلالة النجاشي ملك الحبشة وسام كوكب الكرامة من الدرجة الأولى ، فتقبله عظمته شاكرا .
ترقيته إلى رتبة المطران :
انتهز البابا كيرلس الخامس فرصة زيارته لمصر ، وقام بترقيته إلى رتبة المطران في يوم الأحد 16 فبراير 1902 م .
جهوده في الحفاظ على حقوق الأقباط في دير السلطان :
حدث أنه في سنة 1902 ، سافر نيافته إلى القدس بصحبة الأنبا يؤانس مطران المنوفية والبحيرة ( البابا يؤانس التاسع عشر فيما بعد ) ، والأنبا مرقس مطران إسنا والأقصر ، إلى مدينة القدس لمحاولة تسوية مشكلة دير السلطان ، بطريقة تحافظ على العلاقات الودية بين الأقباط والأحباش . وتقابلوا هناك مع القنصل الإيطالي Karlintie ، الذي سلمهم رسالة من إمبراطورية الحبشة منليك الثاني ، يطالبهم فيها بتسليم مفاتيح دير السلطان إلى الأحباش ، فقام المطارنة الثلاث ببحث الموضوع وفحص المستندات ، ورفعوا بعدها تقرير إلى البابا كيرلس الخامس بتاريخ 13 مايو 1902 ، جاء فيه أن القنصل الإيطالي أقتنع بقوة مستندات الأقباط وأخذ ملخصا منها ووعد بإرساله إلى روما لترجمته إلى اللغة الأثيوبية ، ثم إرسال نسخة منها إلى الإمبراطور منليك الثاني . ولكن الإمبراطور لم يقتنع بذلك :
الزيارة الأولى لمصر عام 1902 :
جاء الأنبا متاؤس إلى مصر خلال بداية عام 1902 ، فارسل البابا كيرلس الخامس إلى مدينة السويس وفدا مكونا من السادة الآتي أسمائهم :
1-الأنبا يؤانس مطران البحيؤة والمنوفية ووكيل الكرازة المرقسية .
2-الأنبا مرقفس مطران كرسي أسنا .
3-الأنبا أبرام أسقف الفيوم والجيزة .
4-الأنبا باخومويس أسقف الدير المحرق .
5-الأيغومينس فيلوثاوس المقاري سكرتير خصوصي غبطة البطريرك .
6-ارمانيوس بك حنا مراقب البطرخانة .
7-الشماس حبيب افندي جرجس معلم اللاهوت بالمدرسة الإكليركية .
8-مينا افندي جرجس رئيس حسابات البطرخانة .
9- جندي بك إبراهيم صاحب جريدة الوطن .
10-تادرس شنودة المنقبادي صاحب جريدة مصر .
الاستقبال الرسمي للأنبا متاؤس للخديوي عباس حلمي الثاني :
في منتصف الساعة الحادية عشر من يوم السبت 8 فبراير 1902 ، تحرك الأنبا متاؤس إلى قصر عابدين ، حيث تقابل مع الخديوي وأبلغه سلام الإمبراطور منليك ،وقدم له النيشان الذي الذي أهداه الإمبراطور لسموه ،فتقبله شاكرا .
وخلال الزيارة ، قام بزيارة المدرسة الإكليركية بمهمشة في يوم الأربعاء 5 مارس 1902 . وفي يوم السبت 15 مارس 1902 قام بزيارة كنائس مصر القديمة . كما زار كنيسة العذراء حارة الروم في 29 مارس 1902 .
الزيارة إلى روسيا والبلاد العلية :
في يوم 17 يونيو 1902 ، غادر نيافته البلاد المصرية متوجها إلى روسيا ، وسافر
إلى ميناء بور سعيد ، وأستقل المركب صباح يوم السبت 21 يونيو 1902 واستمرت الرحلة بالمركب حتى وصلوا إلى اوديسا صباح يوم السبت 5 يوليو ،وتقابل يوم الثلاثاء 8 يوليو مع مطران بطرسبرج . وفي اليوم التالي مباشرة زار وزير الخارجية ، وفي يوم 12 يوليو تقابل مع نيقولا الثاني إمبراطور روسيا (1868- 1918 ) ، حيث قدم قدم له بعض النياشين ، وفي يومي 13 و14 يوليو قام الانبا متاؤس بزيارة المتحف الروسي وبعض الكنائس الأثرية ، ثم توالت الزيارات إلى معامل الحديد وبعض المعامل ا لروسية الأخرى ، كما زار بعض الكنائس الأثرية الموجودة بالعاصمة الروسية . وفي يوم الثلاثاء الموافق 29 يوليو 1902 ، تقابل مع القيصر ليقدم له الشكر على كرم الزيارة ، وقدم لهم النياشين والأوسمة .
زيارة البلاد العلية ومقابلة الخليفة السلطان عبد الحميد الثاني :
ثم تحرك بعد ذلك متوجها إلى القسطنطينية ، حيث تقابل مع بطريرك القسطنطينية ، وزار بعدها جامع اجيا صوفيا ، ثم تقابل مع السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ( 1842- 1918 ) ، حيث قدم فيه له خطابا من ملك الحبشة مكتوبا باللغة الحبشية ومترجما للفرنسية ، ثم ألقي نيافته كلمة حياه فيها ، ثم أنعم السلطان العثماني على نيافته بالوسام العثماني .
العودة إلى مصر مرة أخرى :
وعاد بعدها إلى مصر ليزور مدينة الفيوم ، وبدأت الزيارة يوم الاثنين 6 أكتوبر 1902 . وتوجه بعدها إلى الدير المحرق وكان يرافقه في هذه الزيارة القديس الأنبا ابرآم أسقف الفيوم والجيزة . وكان في انتظاره أصحاب النيافة مطران أسنا وأسقف الدير المحرق . ليتوجه بعدها إلى أسيوط ثم توجه إلى مدينة الأقصر ،ثم مدينة قنا . وفى طريق العودة زار ابو تيج ومنفلوط وابو قرقاص والمنيا وبني سويف ،وتوجه بعدها إلى مدينة بوش . ليعود بعدها إلى القاهرة . وأقيم له احتفال كبير في جمعية التوفيق القبطية حضره البابا كيرلس الخامس ، والأنبا مرقس مطران أسنا ،وأسقف الدير المحرق .والقيت كلمات الترحيب . وفى الختام وزع قداسة البابا الجوائز وعلامات الشرف على التلامذة والتلميذات النابغات . ليغادر نيافته البلاد المصرية بعدها يوم الثلاثاء الموافق 23 ديسمبر 1902 متوجها إلى بلاد الحبشة .
الزيارة الأخيرة إلى مصر عام 1923 :
جاء الأنبا متاؤس إلى مصر في 13 يناير 1923 ،لإجراء بعض الفحوص الطبية ، ولما طالت مدة وجوده بمصر ، كتبت الإمبراطورة زاوديتو ( 1876- 1930 ) خطابا للبابا كيرلس الخامس تناشده أن يسمح له بالعودة إلى أثيوبيا حتى لا تتعطل مصالح الدولة والكنيسة ، فوافق البابا وسمح له بالعودة .
تاريح نياحته :
وأخيرا وبعد جهاد متواصل وخدمات دينية وسياسية للإثيوبين حكومة وشعبا ، تنيح بسلام في 4 ديسمبر 1926 ، ودفن في مقبرة الملوك بأديس أبابا بجوار الإمبراطور منليك ، وهو شرف لم ينله أي مطران آخر .
مراجع المقالة :
1-يوسف بك منقريوس : تاريخ الأمة القبطية مدى العشرين سنة الماضية ،موقع مكتبة الكتب المسيحية .
2-زكي فهمي : صفوة العصر في تاريخ رسوم ومشاهير رجال مصر ،موقع هنداوي .
3-القمص صمويل تواضروس السرياني : تاريخ البطاركة ، الجزء الثالث ،الطبعة الثالثة ، مكتبة دير السريان العامر ، الصفحات من ( 260- 263 ) .
4-بطريركية الأقباط الارثوذكس بالقدس : منازعات دير السلطان في القرن العشريني ،موقع على شبكة الأنترنت .
5-أحمد عبد الدايم : قراءة الخارجية البريطانية لزيارة مطران الحبشة المصري لروسيا سنة 1902 ،مجلة الدراسات الافريقية ،معهد البحوث والدراسات الافريقية ، المجلد 45 ، العدد الرابع ، أكتوبر ، 2023 ، الصفحات من (59- 124 ) .
6-مجلة عين شمس : نيافة الأنبا متاؤس مطران الحبشة المعظم ، مجلة عين شمس العددان الحادي عشر والثاني عشر ،شهري أبيب ومسرى والنسيء ،1618 للشهداء، السنة الثانية ، صفحة 221 .
7-إسحق إبراهيم عجبان : العلاقات بين الكنيسين القبطية والروسية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين ، دار نشر أبناء روسيا ، الطبعة الأولى ، 2015 ، صفحة 88 .
8-أنتوني سوريال عبد السيد : الكنيسة المصرية القبطية وكنيسة أثيوبيا 1855- 1909 ، منشورات أسقفية الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي ، 1985