د. أمير فهمي زخارى.

تبدأ الحدوته سنة 1941 لما القس ابراهيم سعيد قدر يجمع تبرعات لبناء كنيسة فى قصر كان موجود وبيطل على ميدان الإسماعيلية او ميدان التحرير حاليا، القس ابراهيم سعيد علشان يبنى الكنيسة كان محتاج انه يستصدر امر من الملك فاروق، المهم كان المعلم الخاص للملك فاروق اسمه أحمد حسنين... 
 
واحمد حسنين كان عايش فى إنجلترا فى بيت واحد من كبار الكنيسة الانجيلية وهو بيت القس ألكسندر وايت الواعظ العظيم وكاتب العديد من الكتب عن شخصيات الكتاب المقدس. 
 
وعندما توفى الدكتور وايت قررت زوجتــه أن تسافر في رحلة سياحية حول العالم. 
 
وفي مصر، اصطحبها معلم الملك أحمد حسنين باشا لمقابلة القس ابراهيم سعيد الذي رحب بها. 
 
ومن باب حسن المعاملة سأل أحمد حسنين باشا القس ابراهيم سعيد إن كان يمكن أن يساعده في شيء من الملك قبل سفرها.
 
فطلب القس إبراهيم سعيد من أحمد حسنين باشا ان الست دى ما تمشيش غير لما تشوف أمر الموافقة على بناء الكنيسة دى (حين كان غير مصرحاً ببناء الكنائس في أي مكان في مصر بدون توقيع شخصي من الملك أو رئيس الجمهورية) ... 
 
وتمت الموافقة من الملك فاروق ووضع حجر الأساس في ديسمبر 1947 لكنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية واكتمل البناء سنة 1950.
 
وكان القس إبراهيم سعيد الراعي الأول للكنيسة منذ تأسيسها سنه 1947 حتى انتقاله للمجد سنه 1970، 
 
(ا.د. مفيد ابراهيم سعيد الذى رحل الى المجد هو ابن القس ابراهيم سعيد).
 
وفى مرة عدى الملك فاروق من الميدان وشاف كنيسة بتطل على أكبر ميادين مصر تقريبا وكان موضوع الخلافة الإسلامية فى دماغ فاروق فأتضايق فاروق ومن هنا قرر انه يحجب الكنيسة تماما بمجمع حكومي كانت الدولة محتاجة ليه فى الوقت ده واتكلف حوالي 2 مليون جنيه سنة 1951، حيث كان وقتها يتمنى أن يصبح خليفة المسلمين بعد انتهاء الخلافة فى تركيا سنة 1923 , فأصدر الملك أوامره بألا ترتفع منارة الكنيسة أكثر مما كانت عليه، وأمر ببناء مبنى حكومي ضخم وهو مبنى مجمع التحرير حاليا, لكى يخفى الصليب، فضلاً عن بناء جامع جديد وهو جامع عمر مكرم حاليا  فى الركن الآخر من الميدان فى يوليو 1952, وزار الرئيس محمد نجيب الكنيسة في عيد القيامة سنة 1955 ووقتها رحب به القس إبراهيم سعيد.
 
وأثناء زيارة جمال عبد الناصر للكنيسة سنة 1955 قال القس ابراهيم سعيد لجمال عبد الناصر ان " الملك فاروق ما طاقش انه يشوف صليب فى ميدان التحرير فسافر على ايطاليا عشان ما يشوفش غير صلبان".....
 
وتم انتخاب القس منيس عبد النور راعيًا للكنيسة في اكتوبر 1975 وتم تنصيبه في 22 مايو 1976.
وأمتدت خدمة الكنيسة خارج القاهرة في وادي النطرون في مساحة اكتر من ١٠٠ فدان أقيم في جزء منها مستشفى الحرية لعلاج الإدمان، ويستخدم الجزء الأكبر منها مقرا لمؤتمرات الكنيسة.
 
وطلب ق. منيس التقاعد من المجلس الموقر وقد وافق المجلس على شرط أن يبقي راعياً إكرامياً مدي الحياة، وأن يظل في مكتبه ومنزله، وتم التقاعد في حفل كريم بالكنيسة عام 2008، ثم سلم الشعلة للقس سامح موريس.
 
انتقل الراعي والآب ق. منيس عبد النور إلي المجد يوم 14/9 وودعته الكنيسة مع الأحباء جميعاً يوم 15/9/2015.
 
وسار د. ق. سامح موريس بعد ذلك بالكنيسة خطوات كبيره، فقد درب القس سامح وأرسل القوافل الكرازية لجهات متعددة في مصر وخارجها، كما أضاف لوادي النطرون مبني الاستاد الذي يسع حوالي ٨٠٠٠ شخصا للنهضات العامة او أيام الصلاة للكنيسة عامة والمعسكرات الرياضية. 
قبل أن اختم المقال أحب أعرفكم لماذا سميت الكنيسة بكنيسه قصر الدوبارة....
 
في جاردن سيتي كان أشهر ما فيها قصر الدوبارة، وهو مقر المندوب السامي البريطاني...
 
ويعود القصر للأميرة أمينة بنت إلهامي بن عباس حلمي الأول وهي زوجة الخديوي توفيق بن إسماعيل ووالدة عباس حلمي الثاني..
 
وفي منتصف الأربعينيات بيعت منقولات قصر الدوبارة في مزاد علني وبعد هدم القصر قسمت أرضه فبنيت عليها عمارتا إيزيس وأوزوريس في الجزء الجنوبي من الأرض، وتم بناء فندق شبرد على جزء من أرض هذا القصر في الواجهة المطلة على النيل، كما أُنشئ مبنى لوزارة الصناعة شرقي الفندق، كما تم بناء الكنيسة الإنجيلية المعروفة بكنيسة قصر الدوبارة على أرض حديقة القصر لذلك سميت كنيسه قصر الدوبارة.
 
كما تغير اسم الميدان من ميدان إلهامي باشا إلى ميدان سيمون بوليفار وهو محرر أمريكا الجنوبية وله تمثال يتوسط الميدان.
 
طيب ايه تفسيرات السبب في اشتهار القصر بلقب قصر الدوبارة.... أنا أقولك السبب..
 
هو أسم ينم عن السخرية والسلبية والاستهزاء، أطلقه المصريين الساخطين والغاضبين من الاحتلال الإنجليزى.. فقد ارتبط الاسم " القصر كان مقر اللورد كرومر", وهو أسم يصور الحاكم المصري في هذا الوقت وكأنه شيء مربوط ومقيد بدوباره ويتم التحكم به عن بعد بواسطة المندوب السامي البريطاني...
 
منذ ذالك الحين وتلاشت من الأذهان باقي المسميات وظل الأسم الباقي هو الدوبارة...
هذه هى حكاية كنيسه قصر الدوبارة ... والى اللقاء في مقال جديد وثقافة المعرفه.... تحياتي.
 
هذا المقال مأخوذ من مصادر كثيره موثقه... ومن شخصيات على قيد الحياه وعاصرت تلك الأحداث... ولا يفوتني تقديم الشكر  للاخت الفاضله ناديه إبراهيم سعيد نجله جناب القس إبراهيم سعيد على تواصلها معى من الخارج بعد قراءتها للمقال ... والشكر موصول لكل من شارك بالتعليق ...