بروفيسور دكتور طلعت مليك
بعد حُكم سوريا بعائلة الأسد الذي قد دام قرابة 54 سنة
اليوم :
استقالة بشار الأسد

ومصير سوريا الآن ـ فهل سيكون كما في ليبيا ـ أو السودان ـ أو  نظام إسلامي كما في أفغانستان ـ أو المثقفين السوريين الذين في الخارج سيعودون للحُكم في سوريا محل عائلة الأسد؟

بعد أن حكمت عائلته سوريا ـ قرابة 54  سنة، بالنار والحديد
وتهجير أكثر من 8 مليون لاجئ ومهاجر سوري ، عبر العالم بسبب هذه العائلة!

بشار الأسد ـ رفض جميع الاقتراحات الروسية ـ للخروج من أزمة سوريا ـ واختار الاستقالة ـ وطلب في ورقة استقالته  بتسليم سلمي للسلطة!

وكان ذلك بساعات قبل اجتماع وزراء خارجية روسيا ـ تركيا ـ إيران ـ

وانتظر مندوب  روسيا، أن يوافق الأسد على عدة اقتراحات لتقديمها في هذا اللقاء الذي بالطبع لم يتم ـ نظراً ـ لرفض بشار الأسد المقترحات التي كان يمكن تُخرِج ربما سوريا من الأزمة ـ  والتي قد فَضّلَ الرحيل واختياره الاستقالة!

بعدما قد تركه النظام الثوري الإيراني ـ وقوات حزب الله في لبنان ـ تركوا الأسد ـ البعض يقول تصفية حسابات بينهم والبعض يقول خيانة والبعض الأخر يقول إنهم فقدوا كل حيلة لهم ولم يعد لهم ما يستطيعوا فعله لإنقاذ صديقهم الأسد

يقال أن بشار الأسد متواجد ربما الآن، لدى عربان الإمارات ـ  وبعدها سيطير جمهورية روسيا البيضاء التي يحكمها الرئيس اليكسندر لوكاشينوكو. وبالطبع بشار الأسد لم يكن ملاكاً مع شعبه ـ بل كان ديكتاتوراً ـ وجاء بالحرس الثوري الإيراني لمساعدته في قمع شعبه ولا أحد ينسى أن نظام عائلة الأسد ـ قد احتل لبنان من عام 1976 وحتى عام 2005  ولم ينصلح الحال حتى بعد رحيل حافظ الأسد وتنصيب أبنه بشار في يوليو عام 2000 ـ فقد شرد أعداد رهيبة من اللبنانيين باستثناء طائفة الشيعة ـ بل والشخص المتهم الرئيسي بقتل رفيق الحريري  رئيس وزراء لبنان وزعيم طائفة السُنة في لبنان وكان ذلك  في فبراير 2005 ـ هو من رجل مخابرات وفعل ذلك بأمر من بشار الأسد، بحسب المحكمة الدولية ومحكمة لبنان العليا.  

والسؤال الآن ـ الكل مشغول بـ
مَن الذي بالفعل يستطيع أن يقفز على الحُكم في سوريا ـ
وهناك احتمالات كثيرة مثل:

ـ ضباط من بعض العلويين الذين كانوا على خلاف مع بشار وبعضهم متواجد بالمنفى ـ وبالطبع هم من غير الضباط العلويين المقربين لبشار الأسد
هل أعوان دويلة قطر من الإخوان المسلمين ـ عبر جبنة النُصرة ـ التي صرفت وانفقت عليها دويلة قطر ملايين من الدولارات
 المجموعة الجهادية المعروفة "بالجيش السوري الحُر ـ والتي كانت السعودية هي مرتبطة بعربان السعودية ولها مُفتي سعودي معروف بشراسته!

ـ  هل يمكن ان تكون هيئة تحرير الشام التي يرعاها شخصياً الرئيس التركي رجب أوردغان؟ وللإجابة على من يتوقع ذلك : كثيرون يستبعدون مجموعة هيئة تحرير الشام والتي على رأسها خبراء أتراك لا يعملون في العلن ولكن تركيا  ـ  تتبنى هذه المجموعة الإسلامية والتي كانت سابقا خليط من القاعدة وداعش  والتي قائدها الآن هو مطلوب للأمريكان مقابل عشرة ملايين من الدولارات والذي يحمل إسماً حركيا معروف بـ "الجولاني" ـ والخوف من هذه المجموعة الجهادية   من طرف كثيرون  من العربان ـ حيث هي هدفها كما اسمها ،  بتغيير أنظمة الحكم في بلاد الشام ـ كما يطلقون على هيئته بهيئة تحرير الشام ـ والشام الذي يتكون من الأردن وأجزاء من العراق ـ  ,ولبنان وأجزاء من السعودية وكامل الأردن بالإضافة لإسرائيل/فلسطين " وبالطبع كل هذه الدول لن توافق على ان تترك هيئة تحرير الشام لقيادة سوريا، خوفاً من أن يأتي دورها كذلك!

 ـ وربما أخرين من بين المجموعات الغير إسلامية المتواجدة في أوروبا، ـ  سواء  قد كانوا مِن المهاجرين أو اللاجئين وخاصة من  ضباط كبار في الجيش السوري أو مثقفين سوريين  متواجدين بأوروبا ـ وخاصة في فرنسا ـ ـ

والمعروف أن أوروبا والغرب ـ يعملون بكل شدة وانتباه حتى لا تتمكن مجموعة إسلامية جهادية من القفز على الحكم في سوريا مع علمهم بأن المجموعات الإسلامية ومنها المصنفة بالإرهابية عالمياً ـ لا يوجد بين هذه المجموعات وئام بل تنافر وحروب وصراع ـ بسبب أن لكل مجموعة مخابرات دول معينة وراءها ـ لذا النقطة المخيفة هنا، هي أن تدخل هذه المجموعات في حرب شرسة، مع بعضها البعض، ويتضرر منها الناس البسطاء والطيبين !

أصدقائي : ما يجب معرفته هو أن  المصير الحقيقي لسوريا ـ سيتحدد فقط بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للحُكم في عشرين يناير القادم.

وربّما  قد تكون هناك مفاجآت يمكن وصفها  بالخطيرة ـ قد تحدث مع مساء اليوم في دمشق ـ  وبالطبع نتمنى ألا تحدث ـ ونتمنى  الخير والسلام للجميع ـ وسنواصل الكتابة بالطبع  للمستجدات المهمة!

ـ ومن يرغب في عمل مشاركة لمقالتنا هذه ـ فليتفضل مشكوراً