Oliver كتبها
- أنا مجوسي من مدرسة دانيال النبي التي أسسها في بابل حين كان والياً هنا.في الطريق إلي منزلي كل يوم أتأمل  أطلال قصر نبوخذ نصر.أتحسر علي مجد ضائع.علي مقربة من التل المقابل يقولون أن ناحور أب أبراهيم عاش هنا و من هنا خرج إبراهيم إلي أرض لا نعرفها و إختفي عن أرضه و عشيرته.لهذا خشيت أن أغادر و لا أعود مثلما إختفي إبراهيم من هنا.
 
-إسمي ليس في صحائف تفتخر بقراءتها.فأنا تلميذ متخاذل من مدرسة دانيال كبيرنا العظيم الذي تعلمنا من أقواله.كان رائي بلا نجوم.كان مبصراً بغير منظار.كان فاهماً بلا معلم.عشنا نبجل إسمه مع أنه غادر عالمنا ما يزيد عن خمسائة عام لكن من لا يفتخر بتلمذته لدانيال كبير المجوس؟ظللنا نفتخر بدانيال و نسينا إلهه الذي أنقذه من جب الأسود.
 
-يوم غادر رفاقي تل ناحور تابعين نجماً مدهشاً كنت هناك.إستوقفتني تطلعات إرضاء الوالي.أردت التسلق فوق أكتاف الراحلين خلف النجم.قلت أتاجر ببقاءى مع الوالي لعله يكافئني فأتقرب إليه أكثر.شهوة الترابح قيدتني فعجزت عن التقدم خطوة بعيداً عن مرصد الوالي.حسبت نفسي حكيماً حين إمتنعت عن مرافقة الحكماء الذاهبين.لست أدرى الآن كيف رأيت الأمر هكذا؟
 
-الآن صرت أخجل أن أجاهر بإسمي لأنني لم أتبع الحكماء الذين كانوا معي من نفس مدرستي.خشيت علي منصبي فقد كنت مشير الوالي.كنت أدرس حركة النجوم و أشير عليه ماذا يقرر. في كتبنا مصائر الناس مرسومة في حركة النجوم فكيف أترك حركة كل النجوم و أتبع نجماً وحيداً؟ نعم رأيت نجمه.نعم عرفت الرسالة.كل الحكماء عرفوها لكن ليس كل الحكماء تبعوها.مرت جماعة الحكماء من هنا.فارسيون و كلدانيون و بابليون و أشوريون كانوا.قلبوا أفكارنا فتركناهم و تركونا.مضينا عنهم لأن حكمتنا تكرست للوالي.لعلنا نترقي فنصير للملك.
 
- كانوا سعداء بالمضي فذهبوا و أنا تسمرت في بابل.كان نجمهم ظاهر لنا لكنه النجم الذى لا يرغم أحداً..ظللنا نراه حتي بعدما مضي رفقاؤنا.بقينا نتسامر عنهم.نحكي عنهم و نفسر للناس حدثاً لا نعرفه.أمراً لا نراه.كلما تحدثت  عن رفاقي أرى روحي منهزمة داخلي.نادم أنا على فراقهم.إبتعدت عن  الذاهبين خلف النجم.لم أصبر حتي النهاية.كنا نشتاق أن نصعد لنر النجوم لكن هذا الكوكب الذي برز لنا هو نزل و هم تبعوه و أنا فقدته و فقدت نفسي معه.
 
- لملمت أشلاءي و مضيت لا أرفع بصري إلي أعلي .خجلت أن أتصادف بالنجم.لئلا  يوبخني الكوكب الذي هبط إلينا.ظللنا مع القابعين في بابل شهوراً لا ننظر إلي أعلي.نطأطأ الرأس بإستحياء فما أقسي جهل الحكماء.إنكسار القلب يوجعنا.صوت يؤنبنا لا نعرف بماذا و لا لماذا؟ ليتنا مضينا معهم. كنا نتلذذ بمتعة النجوم و الآن نتحسر بمرارة  لأجل ما سموه كوكب يعقوب.
 
- عاد رفقاؤنا بعد سنين مع أن طريقهم لا يحتاج سوي شهوراً قليلة.هل أدار الكوكب عقولهم أم أخذهم النجم إلي أرض التيه؟لقد تعلمنا من كبيرنا دانيال كيف تأخذنا أرض التيه.كان درس التيه من الدروس الصعبة التي نتعلمها في مدرسة الحكمة.منذ عودتهم صرت كهلاً لأني علمت قدر خسارتي حين لم أسجد للطفل معهم.كانوا يجمعون الحكماء و يكشفون جهلهم.
 
-كل يوم أستعيد حكايات رفاقي الذين سجدوا لملك اليهود فتدمع عيناي حتي لم أعد أُُعلم  الناس في بابل شيئاً سوي أن يتبعوا كوكبه إذا ظهر من جديد.كنت لا أفهم ما أقول لكنني أردت أن أحكي عن مولود تكاسلتُ أن أذهب لأراه فأندهش به كما حدث لرفاقي الذين لم أرافقهم.
 
- مضيت إلي الوالي و سألته أن يعفيني من منصبي لأني ذاهب للطفل بلا نجم.سأدع دموعي تسوقني حتي أراه.سأظل في طريقي إليه أعتذر و أعتذر و أعتذر لعلي أصل و أسترد بعضاً مما فقدت.لن أترك إسمي إلا عند قدميه إذا وجدني و وجدته.