بقلم الراهب القمص يسطس الأورشليمى
كتاب وباحث في التاريخ المسيحى والتراث المصرى
 وعضو إتحاد كتاب مصر 
 
ان طبيعة بيت لحم لها الكثير من المميزات التى جعلت الإنسان يسكن فيها منذ أقدم العصور . فهي أرض خصبة ينمو فيها التين والزيتون والعنب . وقد جعلها قربها من الصحراء سوقا محببة للبدو . 
 
من المحتمل أن أول استيطان بشري وقع فيها عندما حطت بعض جماعات من البدو حول النبع الواقع على بعد 200 متر من كنيسة الميلاد . 
تقع المدينة على ارتفاع 1170 متراً فوق سطح البحر الميت الذي يبعد عنها مسافة 20 كم فقط . وترتفع نحو 770 مترا فوق مستوى سطح البحر البيض المتوسط  وتنتشر المدينة على هضبتين تشكلان جزءا من الفتحة بين البحرين الميت والمتوسط . 
 
 ينسب البعض اسم " بيت لحم " إلى : الخمو ": اله الحرب أو الطعام  الكنعاني القديم ، ويعني اسمها بالعربية " بيت الخبز " . عرفت المدينة في التوارة باسم ": افراتة أو عفراتة " يعنى الأرض الخصبة ، وهو اسم آرامي .
 
يقال إن مدينة بيت لحم تعود الى العهد الحجرى ، ولكن أول ذكر لها في المصادر التاريخية جاء في رسائل تل العمارنة المصرية العائدة للعصر البرونزي المتأخر ( القرن 14 ق. م ) . ومدينة بيت لحم بحسب التقاليد المسيحية هي مكان الذى ولد فيه السيد المسيح في العام الرابع قبل الميلاد لم تغدونا بيت لحم مدينة مهمة كما هو عليه الحال اليوم حتى العام 313 ميلادي ، وهو العام الذي اعترف فيه الإمبراطور الروماني قسطنطين بالديانة المسيحية ضمان ديانات الامبرطورية الرومانية الوثنية. وفي العهد البيزنطي أصبحت مدينة ميسورة ، وكان لها برجان ، كما يظهر في خارطة مادبا الفسيفسائية الشهيرة التى تصور الأراضى المقدسة في القرن السادس الميلادى . ويتضح من روايات الحجاج المسيحيين الأوروبيين ان المدينة كانت مزدهرة في الفترة البيزنطية ، وخاصة خلال القرنين الخامس و السادس الميلاديين ، حيث شيدت فيها الكثير من الكنائس والأديرة . 
 
تضم مدينة بيت لحم كنائس وأديرة ومؤسسات كثيرة ، وتتمثل فيها جميع الطوائف والكنائس المسيحية من أقباط وأرمن وروم أرثوذكس وكاثوليك وبروتستانت وأنجليكان وفرانسيسكان ولوثريين ... الخ . تقام احتفالات عيد الميلاد ثلاث مرات في هذه المدينة المقدسة : احتفالات الكاثوليك والكنائس الغربية في 25 كانون الأول ، وفي 7 كانون الثاني يحتفل الروم الأورثوذكس والكنائس الشرقية الذين يتبعون التقويم الشرقي بعيد الميلاد ، وتقام الاحتفالات الأرمنية في 19 كانون الثاني .
 
لعل أفضل ما يمكن ان تقدمه بيت لحم لزوارها موجود في الشوارع الجانبية بعيداً عن ساحة المهد والأماكن السياحية المشهورة التى يقصدها السياح في وسط المدينة .
 
يقع سوق بيت لحم المركزي الذى يقدم للزوار الكثير من خيرات البلاد وإنتاجها التقليدي خلف الكنيسة الأرثوذكسية السورية في شارع بولس السادس .
 
هنا توجد الكثير من الفنادق والمقاهي الشعبية والمطاعم وكذلك محلات التحف الشرقية التي تعرض للزوار تحفاً دينية جميلة مصنوعة من الخزف وخشب الزيتون ، وكذلك البسط والزجاج والحلي المصنوعة يدوياً .
 
سيلاحظ الزائر لبيت لحم أن أوضاع المدينة قد تحسنت نوعا ما بسبب المشاريع التيى قامت بها لجنة بيت لحم 2000 م على بنية المدينة التحتية ن وخاصة من ناحية تعبيد الشوارع ، وفتح مواقف للسيارات ، وتحسين شبكة توزيع وصرف المياه . ولكن لاسف ترجع الوضع بعد الانتفاطة الثانية كثيرا بسبب الحصار والاجتيحات الاسرائيلية ولن تعد الخدمات المتوفرة في المدينة كافية للسياح المتوقع وصولهم إلى المدينة في الأعوام القادمة .