ياسر أيوب
من أكثر الكتب نجاحًا واحترامًا ورواجًا عالميًا فى عام ٢٠٢٤ الذى يوشك على الرحيل.. كتاب قامت بتأليفه الأفغانية خالدة بوبال التى أرادت أن تروى حكايتها الشخصية مع كرة القدم وجماعة طالبان.. لكنها اكتشفت حين اكتملت أوراقها أنها لم تكتب حكايتها فقط.. لكنها كانت حكايات لاعبات الكرة فى أفغانستان مع القهر والمعاناة والحلم بالحرية وانتظارها.
ولهذا اختارت خالدة لكتابها عنوانا يختصر الكثير من التفاصيل هو زميلاتى الجميلات.. وحين صدر الكتاب هذا العام.. لم يقرأه أحد باعتباره حكاية شخصية لصاحبته إنما حكاية كثيرات كانت جريمتهن الوحيدة هى حب كرة القدم فى بلد أصبح لا يعرف الحب ولم يعد يسمح للفتيات بلعب كرة القدم.. ولم يكن هناك أفضل من خديحة لتروى هذه الحكاية.. فحين كبرت خديجة فى كابول.. أحبت كرة القدم وبدأت تلعبها بتشجيع من أمها مدرسة التربية الرياضية.
وعلى الرغم من تجريم طالبان لعب الفتيات كرة القدم.. لم تستسلم خديجة وظلت تلعب سرا وشجعت فتيات كثيرات على اللعب رغم التهديدات التى بدأت تلاحقها وظلت قائمة حتى بعد انتهاء حكم طالبان فى ٢٠٠١.. ونجحت خديجة فى ٢٠٠٧ فى تأسيس أول دورى وأول منتخب كروى نسائى أفغانى.. واضطرت خديجة حين زادت تهديدات القتل والإيذاء للهرب فى ٢٠١١ من أفغانستان للهند ثم النرويج ثم الدنمارك حيث أقامت طويلا فى معسكر للاجئات قبل أن تنال حق الإقامة واللعب لأحد الأندية المحلية.. ومنعتها إصابة قاسية من استمرار اللعب لكن ليس من استمرار الدفاع عن حق فتيات بلدها فى اللعب.. فحين عادت طالبان لحكم أفغانستان فى ٢٠٢١.
عادت معها القضبان والقيود والموانع والتهديدات والعقوبات.. ومن كتاب خالدة بوبال وأيضا شهادة فريبا رضاى الأفغانية أيضا التى وصفت ما يجرى للاعبات فى بلدها بأنها الجريمة الرياضية الأكبر فى القرن الحادى والعشرين.. فلم يعد مسموحا لأى فتاة أو امرأة أفغانية بممارسة أى رياضة وخصوصا كرة القدم.. وبدأ رجال طالبان يفتشون عمن كن يمارسن الرياضة قبل وصول الجماعة للحكم ومعاقبتهن سواء بالضرب وحتى القتل.. وبدأت اللاعبات فى أفغانستان يحذفن أى إشارة لنشاطهن الرياضى على صفحاتهن عبر السوشيال ميديا.. وحذف أى صور لهن أثناء ممارسة الرياضة.. وبدأ الخوف من جيران وأصدقاء وأقارب قد يفشون أسرارا قاتلة تخص هؤلاء اللاعبات وألعابهن.. وكانت هناك من فقدن حريتهن أو حياتهن بعدما تبين أنهن كن لاعبات فى الأندية والمنتخبات الأفغانية.. وهربت لاعبات كثيرات إلى باكستان وإيران ونجحت بعضهن فى نيل حق اللجوء السياسى فى بلدان أوروبا للهرب من الأذى والعقاب والموت.. ولا تزال الجريمة الرياضية مستمرة.
نقلا عن المصرى اليوم