القمص اثناسيوس فهمي جورج
يوسف النجار الشيخ ، ظهر له الملاك لانه لم يشأ ان يشهر بالعذراء مريم ، بل اراد  تخليتها سرا ، لكن فيما هو متفكر في هذه الامور ، اذ ملاك الرب اتاه في حلم 
 
، لان  الذي حبل به فيها هو من الروح القدس  ، ولان قوة العلي  ظللتها  ، وصارت لها شكيناه من داخل ومن خارج  ، لذلك وجدت حبلي من الروح القدس . فالمولود منها مخلص العالم الذي تجسد وتانس ، وجاء ليعتق البشر من الموت ، ميلاده معجزي  يعبد في صمت ، وهو الذي اعطي نفسه آية للبشرية ( اش ٧ :١٤ ) ولد  منها ليجعلنا ابناءا له بالتبني . اتخذ منها عجنة البشرية كي يفدينا ويوفي  الدين عنا  وينجي ويشفي طبيعتا من لدغة ابليس ومن حكم الموت  ، ولينقلنا الي ملكوته الابدي . 
 
تجسد منها ومن الروح القدس كي يجمع كل الاشياء في نفسه  ( اف ١: ١٠ ) عندما صير نفسه منظورا ومدركا ليجذب كل شيء الي نفسه في الوقت المعين  
 
ان هذا المولود  منها ،  فائق الصلاح  والضياء والادراك وعظمته لاينطق بها ، لكنه اخلي نفسه ووجد في الهيئة كانسان  ، وارتضي  ان ينتسب لطبيعتنا ليكون وسيطنا وشفيعنا وذبيحة عنا ، حتي يسترجعنا ويرقينا ويجعلنا مقبولين ومفديين ومقدسين فيه ، عندما صار  هو علي حالنا واعطانا  حاله ، مبدلا  فسادنا بخلوده وموتنا بحياته وسقوطنا ببره وعصياننا بطاعته حتي الموت موت الصليب  ، نازعا العار عنا  ، ماحيا ذنوبنا كغيمة غافرا معاصينا كبعد المشرق عن المغرب .
 
اتي وتانس وافتقر لاجلنا لكي يقيم الجسد ويفتدي الصورة ويجدد الخلقة ويخلص الذي  جبلهم بيديه ، ويطبع عليهم شكله ورسمه ووسمه ورشمه وطبعه بختمه الملوكي الذي لا يمحي