محرر الأقباط متحدون
"السلام والرجاء: هاتان هما نغمتا النشيد الذي أشجعكم على أن تملأوا به طرقات العالم، لكي تسلّموه إلى الأجيال القادمة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى منظمي وفناني حفل عيد الميلاد

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في القصر الرسولي بالفاتيكان منظمي وفناني حفل عيد الميلاد وللمناسبة وجه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أود أن أتأمل معكم باختصار حول قيمتين مهمتين، أعتقد أنكم قادرون على تقديم مساهمة ثمينة بشأنهما: السلام والرجاء.

تابع البابا فرنسيس يقول أولًا: السلام. من الجميل أن نتذكر هنا معكم، أيها الفنانون والموسيقيون، أنه عند ولادة يسوع، في صمت الليل، ملأ نشيد السلام الذي أنشده " جمهور الجند السماويين" السماء والأرض بالفرح. وهكذا هو الحال: فالموسيقى، إذ تخاطب قلب الإنسان بطريقة خاصة ومباشرة، تمتلك قدرة عظيمة على خلق الوحدة وتعزيز الشركة. لذلك، أدعوكم لكي تكونوا أنتم أيضًا "ملائكة سلام"، وتستثمروا قدر الإمكان مواهبكم، بفنكم وبحياتكم أينما ذهبتم، في تعزيز ثقافة الأخوّة وثقافة المصالحة، التي نحن اليوم في أمسّ الحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى!

ثانيًا، أضاف الأب الأقدس يقول الرجاء. لقد أعجبتني فكرة تخصيص حفل اليوم لهذا الموضوع، الذي يشكل محور شهاداتكم الفنية والتضامنية، لا سيما دعمًا للمرسلين الساليزيان، الذين يعملون في جميع أنحاء العالم مع الشباب. وهذا الأمر يضعكم في تناغم مع مسيرة الكنيسة كلها نحو اليوبيل: "حجاج الرجاء". إن عيد الميلاد يذكّرنا أن الرجاء هو أولًا وقبل كل شيء عطية من الله، وأنه "يتأسس على الإيمان ويتغذى بالمحبة"؛ ولهذا، يحتاج الرجاء من جهة إلى أن يتجذر في أرض الشركة الخصبة مع الرب، ومن جهة أخرى إلى أن ينمو ويزهر في خيارات حب ملموسة، لكي يمتلئ الحاضر بالمعنى، وتُفتح آفاق جديدة نحو المستقبل.

تابع الأب الأقدس يقول السلام والرجاء: هاتان هما نغمتا النشيد الذي أشجعكم على أن تملأوا به طرقات العالم، لكي تسلّموه إلى الأجيال القادمة. هناك الكثير من الأشخاص الذين ينتظرون منكم عطيّة في هذا المعنى. وأفكر، بشكل خاص، في الشباب المشاركين في الـ "Christmas Contest"، الذين ترافقونهم اليوم على المسرح، ببادرة تعبّر عن ميثاق فضيل وسليم بين الأجيال.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الأصدقاء، إن العالم والكنيسة في حاجة ماسة إلى مواهبكم، وإبداعكم المثالي، ويحتاجان إلى قدرتكم على بذل ذواتكم، وشغفكم من أجل العدالة والأخوَّة. لذلك أستمطر عليكم وعلى أحبائكم وفرة بركات الرب، متمنيًا لكم حفلًا جميلًا وميلادًا مجيدًا! ومن فضلكم، لا تنسوا أن تصلّوا من أجلي. شكرًا لكم.