د.أمير فهمى زخارى 

ولكن بكل تأكيد ليس كل السكوت من ذهب 
وإنما هناك  ( قوانين الصمت ) حيث أن :
الصمت وقت سماع الباطل.. جُبن.
الصمت وقت الحزن.. كبرياء.
الصمت وقت الفتن.. حكمة.
الصمت وقت الثرثرة.. بلاغة.
الصمت وقت الفوز.. تواضع.
الصمت وقت شهادة الحق.. خيانة.
الصمت وقت الغضب.. قوة.
الصمت وقت القرار.. تردد. 
 
ويقول الكتاب المقدس عن الصمت:
- "صَمَتُّ. لاَ أَفْتَحُ فَمِي، لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ." (مز 39: 9).
- لذلِكَ يَصْمُتُ الْعَاقِلُ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ لأَنَّهُ زَمَانٌ رَدِيءٌ. (عا ٥ : ١٣).
+ الصمت في مرحلته البدائية، هو اتقاء لأخطاء اللسان وكما يقول الكتاب: (كثرة الكلام لا تخلو من معصية) وكما يقول القديس أرسانيوس: (كثيرًا ما تكلمت فندمت، أما عن سكوتي فما ندمت قط).
 
+ والصمت من ناحية أخرى، هو ترك المجهود البشرى وإعطاء الله فرصة للعمل، و كما يقول الكتاب (قفوا وانظروا خلاص الرب.  الرب يقاتل عنكم، وأنتم تصمتون).
 
+ والصمت يكون أحيانا نوعًا من الرصانة، وعدم انتقام الإنسان لنفسه، وعدم مكافأة الشر بالشر
 
+ السيد المسيح شتموه، أما هو فلم يشتم عوضًا (إش 53).
 
وعند محاكمته كان صامتًا، سواء أمام مجمع السنهدريم، وأمام حنان، وقيافا، وبيلاطس..
 
وكان في صمته قوة، لدرجة أن بيلاطس الوالي قال: (لست أجد علة في هذا البار)..
 
+ والصمت أيضًا يعطى مجالا للصلاة والتأمل..
 
إن الإنسان الكثير الكلام، ليست لديه فرصة للصلاة، وليست لديه إمكانية للعمل الروحي الجواني.
 
وصدق أحد القديسين في قوله: (الإنسان الكثير الكلام يدل على أنه فارغ من الداخل) أي فارغ من العمل الروحي الداخلي.
 
والقديس أرسانيوس لما سُئِلَ عن صمته ووحدته، أجاب: إني لا أستطيع أن أكون مع الله والناس في وقت واحد.
 
+ ما أجمل قول الشيخ الروحاني: سَكِّتْ لسانك لكي يتكلَّم قلبك,  وسكت قلبك لكي يتكلم الله.
 
على أن الصمت يشمل أنواعًا كثيرة منها:
صمت اللسان، وصمت الحواس.  ذلك لأن الحواس إذا ما انشغلت ولم يضبطها الإنسان، فإنها تجلب للإنسان أفكارًا..  تعطله عن الصلاة والتأمل.  فالذي يريد أن يصمت بطريقة روحية، عليه أن يحفظ نظره وأذنيه وباقي حواسه..
 
كلمه أخيره :
 عن الفرق بين الصمت والسكوت، فالصمت: يتولد من الأدب والحكمة، والسكوت: يتولد من الخوف.
أنّ السّكوت يكون طوعًا واختيارًا؛ فإذا قلنا: «سَكَتَ فُلَانٌ»، فمعنى ذلك أنّه قادر على الكلام، ولكنّه أمسك عنه طائعًا مختارًا. أمّا الصّمت، فهو أمر مطلق؛ لأنّه يقال في الجماد، والجماد صامت بطبيعة الحال.
    وانت ماذا تقول عن الصمت؟؟
        يهمني رأيك...
المصادر:
- لويس صليبا: المؤلف كتاب سلسلة الصمت في التصوف... والأديان المقارنة: الصمت في المسيحية؛ مفهومه واختباراته في الإنجيل وكنائس المشرق والغرب والمؤلف لـ 50 كتب أخرى...أستاذ وباحث فـي علوم الأديان لا سيما الأديان المقارنة والدراسات الإسلامية والهندية.
 
- لويس صليبا: كتاب سلسلة الصمت في التصوف والأديان المقارنة الصمت في اليهودية تقاليده في التوراة والتلمود وعند النبي إيليا والحسيديم.
 
- كتاب كلمة منفعة - البابا شنوده الثالث .. بعض تداريب الصمت " 1) الإجابات المختصرة القصيرة 2) عدم الكلام في كل موضوع 3) البُعْد عن أخطاء اللسان 4) عدم البدء بالكلام إلا للضرورة".