محرر الاقباط متحدون
في رسالته لمناسبة عيد الميلاد شاء بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيرباتيستا بيتسابالا أن يعبر عن تضامنه مع الأخوة والأخوات في الأرض المقدسة الذين يفتقرون إلى الكرامة والرجاء، وذكّر المؤمنين بأن مجيء الرب يسوع إلى هذا العالم هو علامة تغذي الجوع إلى الحياة، وتمنى غبطته أن تنتهي المأساة الراهنة اليوم في قطاع غزة وفي المنطقة بأسرها، كي يكون عيد الميلاد بداية مستقبل نيّر ومسالم للجميع.

البطريرك بيتسابالا الذي زار يوم الأحد الجماعة المسيحية في غزة وعبّر عن تضامنه معها شاء في رسالته التقليدية لمناسبة عيد الميلاد أن يتوقف عند أهمية الرجاء، مؤكدا أن أرضنا هي اليوم بأمس الحاجة إليه، خصوصا إزاء أوضاع العنف والحقد والضغينة والخوف السائدة.

سلط غبطته الضوء في هذا السياق على ما فعله الرب يسوع الذي جاء إلى هذا العالم لا ليفرض الواجبات على الناس، كما يفعل أقوياء الأرض، على غرار أغسطس قيصر الذي فرض على سكان المنطقة أن يكتتبوا في إطار الإحصاء الذي أجراه. وأضاف بيتسابالا أن يسوع جاء إلى هذا العالم كي يكون علامة، علامة تغذي الجوع إلى الحياة. وهو لم يأتِ متفادياً اللقاء مع الناس، بل على العكس، لقد جاء ليلتقي شخصياً مع الجميع فرداً فردا، لأن هذا هو الخلاص، إنه عبارة عن لقاء شخصي، وعلاقة حقيقية وحية.

هذا ثم وجه بطريرك القدس للاتين، لمناسبة حلول عيد الميلاد، فكره نحو العديد من الأشخاص المهمشين والمحتاجين، إلى من لا يجدون مكاناً لهم في هذا العالم، لاسيما العديد من الأخوة والأخوات المقيمين في الأرض المقدسة، الذين يفتقرون إلى الكرامة والأمل.

ولم يُخف غبطته التعبير عن قلقه حيال الأوضاع الراهنة في المنطقة، مؤكدا أن الرب يسوع يمنحنا الحرية. إنه يدلنا على الطريق الواجب اتباعها ويضع ذلك بتصرف حريتنا. وقال بهذا الصدد إن عيد الميلاد هو زمن الاختيار، إذ لا بد أن نقرر ما إذا أردنا السير معه أم لا.

وشجع بيتسابالا المؤمنين في هذه المناسبة على توفير فسحة للأشخاص الذين لا يجدون مكانا لهم في هذا المجتمع، وبهذه الطريقة يكتشفون أن الرب يسوع هو الطريق والرجاء، هذا الرجاء الذي شاء غبطته أن يحمله إلى الجماعة المسيحية في غزة. وتمنى أن يكون عيد الميلاد هذا بداية لمستقبل نير ومسالم للجميع.