( 1923- 1996 )

إعداد/ ماجد كامل
ميلاد ونشأته :
ولد "سليمان رزق فرج " في 23 يناير 1923 بمدينة طنطا ،  وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتى حصل على دبلوم التنجارة عام 1946 . ويروى عنه أنه كان محبا لحياة الوحدة والصلاة منذ حداثته ،كما كان شماسا طقسيا ملازما للمذبح والهيكل والمواظبة على حفظ وتسليم التسبحة والألحان  .

مجالات خدمته :
بدات خدمته فى مدارس الأحد ،كما خدم أيضا فى خدمة القرى ، وفي العمل الفردي حيث تمكن من قيادة حياة الكثيرين إلى التوبة .

بداية حياة التكريس :
بعد نياحة " الأخ عبد الملك " الخادم المكرس وأمين مكتبة مدارس الأحد بالجيزة عام 1950 ، أختير الاخ "سليمان رزق " ليكون هو الأمين المكرس محله ،وهكذا أستقال من وظيفته  ،وتكرس لخدمة الرب  ، وهو فى سن السابعة والعشرين من عمره ، معطيا كل وقته لله . ومن خلال حياة التكريس ، بدأ يهتم بالتعليم والافتقاد ،وتوزيع مناهج ودروس مدارس الأحد على الأقاليم وفروع الخدمة فى كل القطر المصري ، وفي الجيزة تعرف علي عدد من قيادة الخدمة بها مثل " القمص مكاري السرياني ( المتنيح الأنبا صموئيل فيما بعد ) ، القمص صليب سوريال كاهن كنيسة مارمرقس الجيزة ، المهندس ميشيل خليل بشاي ( المتنيح الأنبا دوماديوس مطران الجيزة ) ، المهندس يسى حنا ..... ألخ " .

بداية معرفته بالقمص مينا المتوحد :
بدأ الشماس "سليمان رزق "يتردد على كنيسة  مارمينا مصر القديمة ،حيث تعرف على الراهب القمص "مينا المتوحد " ( المتنيح القديس  البابا كيرلس السادس فيما بعد ) ، وكان يصدر مجلة باسم "ميناء الخلاص " ،وكان يشرف على تحريرها الراهب القمص مكاري السرياني ، ويتولى توزيعها الشماس "سليمان رزق " ، وهكذا تقرب كثيرا من القمص "مينا المتوحد " .

أختياره الشماس الخصوصي للبابا كيرلس السادس :
عندما صار  الرهب القمص "مينا المتوحد " هو البابا كيرلس السادس ،  أختار الشماس "سليمان رزق " ليكون هو التلميذ الخاص به ، وكان ذلك خلال شهر مايو 1959 .

بداية رهبنته في دير الشهيد العظيم مارمينا مريوط :
بعد أن ترك الراهب القمص "متياس السرياني "  أمانة الدير ليصير نيافة الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة ، قرر الشماس "سليمان رزق " الرهبنة في دير مارمينا ،وكان ذلك بتاريخ 2 سبتمبر 1964 ، ليصير الراهب " مينا آفا مينا " .

رسامته قسا على الدير :
فى 13 يونيو 1965 ، نال نعمة الكهنوت وعين أمينا على الدير .

انتدابه وكيلا للبطريكية في الإسكندرية :
فى نفس العام ، أنتدبه البابا كيرلس السادس ، ليكون وكيلا للبطريركية بالإسكندرية ، وهناك أعطى دفعة كبيرة للخدمة فى الإسكندرية ، فعمل بكل همة ونشاط مع المتنيح القمص بيشوي كامل والقمص تادرس يعقوب ملطي والقس يوحنا حنين والقس مينا إسكندر وغيرهم فى توحيد وتكامل للخدمة وتعاونها مع اللجنة العليا وفروع مدارس الأحد الأخرى ، وظل يحمل هذه الأمانة حتى عام 1972 ، حيث أراد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث سيامته أسقفا على دمياط خلفا للمتنيح الأنبا أندراوس ، لكنه رفض وطلب العودة إلى دير مارمينا .

أهم إنجازته فى فترة رئاسته للدير :
 ولقد تميزت فترة رئاسته للدير بأمرين ، الأمر الأول هو التعمير ، والأمر الثاني هو الأبوة الروحية . فلقد كثرت فيه الأبنية ، إلى جانب الاهتمام بالتعمير الزراعي ، وصناعة الأباركة ، والأيقونات ، مع إدخال مياه الشرب النظيفة إلى الدير ، بعد أن كان يحمل إليه على جرارات من مزارع بهيج  ،كما حدثت نمو فى عدد الرهبان ،  ولقد حرص على وضع قواعد روحية لهم يسيرون عليها ، منها المواظبة على صلاة نص الليل ، وصلاة الغروب ، وحضور التسبحة ، والإنصات إلى كتاب بستان الرهبان أثناء الطعام ، وندرة رسامتهم للدرجات الكهنوتية ، والإقلال من نزولهم إلى العالم  إلا للضرورة القصوى ، كما حرص على هدوء الدير ، فمنع الزيارت نهائيا أثناء فترة الأصوام الكبيرة .

رسامته أسقفا على الدير :
قام المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث ، بسيامته أسقفا على الدير في 25 مايو 1980 .

إلباسه الأسكيم المقدس :
في 31 يناير  1996 ، وأثناء الاحتفال بعيد القديس العظيم الأنبا  أنطونيوس أب جميع الرهبان ، قام المتنيح البابا شنودة الثالث بإلباسه الأسكيم المقدس .

 فضائله :
1-كان إنسانا ناسكا ، يحفظ الصوم حتى فى فترات مرضه ، وفى مرضه كان يصر على الوقوف للصلاة  .
2-كان مدققا فى الطقس الكنسي .
3-كان شفوقا جدا على الناس ، كريما في عطائه ،محتفظا بسلامه الداخلي أثناء مرضه ، وعلى الرغم من علمه بسوء حالته الصحية ، التي كانت تزداد سوءا في السنوات الأخيرة . لم يسمح لنفسه أن يقصر فى عبادته بسبب مرضه .
4-كان إنسانا متواضعا ، لا يأنف من إداء أي عمل من أعمال الدير  .
5-كثير من أبنائه في الاعتراف صاروا  آباء أساقفة وكهنة .

مرضه الأخير ونياحته :
رقد فى الرب في 11 ديسمبر 1996 بعد كفاح طويل مع المرض في احتمال عجيب عن عمر يناهز 74 عاما ،قضى منها أكثر من 32 راهبا ، وأكثر من 16 سنة أسقفا ، و46 سنة منذ تكريسه للخدمة .

مراجع المقالة :
1-قداسة البابا شنودة الثالث : سيرة حياة الحبر  الجليل الأنبا مينا آفا  مينا أول أسقف ورئيس لدير الشهيد العظيم مارمينا العجائبي بمريوط .
2-القمص صليب سوريال :  أحداث كنسية عشتها وعايشتها بنفسي  ،  موقع الكنوز القبطية Coptic Treasures ،  صفحتي 85 و86 .
3-سينوت دلوار شنودة : رواد مدارس الأحد في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، لجنة التاريخ القبطي  ، بطريركية الأقباط الأرثوذكس ، الجزء الأول ، صفحتي 134 و135 .
4-مينا بديع عبد الملك : أعمال الآباء  بطاركة وأساقفة القرن العشرين ، مطبوعات جمعية مارمينا العجايبي بالإسكندرية ، الطبعة الأولى ، 2004 ، الصفحات من 149- 152 .