ياسر أيوب
تابعت باهتمام ما يقوله ويكتبه الإنجليز أثناء المفاوضات الطويلة التى دارت بين ليفربول ومحمد صلاح بشأن تجديد التعاقد بين النادى والنجم.. ولم أجد من يطالب ليفربول باحترام كل ما قدمه صلاح للنادى منذ انضمامه فى ٢٠١٧..
وأن صلاح بعد كل هذه النجاحات والأهداف والأرقام القياسية كان ولا يزال يستحق من إدارة ليفربول معاملة أفضل وأرقى.. وأن صلاح رفض فى الماضى من أجل ليفربول عروضا ضخمة جاءت من أندية أوروبية وأمريكية وعربية، وبالتالى من حقه أن يستجيب ليفربول لمطالبه وشروطه..
ولم أجد فى المقابل من يلوم ويهاجم صلاح الذى لم يقم بتوقيع العقد الجديد على بياض ودون مطالب أو شروط امتنانا للنادى الذى صنع شهرته ونجاحاته.. أو يتهم صلاح بالجحود ونسيان ما قدمه له ليفربول ومن كان صلاح قبل أن يرتدى قميص ليفربول..
وكان من الواضح أن كرة القدم هناك ليست كمثلها هنا.. ففى بلادنا نحب رؤية كرة القدم بكثير جدا من رومانسية زائدة وأحيانا زائفة ومشاعر حقيقية وأحيانا كاذبة، ونتعامل مع عقود الاحتراف بين ناد ولاعب باعتبارها قصص غرام وهوى.. لكنها هناك ليست أكثر من منافع ومصالح متبادلة فيها احترام لحقوق الجميع بكثير جدا من الواقعية حتى إن بدت أحيانا شديدة القسوة والمرارة..
فقدم نادى ليفربول الكثير جدا من المال لصلاح ولم يكن ليستمر ذلك لولا أن ليفربول كان يربح ويستفيد من صلاح وموهبته الاستثنائية ونجاحاته الحقيقية والجميلة.. ولم يمنح ليفربول صلاح المال من باب الكرم والرغبة فى تأمين مستقبله وتوفير حياة أفضل له ولأسرته..
ولم يكن صلاح فى المقابل يلعب نتيجة عشق لليفربول وقميصه وشعاره وتاريخه ومكانته وجماهيره.. وهكذا استفاد كل طرف من الآخر.. ليفربول من المال الذى ينفقه وصلاح من الموهبة التى يملكها.. ولهذا لم يكن المال هو مشكلة تجديد التعاقد بين الاثنين..
لكن كان الخلاف الأكبر هو مدة العقد الجديد.. ليفربول أراده عقدا لمدة سنة واحدة فقط بعدما بلغ صلاح الثانية والثلاثين من العمر.. ويتبع ليفربول سياسة التعاقد لمدة سنة واحدة مع أى لاعب تجاوز الثلاثين من العمر.. وصلاح أراده عقدا لمدة ثلاث سنوات ليبقى مستقرا فى ليفربول المدينة والنادى.. وبعد رحلة مفاوضات طويلة وشاقة استخدم فيها كل طرف ما يملكه من أوراق اللعب..
ليفربول بنجوم جدد يمكن الاستعانة بهم وصلاح بحب وارتباط جماهير النادى به.. نجح الطرفان فى الوصول لحل وسط بتجديد التعاقد لمدة عامين.. واستثنى ليفربول صلاح من سياسته التعاقدية فقط لأنه يستحق ولا يزال متألقا قادرا على العطاء وصنع الانتصارات وتسجيل الأهداف وليس لأى سبب رومانسى آخر.
نقلا عن المصرى اليوم