ياسر أيوب
فى يناير ٢٠٢٤.. فوجئ كثيرون بيورجين كلوب يعلن رغبته فى الرحيل بعيدا عن نادى ليفربول الذى تولى قيادته منذ ٢٠١٥.. وكانت المفاجأة أنه لم تكن هناك خسائر أو أزمات تجبر كلوب على الرحيل وهو الذى أعاد النادى العريق لسابق مكانته ونجاحاته وبطولاته.
وفى ديسمبر ٢٠٢٤.. فوجئ كثيرون أيضا بكم هزائم وخسائر متتالية وغير متوقعة لنادى مانشستر سيتى.. وكانت نتائج صادمة شوهت الصورة الجميلة لبيب جوارديولا الذى يقود النادى منذ ٢٠١٦ وجدد مؤخرا تعاقده مع النادى الذى حقق معه نجاحات لا أول لها أو آخر.. وأصبحنا أمام حكايتين فى أول السنة وآخرها.. حكاية المدير الفنى الذى اختار الرحيل فى أوج تألقه ونجاحه واحترام وحب الجمهور له.. وحكاية مدير فنى آخر اختار البقاء فبدأ يتناقص إعجاب الناس به يوما بعد يوم ومباراة بعد أخرى.. ومن المؤكد أن كلوب كان أذكى من جوارديولا.. فقد أدرك كلوب أن الرحيل ناجحا أفضل ألف مرة من البقاء خاسرا..
وأن المدرب الذى يتساءل الناس عن سبب رحيله أفضل من مدرب يتساءل الناس عن مبررات بقائه.. وقد لا يكون جوارديولا بالضرورة هو المسؤول الأول عن هذه الخسائر الكثيرة الأخيرة وقد يقاسمه إياها لاعبون ومسؤولون وظروف أخرى أربكت الجميع..
لكنه فى أوقات النجاح كان وحده الذى يحصد الفرحة والثناء والمديح وليس من المنطقى عند الخسارة أن يبتعد عن الصورة عند الهزيمة والفشل.. ومن الواضح أن جوارديولا لم يشأ المحافظة على فلسفته وسياسة إدارته لحياته التى جعلته يترك قيادة برشلونة وهو فى قمة نجاحه بعد أربع سنوات فقط ويترك قيادة بايرن ميونيخ بعد ثلاث سنوات كانت ناجحة أيضا..
ولا يزال مدربون كثيرون سواء فى إنجلترا أو العالم لا يتعلمون من درس كلوب ويقررون التوقف والابتعاد بإرادتهم.. ويخطئ معظم هؤلاء حين يحاولون تقليد مدربين آخرين قليلين سمحت ظروفهم إلى جانب شخصية وكفاءة كل منهم بالبقاء مع أنديتهم سنين طويلة.. فعلى سبيل المثال أدار السير أليكس فيرجسون نادى مانشستر يونايتد منذ ١٩٨٦ ويصنع بطولاته ونجاحاته مع اختلاف أسماء ووجوه لاعبين كثيرين حتى قرر أن يحزم حقائبه ويرحل فى ٢٠١٣ دون أن يطالبه أحد بذلك..
وظل أرسين فينجر يقود أرسنال منذ ١٩٩٦ حتى قررت إدارة النادى بضرورة التغيير فى ٢٠١٨ ليرحل بكامل وقاره واحترامه.. ومثل فيرجسون كان قليلون فضلوا الرحيل بقرارهم وليس قرار الإدارة والجماهير أصبح كلوب آخرهم وأشهرهم.. وهناك فى المقابل مدربون فضلوا البقاء بعد أن ذاقوا حلاوة البطولة والانتصار ولم ينتبهوا لما يجرى حولهم حتى حاصرهم الغضب والتشكيك فى قدرتهم وتناقص تقدير واحترام الجميع لهم.
نقلا عن المصرى اليوم