محرر الأقباط متحدون
أحيا البابا فرنسيس يوم أمس الجمعة الذكرى السنوية الخامسة والخمسين لسيامته الكهنوتية والتي تمت في العام ١٩٦٩. وقد توج بهذه الطريقة مشروعاً بدأ عندما كان في السابعة عشر وعاش خبرة عميقة للقائه مع الله خلال ممارسة سر الاعتراف.

الدعوة إلى الحياة الكهنوتية حملت خورخي برغوليو على اختيار السيامة على يد رئيس أساقفة قُرطبة المطران رامون خوسيه كاستيلانو، في الثالث عشر من كانون الأول ديسمبر ١٩٦٩، وقد تكون هذه الخبرة الحميمة الأعز على قلب البابا فرنسيس وما تزال تؤثر به لغاية اليوم، على الرغم من مرور أكثر من خمسة عقود.

بدأ البابا إذا مشواره هذا عندما كان تلميذا في السابعة عشرة من العمر، ويقول إنه في أحد الأيام توجه للاعتراف في رعيته واختبر علاقة مباشرة وعميقة مع الله. وفي العديد من الكتابات والمقابلات التي أجريت معه قبل أن يصبح حبراً أعظم شبه برغوليو هذا الاختيار الذي عاشه بلوحة "دعوة القديس متى" للرسام الإيطالي كارافادجيو، وقال إنها من أعز التحف الفنية على قلبه. وهو يجب أن يتوقف أمام هذا العمل ليتأمل فيه، وفي ما يرمز إليه والمعاني المخبأة وراء لعبة الأنور والظلال. وهو يعتبر أن الإصبع الذي وجهه يسوع نحو القديس متى، عندما دعاه، شبيه إلى حد بعيد بإصبع الله الآب الموجه نحو آدم، في لوحة الخلق للرسام مايكل أنجيلو، وهو يرمز إلى النعمة وإمكانية التخلي عن حياة مثقلة بالخطية واختبار الولادة الجديدة، وهذا يحصل من خلال رحمة الله.

يشعر فرنسيس بأن هذا الإصبع موجه نحوه هو، وكأنه القديس متى، كما قال في مقابلة أجراها معه الأب سبادارو في أغسطس آب من العام ٢٠١٣، بعد أشهر معدودة على انتخابه، متحدثا عن بعض أبعاد حياته الشخصية. ويروي البابا أنه اختبر علاقته مع الله والدعوة إلى الحياة الكهنوتية في الحادي والعشرين من أيلول سبتمبر ١٩٥٣، يوم عيد القديس متى. وفي ذلك اليوم اعترف في الرعية لدى كاهن لم يكن يعرفه.

يقول البابا إنه في ذلك اليوم لقي شخصا ينتظره، بعد أن شعر بالحاجة إلى الاعتراف. وبعد ذلك يروي أنه شعر بشيء ما تغيّر بداخله، وسمع صوتاً يخاطبه، وشعر بالدعوة إلى الحياة الكهنوتية وقرر أن يصبح كاهناً. عن عمر واحد وعشرين عاماً دخل المعهد الإكليريكي وبعد إحدى عشرة سنة، نال السيامة الكهنوتية في كانون الأول ديسمبر ١٩٦٩.