طارق الشناوى
القفزة الرقمية التى حققها «الحريفة 2» ستدفع به حتما إلى مكانة خاصة على خريطة السينما، يشار إليها مع الأيام.
السينما فى العالم كله تتشكل ملامحها بالأرقام التى يعلن عنها أسبوعيا شباك التذاكر، لوعدت مثلا لنهاية السبعينيات فى السينما المصرية، ستجد أنه تعميد عادل إمام نجم استثنائى بفيلم (رجب فوق صفيح ساخن).
الرقم لعب دور البطولة وأعاد (برمجة) شركات الإنتاج لتبدأ فى تغيير حساباتها، فيلم (رجب) كان يوصف وقتها باعتباره عنوانا للرداءة إلا أن شيئا سحريا جذب الجمهور للشاشة، أنه تحديدا أداء عادل أمام الذى عبر عن تغيير اجتماعى فى الحياة انعكس على مفردات التعبير، وفى العادة تتبدل (أبجدية) التواصل سواء بالكلمة أو التعبير الجسدى ويلتقطها أولا الشباب، فهو الأقدر على هضم الجديد واختراع كلمة أو حركة موازية تصبح معادلًا موضوعيًا، لهذا التغيير، عادة ما يسارع الكبار برفضه، والحكاية تبدأ غالبا بالنكتة و(القفشة)، تم تدخل للقاموس اليومى فى التعاطى مع الحياة، ولأن شباك التذاكر يدفع أكثر من ٨٠ فى المائة من حصيلته الشباب، فهو الذى يكون تلك الثورة، وهو ما يحدث أيضا فى دائرة الغناء، وهكذا يعاد بين الحين والآخر إعادة (تفنيط كوتشينة النجوم) دراميا وغنائيا، وغالبا ما يقع اختيار الجمهور على الشباب الذين يتوافقون معه فى المرحلة العمرية، اختراق فنان لحاجز الزمن وبقائه ع القمة من جيل إلى جيل تظل حالات استثنائية، نموذج عادل إمام فى التمثيل وعمرو دياب فى الغناء.
بعد نحو 20 عاما من (رجب) يتكرر الموقف مع محمد هنيدى، مع فارق أن عادل كان البطل بينما هنيدى جاء اسمه رابعا، فى
(إسماعيلية رايح جاى)، وبناء الفيلم يحاول من بعيد لبعيد محاكاة حياة المطرب محمد فؤاد فى الإسماعيلية حتى نجاحه فى القاهرة، إلا أن الضحكات تحققت مع هنيدى خاصة عندما سمح له محمد فؤاد بمشاركته غناء (كامننا) انطلق إلى مرحلة الوهج، وهكذا دفعوا به إلى (صعيدى فى الجامعة الأمريكية) بطلا وقفزة رقمية أخرى نادرة الحدوث.
الحريفة لا ينطبق عليه قانون (رجب) ولا (إسماعيلية) ولا (صعيدى)، فهو حالة مختلفة.. بطولة سباعية، إلا أن شركات الإنتاج أشارت أكثر إلى (نور النبوى)، كما أن العديد من الإعلانات وجدت فيه ورقة قادمة، وهو يمتلك بكارة وبساطة فى التعبير، منحته قطعا حالة من الاقتراب مع الجمهور، الدراما أيضا سمحت له بقدر من التميز بحكاية جانبية تضمن له مساحة أكبر فى الجزء الثانى، ليصبح هو الأكثر حضورا على الشاشة، حتى فى اللقاء الذى رأيناه مؤخرا فى برنامج (الحكاية) قناة «إم بى سى» مع عمرو أديب، حرص الإخراج فى البرنامج أن يمنحه كرسيا منفردا والآخرين على الكنبة، مما يصبغ عليه تفردا، ربما ليست بالضرورة مقصودة، ولكن هكذا قرأتها.
هذه المرة فى الجزء الثانى صعد أيضا مطرب المهرجانات (كزبرة) الذى شارك فى البطولة فى الجزء الأول وحدث تماس بينه وبين الجمهور، وتم التقاط هذا الحضور، بفيلم جديد بطولة كزبرة.
يجب أن نذكر أن الجزء الثانى فنيا الذى أخرجه كريم سعد مونتير
(الجزء الأول)، دخل فى رهان صعب، إنها المسافة بين الواقع والتوقع، نجاح الجزء الأول لعب فيه دورا رئيسيا وأن التوقع من الأساس (زيرو)، قال لى موزع الفيلم جابى خورى _ 40 سنة خبرة فى السينما مع خاله يوسف شاهين _ أن سقف أحلامه للجزء الأول لم يتجاوز مع كثير من التفاؤل 10 ملايين جنيه إيرادات، وبدأ عرضه مثل (السلحفاة) يتقدم ببطء ثم يحقق 75 مليونا، واحتل المركز الثالث فى الأرقام بعد (أولاد رزق) ثم (فاصل من اللحظات اللذيذة)، بينما الجزء الثانى لديه طموح أن يتجاوز ببساطة رقم 100 مليون جنيه ونكمل غدًا حديث الأرقام !!.
نقلا عن المصرى اليوم