حمدى رزق
لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد، يلزم الحذر والحيطة والتيقظ وعدم الوقوع فى خداع الإخوان مرتين.. يتمنون خرابها، ولا يطيقون عمرانا.
أخشى لا نتعلم الدرس، ويَجرّنا الإخوان كل مرة إلى نفس الهاوية، ونقع فيها.. للأسف الحكاية صارت متكررة، واللدغ كسياسة ممنهجة ومستدامة، مثل لدغ الأفاعى.
القصر الرئاسى فى العاصمة الإدارية الجديدة صار مادة للحكى البغيض، حديث القصور الرئاسية يسرى بين العامة، بين فخور بوطنه القادر على البناء والعمران، وبين مستهجن لكل إضافة ترسم صورة مصر الجديدة.
القصر الرئاسى الجديد الذى افتتح بقمة الثمانى لفت الانتباه بشدة، فرصة وسنحت لإخوان الشيطان للخوض فى عرض الحكومة المصرية، وتبعهم الغاوون، وتكالب على القصر المؤلفة قلوبهم، خصصوا كل برامجهم الموجهة، ومنصاتهم الإلكترونية، وصفحاتهم الفيسبوكية، لهدم فكرة القصر فى أذهان العامة، وتخريب معناه، وتقبيح صورته الفخيمة التى ظهر عليها ونالت إعجاب الوفود التى شاهدت مصر الحديثة ببنايتها الرفيعة الذوق.. تخلب الألباب.
القصر واجهة لمصر الجديدة، أصل من أصول الدولة المصرية مضاف إلى ثروتها، وفى الترجمة الأمينة، القصر إضافة حقيقية لأصول المحروسة، قيمة مضافة، أصل مدخر للزمن الآتى، للأجيال المقبلة.
مضى زمن عقمت الدولة عن توليد أصول جديدة تضاف لرصيد مصر من الأصول القيمة التى تثقل ميزان الدولة، ليس عن فقر مادى ولكنه فقر خيال، وركون إلى الموروث من الأصول التى عمرت طويلا.
القصور الرئاسية القديمة، ومن بينها «قصر الاتحادية» على عظمته المعمارية أصول من زمن مضى، من زمن الأبيض والأسود، باتت أقرب إلى متاحف مستوجب استغلالها الاستغلال الأمثل كقيمة سياحية ثقافية مضافة كما هو الحال فى «قصر عابدين»، صار قبلة للسياحة الثقافية.
الأصول الموروثة ظلت على حالها، لم تزد من قرن مضى، وبعضها أخشى عليه من استدامة الاستهلاك، استهلاك مفرط، وبعضها أخشى تهالك وتجاوزه الزمن، وبعضها سقط من حالق بفعل التقادم.
أصول مصر الملكية تآكلت، وأحيل بعضها بفعل التقادم للتقاعد، تحولت إلى متاحف ومراسم وما تبقى منها لا يقيم أود دولة المائة وعشرة ملايين نسمة.
ورثنا أصولا قيّمة من العهد الملكى، قصورا ملكية، ومثلها ورثنا أصولا عظيمة من العهد الناصرى، وانشغل السادات عن تنمية الأصول بمعركة العبور، واستشهد قبل أن يشيد أصولا باقية، يكفيه شيد نصرا عظيما، تتفاخر به الأجيال.
وتكاسل مبارك عن تشييد الأصول المضافة، مكتفيا بشرم الشيخ وصارت قبلة سياحية فريدة، ومشكور الله يرحمه حافظ على الأصول الموروثة برونقها للأجيال المقبلة.
أصول الدولة ليست ملكيات خاصة، ليست باسم أحد، ملكية دولة، تسجلها محاضر ملكيات الصندوق السيادى، يحسب للرئيس السيسى، سعيه الدؤوب لمضاعفة أصول الدولة المصرية، يؤجر ويشكر، كل بناية جديدة تشكل أصلا جديدا، قيمة مضافة.
مضاف إلى الأصول فى العشر سنوات الأخيرة قائمة طويلة، مدن سياحية كـ الجلالة والعلمين، ومدن ذكية بطول وعرض البلاد، وعاصمة جديدة، وخطوط سكك حديدية، وطرق ومحاور وكبارى، و... و... و... و... كلها أصول مضافة لمحفظة أصول الدولة المصرية.
كم تكلفت هذه الأصول بأسعار اليوم، وكم تتكلف بأسعار اليوم التالى، أصول فخيمة ثمينة لا تُقيّم بالأسعار الحالية، تقيم بسعر الغد، وبعد غد، وفى عقود مقبلة، كم تتكلف غدا أو بعد غد، وفى عقود مقبلة.. ما بين أيدينا أصول حقيقية مضافة، ثروة عظيمة يقدرها الخبراء المثمنون، أما الخبراء الإلكترونيون فدعهم فى غيهم يعمهون.
نقلا عن المصرى اليوم