هانى دانيال
حسب بيانات المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، هناك 974 ألف سوري في ألمانيا ، وأكثر من 60 % من الذين تقدموا بطلبات اللجوء في ألمانيا بين عامي 2017 و2023 كانوا متزوجين، كما بلغ عدد أطفال اللاجئين السوريين الذين ولدوا في ألمانيا بين عامي 2019 و2024، حوالي 56200 طفل وطفلة.
أكثر من 60 في المائة من السوريين الذين تقدموا بطلبات اللجوء في ألمانيا منذ عام 2015 هم من العرب، والبقية من الأكراد، 90% من المسلمين، وأقل من 2 % من المسيحيين وحوالي 1% من الأيزيديين.
وعن التأثير في المجتمع الألماني، انتشرت كلمة "تعا لهون" في المجتمع الألماني، حيث ينادي الآباء أطفالهم في الأماكن العامة والمحطات (تعالي هنا)، ودخلت بين الكلمات الثلاث المرشحة لنهائي كلمة لغة الشباب لعام 2024.
كما أنها تكتب بالألمانية( Talahon ) في الكثير من المحلات والأسواق الكبري، وتستهدف بشكل رئيسي سلع معينة للعرب والمهاجرين ، أو الشبان، الذين يرتدون ملابس فاخرة مقلدة، يتجولون داخل المدن بحقيبة حول الخصر وسراويل رياضية وسلاسل ذهبية، ويقومون بتصوير أنفسهم باستخدام الهواتف الذكية ويرفعون مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دعا أحد نواب البرلمان الألماني (عضو حر ولا يمثل أي حزب) بأن يرتدي مثل هؤلاء ويخاطب النواب ويقول أن البلد أصبح محتلا من المهاجرين بسبب الزي، والعادات والجرائم التي يرتكبونها.
كذلك انتشرت المطاعم والأسواق الكبري التي تقدم الأكلات الحلال والخضروات والفاكهة العربية، وأصبحت المطاعم السورية ركنا رئيسيا في الاكلات اليومية في المانيا، لتنافس نظيرتها التركية.
أما القصة الأغرب في تسمية مدينة "ايسن" بولاية شمال الراين مدينة المطلقات السوريات، وعلي الرغم من عدم وجود أرقام معينة تخص هذا الأمر، إلا أن السوريين يصفون هذه المدينة فيما بينهم بمدينة المطلقات، نظرا لتردد عدد من السيدات علي الكافيهات دون رجال، إلي جانب النزعة الذكورية التي جاء بها هؤلاء إلي ألمانيا ، واصطدامهم بالقوانين التي لا تسمح بتعدد الزوجات، إلي جانب الدعم الذي تحصل عليه المرأة في حال تعرضها للعنف الجسدي، والأمر له أبعاد أخري، حيث تحصل الأسرة علي دعم من الحكومة، سواء في صورة مبالغ مالية لكل طفل (255يورو شهريا) ، أو إعانة الوالدين، وحسب ما تعج به جمعيات دعم الأسرة تسبب هذا الأمر في خلافات كبيرة بين الازواج القادمين من المنطقة العربية، حيث يطمع الأب أو الأم في الحصول علي ذلك بشكل منفرد، ومع ذلك يظل الطلاق بشكل ديني فقط دون إبلاغ السلطات الألمانية وإلا يتم حرمان أحدهما من هذه المنافع، وكثيرا ما اسمع حكاوى من السوريين أنفسهم في هذه القضايا بشكل نقدى.
ورغم كل ما سبق، أصبح السوريين ورقة في أيدي الأحزاب السياسية دون أن يكون لهم وسيلة سياسية مناسبة للرد ، حيث تغير موقف الاتحاد المسيحي من سياسة الباب المفتوح وقبول اللاجئين، إلي موقف أكثر حدة في وقف الهجرة علي الحدود، وترحيل السوريين والافغان بمجرد استقرار الأوضاع في البلدين، وسوف يزداد الأمر خلال الحملة الإنتخابية القادمة الخاصة بالانتخابات المبكرة ٢٣ فبراير المقبل.
كذلك منذ الحرب في غزة، حاول السوريين التظاهر مع الفلسطينيين والعرب، لكن قوبل هذا بجدار قوي يمثل في عقدة الذنب الألمانية التي تمنع الاقتراب سلبا للكيان، إلي جانب نشاط المجلس اليهودى في ألمانيا الذي يضم أكثر من ١٠٠ جمعية وصحف ومنظمات فاعلة في المجتمع الألماني، وهو ما جعل العرب يستمرون في التظاهر طيلة عام دون نجاح في تحييد موقف الحكومة الألمانية، بالرغم من أن عدد اليهود في ألمانيا ١٣٠ ألف - ٢٥٠ الف فقط.
وعلي الرغم من أن القوانين تسمح لمن عاش في ألمانيا أكثر من ٣ سنوات للانضمام إلى حزب سياسي، لكن خلفية العرب والمهاجرين القادمة من مجتمعات غير نشطة سياسة جعلتهم يهتمون بالبقاء أطول فترة ممكنة في ألمانيا، بغض النظر عن التأثير أو التفكير في المستقبل، وبسبب ارتفاع نسبة البطالة بينهم وما يهدده ذلك من ترحيل، يفكر معظمهم حالياً في تغيير نوع الإقامة، حتي من حصلوا علي الجنسية الألماني، أغلبهم لا يزال الأمر لهم مجرد جواز سفر، دون انتماء للمؤسسات الألمانية أو حتى الرغبة في تغييرها.