حمدي رزق
فيديو ذو دلالة يلف الفضاء الإلكترونى، يظهر فيه مقاتل من «Ù‡ÙŠØ¦Ø© تحرير الشام» على منصة احتفالية، يخطب فى جمع من الناس وهو منتشٍ بـ«ÙØªØ­ دمشق»ØŒ وأخذته الحماسة، فغمز فى قناة أمريكا ببضع كلمات، لم يُكمل جملته الفارغة، تم إسكاته من فوره، وسحبه عنوة، وعاد ليروى قصته مَلُومًا محسورًا.

لا تذكر أمريكا بسوء، وذكر إسرائيل بات من المحرمات فى أدبيات «Ø«ÙˆØ±Ø© الجولانى»ØŒ راجع تصريحات «Ø£Ø­Ù…د الشرع»ØŒ القائد العام للإدارة السورية الجديدة، والملقب بـ«Ø£Ø¨ÙˆÙ…حمد الجولانى»ØŒ لـ«ØªÙ„يفزيون سوريا»ØŒ بشأن إسرائيل، بعضمة لسانه: «Ù„سنا بصدد الخوض فى صراع مع إسرائيل»!!.

ما فاه به الجولانى التطبيق الحرفى لنظرية «Ø§Ù„عدو البعيد.. العدو القريب»ØŒ وخلاصتها البدء بقتال العدو القريب (الأنظمة الحاكمة) قبل العدو البعيد، (إسرائيل ومَن خلفها)ØŒ مؤجل إلى حين، حتى إشعار آخر، وحتى إيران الشيعية حليفة الأسد العلوى، قال الشرع فيما قال تليفزيونيًّا: «Ù„يست لدينا عداوات مع المجتمع الإيرانى»!.

ما قرره الشرع وألزم به مقاتليه قسرًا عكس نظرية «Ø§Ù„أب الروحى» لتنظيم القاعدة «Ø£Ø³Ø§Ù…Ø© بن لادن»ØŒ فى الاتجاه العكسى لمشروع المقبور، كان محاربة الولايات المتحدة أولًا وبالتبعية إسرائيل (العدو البعيد)ØŒ وكان يعتقد جازمًا: «Ø¥Ù† أمريكا هى سبب مصائب المسلمين».

عكسه تمامًا يسير الجولانى، يبدو تعلم الدرس فى الأقبية الاستخباراتية، ونظريته المعتمدة فى «Ù‡ÙŠØ¦Ø© تحرير الشام»ØŒ الامتناع عن القتال ضد العدو البعيد (إسرائيل ومن خلفها)ØŒ فالعدو القريب (الأسد) الذى عطل الجهاد أَوْلَى بالجهاد من العدو البعيد، إسرائيل لاتزال بعيدة عن أولويات الشرع الثورى.

الشرع فى طريق التطبيع نكوصًا عن القواعد الجهادية الحاكمة التى سكها الأب الروحى (بن لادن)ØŒ يفضل الشرع تركيز المواجهة مع العدو القريب داخليًّا، تاركًا العدو البعيد يدمر مقدرات الدولة السورية العسكرية وبنيتها التحتية. بالمناسبة، العدو البعيد صار قريبًا على تخوم دمشق، ونقض معاهدة فض الاشتباك، وتوغل فى عمق الأراضى السورية، وينتوى قضاء الشتاء فوق «Ø¬Ø¨Ù„ الشيخ».

من تجليات هذه الفكرة التطبيعية قبول واستجداء الدعم الأمريكى/ الغربى، مكافأة على إسقاط نظام الأسد استغلالًا وتنفيذًا لرغبة أمريكية إسرائيلية مزمنة، وتاليًا تثبيت أركان «Ø¯ÙˆÙ„Ø© الخلافة» الجامحة، وتبديد الشكوك حول أى مواجهة مستقبلية مع إسرائيل «Ø§Ù„عدو البعيد».

خلاصته، لم تعد مواجهة «Ø§Ù„عدو البعيد» على أجندة الجولانى، كما وجَّه أتباعه فى رسائله الأخيرة، وذهب يطلب العفو والسماح، ورفع اسمه وصورته من قوائم الإرهاب الدولى، والاعتراف بدولة الخلافة، وسيترشح تاليًا رئيسًا بمباركة تركية/ أمريكية.

يبدو أن «Ø§Ù„عدو البعيد جدًّا فى البيت الأبيض» يتمنى أن يرى «Ø§Ù„جولانى» قريبًا فى «ØªÙ„ أبيب» لتوقيع معاهدة سلام مع العدو البعيد/ القريب (إسرائيل).
نقلا عن المصرى اليوم