ياسر أيوب
الجدل الذى شهده نادى الجزيرة مؤخرًا بشأن صوت النادى ولمَن كان فى الانتخابات الأخيرة لاتحاد التنس ليس قضية رياضية تخص نادى الجزيرة وإدارته وأعضاءه وحدهم.. أو اتحاد التنس ومرشحيه وانتخاباته فقط.. لكنها قضية كل الأندية وأعضائها وكل الاتحادات الرياضية وانتخاباتها.. فليس أعضاء نادى الجزيرة وحدهم الذين لا يعرفون لمَن كان صوت ناديهم فى أى من انتخابات الاتحادات التى جرت مؤخرًا.. إنما لا يعرف أيضًا أعضاء كل الأندية بلا استثناء مَن الذين اختارهم ناديهم فى انتخابات الاتحادات الأخيرة لأى اتحاد وفى أى انتخابات سابقة.. فهو نظام مصرى رياضى قديم ودائم يمنح مجلس إدارة كل نادٍ رياضى الحق فى سرية الاختيار وعدم تفسير القرار..
ووفقًا للدستور والقانون والمنطق، فإن سرية التصويت حق لكل مصرى حين يقوم بالإدلاء بصوته فى أى انتخابات رئاسية أو برلمانية أو نقابية أو محلية أو اختيار مجلس إدارة لنادٍ رياضى أو شركة وهيئة ومؤسسة.. ففى تلك الانتخابات كلها لا يمثل هذا المصرى إلا نفسه.. وهو حر فيما يراه ويختاره ويقتنع به، وليس من حق أى أحد أن يناقشه أو يراجعه أو حتى يعرف اختياره وقراره.. لكن اختيار أى نادٍ للمرشحين فى انتخابات أى اتحاد رياضى هو أمر مختلف تمامًا.. لأن الذى يقوم بالتصويت لا يمثل نفسه وليس حرًّا فى اختياراته استنادًا إلى صداقة أو هوى شخصى أو مصلحة.. لكنه يختار بالنيابة عن مئات أو آلاف من أعضاء ناديه حسب النادى الذى يمثله.. ولا أقصد مشاركة الأعضاء فى الاختيار وإلا تحول الأمر إلى عبث وفوضى، لكنه حق لأعضاء كل نادٍ أن يعرفوا اختيارات ناديهم فى انتخابات أى اتحاد، وأن يعلنها مجلس الإدارة بكل شفافية ووضوح.. فلهذا الإعلان كثير من المزايا، منها أن الاختيار وقتها سيكون فقط لمصلحة النادى وأعضائه بعيدًا عن أى اعتبارات وعلاقات شخصية.. وسيدرك كل مجلس إدارة مقدمًا أن هناك مَن سيسأله عن مبررات اختياره.. وستنتهى بذلك مجاملات واتفاقات خاصة غير معلنة ومهازل قديمة وجديدة شهدتها ولا تزال تشهدها انتخابات اتحادات كثيرة، فينجح بعض مَن لا يستحقون ويفشل مَن كانوا الأحق والأفضل.. وقد يعارض البعض هذه الدعوة أو الفكرة مؤكدين أن لكل مجلس إدارة حساباته التى يريد الإبقاء عليها سرية لمصلحة النادى.. وقد يكون ذلك صحيحًا فى بعض وليس كل الأوقات.. وقد يناسب ذلك أندية كبرى وليست الأندية البعيدة عن العاصمة وأضوائها وإعلامها.. لكن فى كل الأحوال يبقى الإعلان أفضل من السرية وأضرار النور أقل وطأة وقسوة من خطايا الظلام.. وقد يصبح هذا الإعلان خطوة مهمة لرياضة مصرية أشد استقرارًا ونجاحًا.
نقلا عن المصرى اليوم