رشدى عوض دميان
…………………………………………..
               **** تنويه:
   "هذا المقال كتبته منذ عدة سنوات،
   أعيد نشره للإجابة عن أسئلة كثيرة
   من بعض الأصدقاء عن الأسباب التي
   أدت إلى حدوث هذا الفارق الزمني
   في توقيت موعد الإحتفال بيوم
   عيد الميلاد في الغرب، ونظيره في الشرق.
———————-

   أسابيع قليلة وسوف تبدا الإحتفالات
   بأعياد الكريسماس في الغرب،
   وأيضاً برأس السنة الميلادية الجديدة
   في جميع أنحاء العالم.
   وبعد ذلك بحوالي ثلاثة عشر يوماً
   يكون الإحتفال بعيد الميلاد المجيد في الشرق.
———————-

   وعادة تكثر التساؤلات -وبصفة خاصة في مصر
   وفي بعض البلاد الأخرى-
   حول كيفية تحديد اليوم الذي
   وُلِدَ فيه يسوع المسيح بالتدقيق ،
   وعن هذا التباين في تواريخ الإحتفالات
   بعيد الميلاد في الغرب الذي يكون
   يوم ٢٥ ديسمبر الذي يقع في نهاية شهور السنة،
   وفي الشرق الذي يكون في يوم ٧ يناير
   الذي يقع في الأسبوع الأول
   من الشهر الأول في السنة الميلادية.
   وبماذا يتم تفسير هذا الفارق العددي
   في الأيام ومدته ثلاثة عشر يوماً تقريباً؟!
———————-

*** فيما يلي شرح موجز عن الإختلاف في تحديد يوم الميلاد ما بين الكنائس الغربية بصفة عامة ، والكنائس الشرقية الأرثوذكسية(*) بصفة خاصة.
———————-

هذا الإختلاف الذي بدأ منذ تغيير التقويم اليولياني إلى التقويم الجريجوري  منذ القرن السادس عشر عندما تم إستبدال التقويم اليولياني بالتقويم الجريجوري .
———————-

       فيما يلي الفرق بين التقويمين:
١. التقويم اليولياني يعد السنة 365,25 يوماً.
٢. التقويم الغريغوري فهو أدق ويعد السنة بـ 365,2425 يوماً.

وعلى ذلك يكون الفرق الزمني بين التقويمين  هو 0,0075 ثانية من اليوم الواحد الذي مدته 24 ساعة.

ولكن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تمسكت بالتقويم القبطي الذي يُعْرَف بتقويم الشهداء، وهو التقويم القائم أساسا على التقويم المصري القديم، وهو تقويم شمسي وضعه قدماء المصريين لتقسيم السنة إلى ١٣ شهراً، وهذه الشهور هي لأسماء مصرية قديمة هيروغليفية وهيَ:

١. توت (١٢/١١ سبتمبر) نسبة إلى الاله  توت أو تحوت (إله الحكمة والعلم والكتابة) .
٢. بابة (١١/١٠ أكتوبر) أي " آبة " وهو الاسم الأصلي للأقصر ، وكذلك نسبة إلى عيد أوبت : وهو عيد انتقال الإله آمون من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر  

٣. هاتور(١١/١٠ نوفمبر) نسبة إلى حاتحور (هاتور في القبطية) وهى إلهة العطاء والحب والموسيقا .
٤. كيهك (١١/١٠ ديسمبر) من التعبير (كا-هر-كا) أي قرين مع قرين . ومعناه عيد إجتماع الأرواح عند الفراعنة .

٥. طوبة(١٠/٩ يناير) من الكلمة المصرية القديمة (تاعبت) .
٦. أمشير(٩/٨ فبراير) من إسم (مَاخِيِر) وهو الإله المسئول عن الزوابع .

٧. برمهات (١١/١٠ مارس) ربما نسبة إلى عيد يتعلق بالملك أمنحتب .
٨. برمودة(٩ أبريل) نسبة إلى إله الحصاد الفرعونى (رنودة) .

٩. بشنس(٩ مايو) نسبة إلى الإله خونسو (خنس في القبطية) وهو إله القمر عند الفراعنة ، والإبن في ثالوث طيبة.
١٠. بؤونة(٨ يونيو) نسبة إلى عيد الوادى وهو العيد الذي ينتقل فيه آمون من شرق النيل إلى الغرب ، وكانت الذبائح تقدم تكريماً للراقدين .

١١. أبيب(٨ يوليو) وهو عيد الإلهة (أبيبى) عند الفراعنة .
١٢. مسرى (٧ أغسطس) نسبة إلى (مسو-رع) أي ولادة الإله رَع.

***ومما هو جدير بالذكر أن معنى كلمة ولادة باللغة القبطية هو "ميسي ⲘⲒⲤⲒ" التي جاءت منها كلمة Christmas أى ولادة المسيح Christ و Mas من كلمة ⲘⲒⲤⲒ "ميسي" القبطية التي تعني الولادة أو المولود.

١٣. النسئ أو الشهر الصغير أو المنسي (١٠/٦ سبتمبر) وقد تمت إضافته لإحتساب العدد المتبقي من الأيام وعادة تكون خمسة أو ستة أيام لتوافق التقويم المعمول به سواء اليولياني أو الغريغوري.
———————-

       وعلى ذلك نجد أن الإحتفال بعيد ميلاد المسيح الذي يقع في ٢٥ ديسمبر من كل عام يخص الطوائف والكنائس التي تتبع التقويم الغربي، والإحتفال بنفس المناسبة يقع في ٧ يناير أيضاً من كل عام ويخص الطوائف والكنائس التي تتبع التقويم الشرقي .
———————

   عموماً أيَّاً يكون تاريخ الإحتفال،
   فذلك لا يُغَيِّر ولا يُبَدِّل من المفهوم العقيدي
   والروحي لحدث الميلاد نفسه،
   وأرى أن إختلاف أيام الإحتفال
   هو أمر قد خضع لمتغيرات حسابية وفلكية
   على مر القرون منذ بدء العمل بمختلف
   التقاويم الفلكية الشمسية منها والقمرية،
   والغربية والشرقية،
   وليس من السهل تغييرها أو تبديلها
   فقط عن طريق المناقشات والمجادلات.
———————————————

*** مع خالص التهاني للجميع
        ** "عيد الميلاد المجيد
في الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية".
                        ** “Merry Christmas”
                                    Joyeux Noel
       في جميع الكنائس الغربية.   
(*) الأرثوذكسية :
صفة إسمية من "أرثوذكس" من الكلمة اللاتينية Orthodoxa وباليونانية Ορθόδοξος

وتعني "الرأى المستقيم الثابت الذي لا يتغير". ومنها جاء المصطلح الطبي عن "تقويم العظام" وهو Orthopaedice ، وطبيب العظام Orthopeadist .

*** كما وتُعْرَف الكنائس الشرقية والمصرية بالكنائس الأرثوذكسية لأنها ظلت على "الإيمان المستقيم" الذي تسلمته من الآباء الرسل الذين بشروا بالمسيحية منذ القرن الميلادي الأول.