ياسر أيوب
لم يكن الإسبانى مارك كوكوريا أول لاعب كرة قدم يرتكب أخطاء أثناء اللعب.. فقد سبقه كثيرون وتوالت أخطاؤهم.. أخطاء فادحة وفاضحة أنهت مسيرة أصحابها وتغيرت بسببها نتائج وحسابات.. وأخطاء أخرى لم تكن مؤثرة وكان من السهل تجاوزها.. لكن لا يمكن نسيان كل الأخطاء أيا كان نوعها وحجمها.. فالعالم اليوم سواء كان كرويًا أو غير كروى لم يعد يملك القدرة على أى تسامح أو غفران وقد ينسى كل شىء إلا أخطاء أى أحد.. وبالتأكيد يدرك كوكوريا هذه الحقيقة ويعرف أن أحدا لن ينسى ما جرى فى مباراة تشيلسى وتوتنهام فى الدورى الإنجليزى منذ أيام.. فكوكوريا يلعب لنادى تشيلسى وانزلق فى الدقيقة الخامسة ليخطف توتنهام الكرة ويسجل هدفه الأول.
وعاد كوكوريا لينزلق ويتعثر مرة أخرى فى الدقيقة الحادية عشرة ليسجل توتنهام هدفه الثانى.. ورغم أن تشيلسى أحرز بعد ذلك ثلاثة أهداف وفاز فى النهاية بالمباراة.. لكن لن ينسى جمهور تشيلسى الهدفين اللذين كانا بسبب كوكوريا الذى أراد الاعتذار عنهما فقام بإلقاء حذائه الذى لعب به فى صندوق قمامة.. وقام كوكوريا بتصوير ذلك عبر السوشيال ميديا لضمان أن يصل اعتذاره للجميع.
ولم يعرف أحد هل كانت صورة الحذاء فى صندوق القمامة اعتذارا أم محاولة للتلميح بأن الحذاء كان السبب.. وهو ما أزعج وأغضب شركة بوما صانعة الحذاء التى طلبت كوكوريا بحذف الصورة وإلا ستقاضيه بتهمه تشويه أحد أحذيتها.. واضطر كوكوريا بالفعل لحذف الصورة بعدما أدرك أن الشركة الألمانية الكبرى لن تقبل أو تتسامح مع هذه الإساءة حتى لو لم تكن غير مقصودة.. ويبقى حارس المرمى البرازيلى مواسي باربوسا صاحب أكبر وأشهر حكاية عن لاعبى الكرة حين يخطئون ويظلون يدفعون ثمن أخطائهم دون أن يسامحهم الناس.. فبعد نجاحه مع نادى فاسكو دا جاما وإثبات موهبته كحارس مرمى تم ضمه للمنتخب البرازيلى
وفى مونديال 1950 الذى استضافته البرازيل وتأهلت فيه للمباراة النهائية بأمل الفوز على أوروجواى لتنال أول كأس عالم فى تاريخها.. وبعد تعادل المنتخبين بهدف لكل منهما.. أخطأ باربوسا فى صد كرة أصبحت هدف الفوز لأوروجواى لتخسر البرازيل فرحتها وحلمها.. ولم تسامح البرازيل باربوسا مطلقا على هذا الخطأ.. فلم يلعب بعد ذلك واضطر للعيش وحيدا حزينا ومعزولا عن الناس.. وتحدث عن ذلك بإحساس الانكسار والمرارة قائلا إن أقصى عقوبة برازيلية لأكبر الجرائم هى السجن ثلاثين عاما.. لكنه عوقب بالعزلة خمسين عامًا حيث لا أحد يريد أن يراه أو يحادثه.. وحتى الذين ولدوا بعد مونديال ١٩٥٠ ولم يشاهدوا خطأ باربوسا ظلوا يشيرون إليه ويتناقلون حكايته ويسخرون منه.
نقلا عن المصرى اليوم