زهير دعيم
مِن هناكَ
من بيتَ لحم ينفجرُ النّورُ
ويسري الى الجليلِ
حياةً ودِفئًا
وهَمْسَ رياحين
فيروحُ الغيمُ الدّاكنُ
يزرعُ الأملَ بغزارةٍ
وينثرُ على عتباتِ البيوتِ العتيقةِ
فُلًّا وثلجًا وأغنياتٍ
وتصدحُ الأجراسُ
وتطيرُ رنّاتُها فوقَ التّلالِ
تحملُ صدى ترنيمةِ السّماء :
" الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي
وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ،
وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ "
فيتململُ طفلُ المغارةِ
ويرمقُ بيتَنا القديمَ بألفِ نظرةِ حُبٍّ
ويرميه بألفِ زهرةٍ
فأقومُ الى موقدي " أشبعُهُ " حَطبًا
ثمّ أتذكّرُ
ذاك المِسكينَ القابعَ
على قارعةِ الطّريق
المُلتحفَ بالبردِ والجوع
فتدمعُ عيني
فأتلفّعُ بشاليَ الليلكيّ
وبنظرةٍ جميلةٍ من طفلِ الحياة
وأخرجُ لا أخشى المطرَ
أخرجُ ...
احمِلُ مِحفظتي
وحبّاتِ كَستناء .