حمدى رزق
فى الملاعب الإنجليزية، ترى الفريق مهزومًا بالأربعة، والجماهير وقوفًا تصفق للاعبين، ترفع معنوياتهم، وتشد من أزرهم، تدفعهم إلى تعويض الهزيمة بفوز مستقبلًا يفرح القلوب، واللاعبون يحيون الجماهير وينحنون لكريم صنيعهم، ويعدونهم بالفوز، وفى الأخير الكرة مكسب وخسارة، وعادة الخسارة على أهون الأسباب.
الفوز يتحقق بالتوفيق مع مزيد من الجهد، يسمونه «الجنرال توفيق»، وقد غاب عن فريق الأهلى فى مباراة «باتشوكا» المكسيكى، رغم تسيد الأحمر المباراة، وتخلى بالكلية عن اللاعبين فى ضربات الجزاء.. فعاقبهم الجمهور بقسوة، وكأنهم فرطوا وتقاعسوا، وهذا من سوء التقدير.
الهجوم الضارى على بعض اللاعبين بالاسم، وتحديدًا «محمود كهربا»، تزيد لا محل له من الإعراب الكروى، والمطالبة برحيله، البعض لا يتمنى رؤيته فى الملعب، صار مكروهًا من جماهير الثالثة شمال التى حطت عليه بكلكلها، ورمته بالاتهامات الجزافية.
كهربا أضاع فوزًا مستحقًا من ضربة جزاء، وقبلها أضاع الفوز من انفرادات هائلة، كهربا قبل ما يلمس الكرة يفكر فى صيحات الجماهير، تشتت ذهنه، تثقل قدماه، صار مبلبلًا، فقد الثقة فى نفسه، صعب يستردها تحت وطأة قصف الجماهير بالمسيرات اللفظية.
الإحباط المسيطر على القلعة الحمراء خطير، اللاعبون ينزلون الملعب خائفين مرعوبين من الجماهير. فى ليفربول ينشدون «لن تسير وحدك»، يشدون من أزر اللاعبين.. اسألوا كابتن «محمد صلاح» كلما أخفق يسمع فى المدرجات أغنيته المفضلة: «مو.. صلالالا» فينتفض لتعويض ما فات، صلاح جد محظوظ بمثل هذه الجماهير التى تتغنى باسمه، وتقف فى ظهره حتى فى أسوأ حالاته، تدفعه للمزيد، ويستجيب، ويجرى عليهم متلهفًا، فيسمع ما يسر قلبه.
انقلاب الجماهير الحمراء على فريقهم العظيم لإخفاق فى مباراة كانت بين الأيدى، يفسر عشق الفانلة الحمراء، يرون فريقهم جديرًا بالتتويج دومًا، ولكن بعضًا من الروح الرياضية مطلوب، ليس هناك فى العالم فريق يفوز على طول الخط، وليس هناك فريق لا يمر بلحظات عصيبة كالتى مر بها لاعبو الأهلى فى مباراة باتشوكا، ولكنهم نفس اللاعبين الذين كثيرًا ما أسعدوا الجماهير.
سجل البطولات شاهد عليهم، ويشهد لهم، والروح الانتصارية عنوانهم، والفوز فى الغالب حليفهم، فإن أخفق لاعب أو جانبه التوفيق فى التصويب لا تعلقوا المشانق.
الفريق الأحمر روحه فى المدرجات، الجماهير الحمراء اللاعب رقم واحد فى الفريق، إذا تخلت القبيلة الحمراء عن فريقها فى هذا الظرف العصيب ستجنى خسارة أفدح، إحباط الفريق سينتهى بوضعية لا تسر عدوًا ولا حبيبًا.
هزيمة تفوت ولا حد يموت، وتصويب الأخطاء ضرورة مستوجبة، وتدعيم الفريق بصفقات شتوية من حسن تصريف الأمور الكروية.
وعلى ذكر اللاعب «محمود كهربا» عليه أن يراجع نفسه، ويقف من نفسه موقفًا إيجابيًا، ويكف عن افتعال المشكلات، ويركز فى التدريبات، ويصم أذنيه عن الهتافات، ويثبت أنه صفقة رابحة.
الجماهير الحمراء كانت تتمنى نزول كهربا الملعب، الآن يتوجسون عندما ينهض للتسخين، يصفرون عليه، أعلم يعانى إحباطًا مريعًا، ولخبطة كروية مزعجة، ولكن الجماهير قادرة على استعادة مهاجمها الخطير، وإعادته إلى جادة الطريق.
فحسب بعض التعاطف، والترفق، وطول البال عليه، وقليل من الصبر يعود التيار، ويضىء الملاعب مجددًا، كهربا لاعب من أصحاب الفولت العالى، ولكنه فصل تقريبًا، «لن تسير وحدك» مطلوب استعارتها من ليفربول حفزًا للفريق الأحمر.
نقلا عن المصرى اليوم