باسر أيوب

يتوقع الأمريكيون أن تحظى مباراة الافتتاح بين أنتر ميامى والأهلى ثم مباراة الختام بأعلى نسبة مشاهدة من بين مباريات البطولة الأولى لكأس العالم للأندية التى ستبدأ يونيو المقبل فى الولايات المتحدة.. لكن تبقى مباراة أخرى قد لا ينتبه لها كثيرون ويدركون أنها أكثر مباريات البطولة قربا للدراما وليست مجرد مبارة لكرة القدم.. ففى ١٥ يونيو ٢٠٢٥ وفى مدينة سينسيناتى بولاية أوهايو.

 

سيلعب نادى بايرن ميونيخ أمام أوكلاند سيتى.. والدراما فى هذه المباراة ليس سببها أنها مباراة بين ناد ألمانى وأحد أقوى وأشهر اندية العالم وناد يكاد لا يتابعه أحد خارج نيوزيلندا وأوقيانوسيا.. بين ناد تأسس فى مدينة ميونخ ١٩٠٠ وناد تأسس فى مدينة أوكلاند ٢٠٠٤.. لكن الدراما الحقيقية هى أن العملاق الكروى الألمانى سيواجه فى هذه المبارة ناديا كل لاعبيه هواه.

 

النادى الوحيد فى هذه البطولة المقبلة الذى لا يضم لاعبين محترفين أو حتى متفرغين لكرة القدم.. ويضطر كل لاعبى الفريق للالتحاق بوظائف مختلفة للإنفاق على انفسهم وعائلاتهم لأن كرة القدم لا تساعدهم على ذلك.. موظفون ومهندسون وعمال ومدرسون فى الصباح ليبقى المشترك الوحيد بينهم أنهم فى المساء يلعبون كرة القدم معا فى فريق واحد اسمه أوكلاند سيتى.

 

واختصر رايان دى فريس لاعب الفريق كثيرا من كلام عن هذا الفريق حين قال أن أحد أسباب سعادته هو وزملاؤه فى الفريق بالمشاركة فى بطولة كأس العالم المقبلة للأندية هو أنهم سيقضون فترة طويلة ليسوا مضطرين خلالها للذهاب للعمل وسيكتفون فقط بكرة القدم.. ورغم ذلك فازوا ببطولة نيوزيلندا ١٢ مرة وأصبحوا أقوى ناد فى شبه قارة أوقيانوسيا وفاز ببطولة دورى أنديتها سبع مرات متتالية ليصبح النادى الوحيد فى العالم الذى فاز بسبع بطولات قارية متتالية.. وباعتباره بطل أوقيانوسيا أصبح ضيفا دائمًا على بطولة كأس العالم للأندية بنظامها القديم وسبق له أن فاز بالمركز الثالث فى ٢٠١٤.

 

 

وحين سمح الفيفا للأندية المشاركة فى البطولة المقبلة بالاستعارة المؤقتة.. بادرت أندية نيوزيلندا بإعلان موافقتها على إعارة من يريدهم أوكلاند سيتى أو يحتاجهم من لاعبيها.. لكن المشكلة هى هل ستتحمل ميزانية نادى للهواة أجور هؤلاء المحترفين أم لا.. ومن أجل ذلك بات هناك من ينتظر ليرى كيف سيواجه هؤلاء الهواة نادى بايرن ميونيخ بكل نجومه ومكانته وتاريخه والذى تجاوزت إيراداته هذا العام المليار يورو.. ويرى مسؤولو ولاعبو أوكلاند سيتى أنه من الممكن أن يفوزوا على بايرن ميونخ أو بنفيكا أو بوكا جونيورز لتتكرر مفاجأة مونديال ١٩٥٠ حين فاز منتخب أمريكى يضم عمالًا وموظفين هواة على المنتخب الإنجليزى بكل نجومه المحترفين الكبار.

نقلا عن المصرى اليوم